آخر تحديث :الثلاثاء-03 ديسمبر 2024-08:19م
مجتمع مدني

وماتت رؤوفة حسن !

الأربعاء - 27 أبريل 2011 - 11:32 م بتوقيت عدن
وماتت رؤوفة حسن !
دكتورة رؤوفة حسن الشرقي (1958م - 2011م) أكاديمية، كاتبة، وإعلامية يمنية شهيرة، وافاها الأجل في أحد مستشفيات العاصمة المصرية القاهرة صباح الأربعاء 27 أبريل 2011
خاص /عدن الغد

كتب / فتحي  بن لزرق

يا رفيقَ الدَّرب
تاه الدَّرْبُ منّا .. في الضباب
يا رفيقَ العمر
ضاعَ العمرُ .. وانتحرَ الشباب
آهِ من أيّامنا الحيرى
توارتْ .. في التراب
آهِ من آمالِنا الحمقى
تلاشتْ كالسراب
يا رفيقَ الدَّرْب
ما أقسى الليالي
عذّبتنا ..
حَطَّمَتْ فينا الأماني
مَزَّقَتْنا
ويحَ أقداري
لماذا .. جَمَّعَتنا
في مولدِ الأشواق
ليتها في مولدِ الأشواقِ كانتْ فَرّقَتْنا
لا تسلني يا رفيقي
كيف تاهَ الدربُ .. مِنَّا
نحن في الدنيا حيارى
إنْ رضينا .. أم أَبَيْنَا
حبّنا نحياه يوماً
وغداً .. لا ندرِ أينَ !!
لا تلمني إن جعلتُ العمرَ
أوتاراً .. تُغنّي
أو أتيتُ الروضَ
منطلقَ التمنّي
فأنا بالشعرِ أحيا كالغديرِ المطمئنِّ
إنما الشعرُ حياتي ووجودي .. والتمنّي
هل ترى في العمر شيئاً
غير أيامٍ قليلة
تتوارى في الليالي
مثل أزهارِ الخميلة
لا تكنْ كالزهرِ
في الطُّرُقَاتِ .. يُلقيه البشر
مثلما تُلقي الليالي
عُمْرَنا .. بين الحُفَر
فكلانا يا رفيقي
من هوايات القَدَر
يا رفيقَ الدَّرْب
تاهَ الدربُ مني
رغمَ جُرحي
رغمَ جُرحي ..
سأغنّي


فاروق جويدة

 

في ما كانت الأدخنة تتصاعد  من مناطق شتى في أنحاء اليمن  وثمة دماء يمنية تسيل على الأرض وخراطيش تتساقط على الارض وكل ذلك يتداخل بأصوات ونانات إسعاف تحاول إسعاف أناس كثر في صنعاء وتعز وأبين وعدن وغير من مدن الوطن الذي ينهار ، كان هنالك حلم  يمني جميل يغادرنا  ..

اليوم الأربعاء قد يكون مختلفا كل الاختلاف في الحياة اليمنية قاطبة حلم صغير جميل يرحل عنا ويغادرنا دونما استئذان  هكذا هي الاقدار  وهكذا هي الحياة ..  ثمة احلام جميلة تغادر الإنسان  دونما استئذان ، تتسرب بين  الاصابع كحبات رمل ناعمة.

ماتت رؤوفة حسن ! هكذا كتب وهكذا قيل وهكذا ساقوا لنا الخبر بكل برود فيما اليمن  تتخلق رؤوفة حسن تموت بالغرابة الاقدار  ..

فيما كان اليمنيون مشغولون بالتقاتل فيما بينهم وفيما كانت سحب الدخان  تغطي سماء العشرات من المدن اليمنية اختارت رؤوفة حسن  ان تغادر دونما استئذان ودون ان تخبر احد ما ..

ماذا تراها قالت عما يحدث في اليمن اليوم ؟ وماذا تراها قالت عن هذا الوطن الذي  يتخلق اليوم.

قد لاتكون روؤفة حسن امرأة من طراز عادي فهي تلك المرأة التي نسجت فصول حياة مدنية جميلة فيها للمرأة مكانا وهي الصوت الرائع الصادح بالحق الذي وقف في وجه كل محاولة الغاء تعرضت لها في وطن السبايا .

أنها حلم كل امرأة يمنية بأمراة هي مثال لكل القيم المدنية الحق

وداعا رؤفة حسن ولانملك في حضرة الحدث الجلل إلا ان نقول وداعا والى جنة الخلد بإذن الله.

وفاء لها نقدم في "عدن الغد" شيء من ذكراها العطرة ونتذكرها وهذا كل مانملك اليوم

دكتورة رؤوفة حسن الشرقي (1958م - 2011م) أكاديمية، كاتبة، وإعلامية يمنية شهيرة، وافاها الأجل في أحد مستشفيات العاصمة المصرية القاهرة صباح الأربعاء 27 أبريل 2011.

