آخر تحديث :السبت-27 أبريل 2024-01:25ص

من هنا وهناك


التسول مهنة الأغنياء

الإثنين - 11 فبراير 2019 - 04:02 م بتوقيت عدن

التسول مهنة الأغنياء

كتب/ حافل عبدالله

 

اليوم ظهراً وأنا في الشيخ عثمان بأحدى باصات المواصلات متجهاً لـ صبر حينها كنت قد أكملت دوامي في الجامعة ، قعد في جانبي شخص وبكل إطمئنان يهاجمه "طفل" بطريقة مفاجئة سريعة يقبّل رأس هذا الشخص ويرميه بكلمات (الشحت) وبأسلوب تمثيلي عاطفي يستغل موقف الشخص أمام أنظار بقية الركاب في الباص ، كلنا منتظرين من الشخص يخرج نقود يقضي بها حاجة "الطفل" ، رد عليه غاضباً منزعجاً : " يا ابني بطلوا هذه الحركات الهبلا وانا بحق هذه الحركة مابعطيك ريال امشي من قدامي " .

لا لوم عليه صراحة حركة مزعجة ومستفزة ومفاجئة يستغل فيها الموقف أمام الناس كفرض عليك بالإحراج .

ومنها الكثير من المواقف والكثير من الأطفال وبشتى أنواع الحركات العاطفية التمثيلية والكاذبة - بعضاً ما - .

عدن والمناطق الجنوبية والشمالية إنتشار واسع وكبير لهذه الفئة من المتسولين ، يمارسون هذه العادة كمهنة أو وظيفة حكومية يحصدوا منها أموال كبيرة .

قد لا يصدق البعض بأنهم يتلقوا باليوم الواحد 10 الف ريال وقِس على ذلك 30 يوماً يعادل 300 ألف ريال ،كمرتب لموظف حكومي في شركة النفط .

لهذا السبب أنتشر المتسولين بكثافة وبكثرة -يستغلون- بإستجداء لرحمة الناس والعطف عليهم .

من أراد ان يتصدق يبحث عن الأسر المتعفّفة والمتسترة الذين لا يمدوا أيديهم لأحد ويقبلون "الموت جوعاً" ولا ان تهتز كرامتهم ويخدش كبريائهم عند أحد ، هؤلاء من يستحقون ان تمد لهم يدك الكريمة ، هؤلاء المحتاجين بصدق هؤلاء الذين لايملكون إلا راتب 30 الف لمتقاعد يأتيهم بالسنة حسنة والكثير من الأسر لاتمتلك اي رواتب ومع ذلك لايخرجون لإستعطاف الناس وهؤلاء هم من بأشد "الحاجة".

لايظن البعض أنني محارب للفقراء ولكن محارب "للمتسول" الذي شوش على "المحتاج" بصدق .

#لاتعطي_المتسولين