آخر تحديث :الثلاثاء-19 مارس 2024-06:10ص

المهجر اليمني


بيان سياسي هام من (تاج) حول الهبة الشعبية الجنوبية المباركة

الأربعاء - 07 أغسطس 2019 - 10:05 ص بتوقيت عدن

بيان سياسي هام من (تاج) حول الهبة الشعبية الجنوبية المباركة

عدن ((عدن الغد))خاص

بيان سياسي هام من (تاج) حول الهبة الشعبية الجنوبية المباركة

بسم الله الرحمن الرحيم

يا جماهير الجنوب الأبية

تابع التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) باهتمام بالغ وقائع الأحداث الأليمة التي استهدفت قوات الحزام الأمني في معسكر الجلاء والتي أدت إلى استشهاد  بطل الجنوب الشهيد القائد العميد منير أبو اليمامة وعدد من رفاقه الأبطال وكذلك العمل الإرهابي الذي استهدف مركز شرطة الشيخ عثمان وقوات الحزام الأمني في المحفد  وقبلها في شبوه وفي حضرموت ومحاولة استنزاف واجتياح الضالع الأبية جميعها  حلقات في سلسة التآمر على الثورة الجنوبية التي يراد إجهاضها وإعادة احتلال الجنوب واقتسام أراضيه وموارده وموانئه الاستراتيجية بين الطامعين ممن نعرفهم من الذين دأبوا لردحا من الزمن على مناصبة العداء للجنوب ويرون في ما تختزنه أراضيه ومياهه من ثروات  هائلة لا تحصى ولا تعد غنميه مستغلين حالة الضعف والتمزق الذي يعيشه الجنوب اليوم.

 

لقد حذرنا ونبهنا مرار وتكررا إلى أن هناك أجندات إقليمية ودولية طامعة في الجنوب وما الحرب إلا وسيلة للسيطرة على الجنوب ليس إلا، ناهيك عن حالة الهيجان والسعار الذي تعيشه قوى الفيد اليمني بعد أن فقدت قدرتها على السيطرة على الجنوب ولقنتها المقاومة الجنوبية الباسلة دروس لن تنساها جيلا بعد جيل. ولسنا الوحيدين في التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) الذين نبهوا لمثل هذه المخاطر الجسيمة والمؤامرات على الثورة التي يراد لها ألا تكتمل ولا تجتاز العقبات والصعاب، فقد تصدى عدد كبير من المثقفين والمفكرين الجنوبيين لا مجال هناك لحصرهم لكشف هذه المخاطر وعدد كبير من النشطاء الجنوبيين أيضا من جهروا بالحق دفعوا حياتهم ثمنا لكتاباتهم وأصواتهم ولن يكون آخرهم المجاهد الذي لا يخشى في الحق لومة لائم الشيخ البطل عبدالرب النقيب الذي فجّر بصوته المجلجل وخطابه التاريخي شراره الهبة الشعبية الجنوبية المباركة.

 

إن (تاج) وهو يعبر عن ارتياحه الشديد لتفاعل وتجاوب الكثير من قادة المقاومة والمكونات الجنوبية والنشطاء السياسيين الجنوبين في مختلف محافظات الجنوب مع دعوة الشيخ النقيب ومنها بيان مشايخ واعيان يافع والمقاومة الجنوبية , فهو يقرأ هذا بانه صحوة جنوبية قوية بعد أن كاد أعداء الثورة الجنوبية سلبها سلاحها الفعال والقوي الذي لا يقهر المتمثل بالجماهير عبر  سياسة التجويع والإذلال  والإنهاك ثم بيع الوهم والخطابات العنترية والاغتيالات لمن يعارض أو يجهر بصوت الحق وشراء ذمم ضعفاء النفوس والاغداق عليهم بالمال والجاه مقابل سكوتهم المخزي على ما يجري من تدمير ممنهج ومخطط لكل ما هو حي في الجنوب لتفكيكه وتوزيع دمه بين اطراف التآمر من عصابات اليمن والعملاء الجنوبيين والشركات العابرة للقارات وعملائها في المنطقة.

 

أيها الأبطال المقاومون المرابطون في حدود الجنوب وفي كل شبر من وطننا الغالي.. يا حراس الثورة والأمل..

إن ما يتعرض له الجنوب من تدمير واغتيال ممنهج منذ 2015 م ليس امر عابر أو صدفي بل انه مخطط ومرسوم بدقة وإحكام من قبل أعداء الوطن المحليين والإقليمين والدوليين وهو امر يرمون به إلى تدمير الوطن اقتصاديا وتفكيكه اجتماعيا وتحويله إلى قبائل ومليشيات تتقاتل مع بعضها. لقد فعلوا ذلك في ليبيا والصومال والجنوب وهي مقدمات تسهل لهم الاستيلاء على ثروات الوطن ومقدراته بسهولة ويسر. لن نطيل الحديث في هذا فقد نبهنا له مرار وكتب عنه الكثير ممن المخلصين الجنوبيين وغيرهم لكنننا اليوم نود أن ننوه إلى أهمية معرفة عدد من الحقائق البالغة الأهمية التي بإدراكها نستطيع أن نحبط كل هذه الأعمال الشيطانية الخبيثة وهي:

أولا: أن الجماهير وحراكها السياسي هي سلاحنا الوحيد الذي لا يمكن هزيمته وقد أكدت تجربة الحراك السلمي صحة هذا التصور ولنا فيما جرى لقوات الاحتلال اليمني التي كانت تهيمن على مفاصل البلد امنيا وعسكريا واقتصاديا وسياسيا خير دليل على ذلك.

ثانيا: إن الحراك السياسي الجماهيري الواسع والعريض هو الفعل الذي لا يمكن إجهاضه واحتواءه ولنا في التجربة الشعبية السودانية الحية دليلا على ذلك فعدم وجود مكون سياسي واحد يقود الشارع أفشل اكل محاولات السلطات السودانية في احتواء هذا الحراك.. كما أن تجربة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي امتلك كل مقومات القوة تؤكد ذلك فقد أصبح مكون فاقد الإرادة وأداة يحركها التحالف كيفما يشاء.

ثالثا: إن التحالف العربي هو المسؤول الأول والوحيد عما جرى ويجري للجنوب من تدمير وتفكيك وعذاب فهو من يدير أساطين الفساد وعصابات الإرهاب فيما تسمى بالسلطات الشرعية وهو الذي يحرك البيادق في الميدان وهو صاحب القرار الأول والأخير في كل شاردة وواردة، نحمله المسئولية الكاملة بما لحق من ضرر جسيم بالجنوب أرضا وإنسانا يقف حجر عثرة أمام تطلعات شعبنا سيسألون عنه أمام الله والتاريخ عاجلا أم آجلا.

رابعا: إن عملية تجنيد وتحشيد شباب الجنوب للقتال في ارض اليمن بعيدا عن حدود الجنوب في الوقت الذي يعاد تشكيل قوات الاحتلال في أراضي الجنوب وتتمتع فيه قوات الاحتلال اليمني الكثيفة في حضرموت وشبوه ومكيراس وبير احمد بالحماية والدعم هي مؤامرة يراد لها تدمير اليمن واستنزاف القوى البشرية الجنوبية الشابة والحية وسوف تنتهي أسطورة الحرب الشيعية السنية بعد أن يحقق التحالف مآربه وستعقد الاتفاقيات والمصالحات مع العملاء اليمنين والجنوبيين شيعتهم بسنتهم دون مواربة أو خجل.

خامسا: أن الأصوات الناعقة التي تتذرع بحقوق الإنسان والثقافة في حملتهم على المقاومة الجنوبية هي جزء من الهجمة الهمجية والظالمة الكبرى لمحاولة إضعاف الهبة الشعبية الجنوبية فهذا امر يجب ألا نلتفت إليه فقد بحت أصواتنا على مدى واحد وعشرون عاما ونحن نجول في الشوارع نناشد العالم والضمير الإنساني وإخوتنا في العروبة والدين ونقتل في مسيراتنا السلمية وتصادر كل حقوقنا ولم ينصفنا أحد لا إقليما ولا دوليا. هذه بلدنا التي تعني شرفنا وكرامتنا وعزتنا ومستقبلنا يجب أن ندافع عنها بكل ما لدينا من إمكانيات وبأي وسائل نراها مناسبة طالما ونحن لسنا معتدين على حق أحد، وأكدت لنا التجربة المريرة أن الوطن والاستقلال لن يأتي إلا بالقوة الشعبية وما عدى ذلك فهو السراب مهما كنا أصحاب حق.

سادسا: إن للجنوب أعداء طامعون في أراضيه وموارده وموقعه الاستراتيجي يمنيين وإقليميين ودوليين ولهم أيضا مرتزقة من أبناء جلدتنا وبين صفوفنا ظاهرين ومتسترتين وهم من يسهل لهم تنفيذ أعمالهم الشيطانية في الجنوب بما في ذلك الاغتيالات المتكررة بالسم والتفجيرات التي طالت أبطال الجنوب الواحد تلو الآخر ولن يكون الشهيد منير أبو اليمامة هو الأخير فكل من يقف بوجه المؤامرة ويعلو صوت الوطن فهو هدف قادم لهم. إن المعركة مع كل هؤلاء قدرنا ولنا أن نعيش بكرامة أو نموت بشرف وثقتنا بالله عظيمة وبالحق والإرادة الجماهيرية التي اثبت التاريخ انتصارها على أعتى الإمبراطوريات وأقذر الأعداء.

 

أيها الجنوبيين الأحرار 

إن التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) وهو يجدد العهد لكم وللوطن على مواصلة النضال بين صفوفكم في الداخل والخارج يؤكد أننا اليوم أمام منعطف تاريخي حاسم نقرر فيه مستقبل وطننا وشعبنا نكون فيه أو لا نكون، فالهبة الشعبية الجنوبية المباركة لابد من الالتفاف حولها ودعمها لتستمر وتتعاظم وعلينا تشكيل قيادة لها من مختلف المكونات والأطياف تضع لها أهداف تسير بها في اتجاه التصعيد حتى تصل إلى مراميها المتمثلة في تطهير الجنوب من بقايا نظام الاحتلال والسيطرة على كل أراضي الجنوب وموارده.. وننبه من أن تتحول الهبة الشعبية إلى اعتصامات وخطابات وأمسيات يراد منها امتصاص الغضب والتنفيس واحتواء للشارع الجنوبي فذلك هو الخطر المحدق بنا جميعا ولن ينجو منه أحد وأولهم أولئك الذين باعوا وقبلوا السكوت وغضوا الطرف على جريمة اغتصاب شرف الوطن مقابل منافع مادية رخيصة فهم سيدفعون الثمن مرتين نقول له لا عزة إلا بوطن حر ولا كرامة لكم إلا بين أهلكم وقومكم.

 

عاش الجنوب حرا أبيا

المجد لشهداء الجنوب الأبطال

والاستمرار النصر للهبة الشعبية الجنوبية 

والله ولي التوفيق

صادر في 6 أغسطس 2019 

عدن - الجنوب العربي