 

حياتها

شغلت الدكتورة رؤوفة حسن العديد من المناصب منها:

 

الخبرة السابقة على العمل الحالي:

نائب رئيس المكتب الفني بوزارة الإعلام 84-86م

رئيس قسم التحقيقات صحيفة الثورة 80-84م

معدة ومقدمة برامج المرأة- تلفزيون صنعاء 75-80م

معدة ومقدمة برامج المرأة إذاعة صنعاء- 70-75م

مؤسسة ادارة المرأة بوزارة الشؤون الاجتماعية عام 76م

الانتاج والنشاط العلمي والبحثي:

رسالة ماجستير إعلام تنموي باللغة الانجليزية

رسالة دكتوراه حول التغير الاجتماعي باللغة الفرنسية

ورقة عمل عن اوضاع المرأة اليمنية مقدمة الى مؤتمر المرأة العربية القاهرة

عدد من المقالات الصحفية في جريدة الثورة وحلقات اذاعية وتلفزيونية

المشاركة في المؤتمرات والندوات الداخلية والخارجية:

حضور مؤتمر المرأة العاملة- جامعة الدول العربية- ليبيا 75م

حضور مؤتمر المرأة العاملة- جامعة الدول العربية- القاهرة 76م

المؤتمر العالمي للفتيات موسكو 75م

المؤتمر العالمي للمرأة برلين

مؤتمر المرأة العربية- اتحاد المرأة العربية- دمشق 76م

مؤتمر العمل العربي- المغرب 80م

مهرجان الشباب العربي الاول الجزائر 72م

مؤتمر الصحفيين العالمي- صوفيا 86م

مهرجان ملتقى الشباب في الصين

المشاركة في الندوة الوطنية للاسرة والسكان في عدن من 15-18 سبتمبر 1991م (معدة ورقة)

المشاركة في المؤتمر الاول للسياسات السكانية المنعقد في صنعاء للفترة من 26-29 اكتوبر 1991م

العضوية في المنظمات والاتحادات الاجتماعية والنسائية:

عضو جمعية المرأة اليمنية ورئيسة للجمعية سابقاً

عضو الاتحاد الدولي للنساء برلين 19-1991م

عضو المجلس الدولي للمرأة- لندن 77-91م

عضو جمعية التضامن مع المرأة العربي القاهرة 87-91م

عضو اللجنة الوطنية للشباب- صنعاء 85-86م

عضو نقابة الصحفيين اليمنيين 75-86م ومسؤولة اللجنة الاجتماعية للنقابة 84- 86م

عضو المجلس الاقليمي لرعاية الامومة والطفولة صنعاء سابقاً

عضو مؤسس لجمعية المعاقين- صنعاء سابقاً.

مؤلفات

كان لها العديد من المؤلفات والمقالات منها

 

يحبّني لا يحبّني -توابع خليجي عشرين -مبروك تفوقنا في الاختبار -كل عام والعيدية سعادة

الواد بلية اشترى نبلة -إقصاء غير متعمد -رمضان.. ولو أنك قلت -سنوات الجمر -فكر ومال حرام

مكاسب نسائية رمضانية-صديق لكل طريق -حـوار ومتحاورات -رحلة الوادي في يمن الحضارة - براءة الحكومة -رؤية للتأمل:المتفرج لبيب، قراءة تاريخ أم غربلة؟، قليل من البعد حفظاً للمودة، في بيت الثقافة، يمن معاصر، الضوء واللون، موكب الرايات، يمن على رأسه علم، حديث النقود، قصة طابع وسيرة هوية، تحالف وطن، الصراع الأول، السلطة المطلقة مفسدة، صرت أحلى ألف مرة، شخصية الدولة، ندوة المصطلحات، الريح والرماد، الحريات المسؤولة، المقيل السياسي الأمريكي، يامحلى الصدف، الخروج من الكهف، الجوهرة والفحام، مناكب الارض، العضوة المضطهدة، وطن يتوحد، حوار الأسوياء، ثمار العرق، بدون رتوش، سيطرة اللاوعي، لكل شيء نها ية، عيد في العولمةأيام السكينة مرحباً بالفوضى.

ينشر عدن الغد نص مقابلة صحفية اجرتها "إيلاف" مع الفقيدة قبل سنوات

 

* كيف تقدم الدكتورة رؤوفة حسن نفسها للقراء؟

- اسمي امة الرؤوف حسين الشرقي ومعروفه باسم الشهرة (رؤوفة حسن) مواطنة يمنية أكملت دراستي وعملت في الإذاعة وأنا في الإعدادية وكان عمري حينها 12 سنة في برامج الأطفال.. - توظفت رسميا بعد الإعدادية ثم انتقلت إلى التلفزيون في بداية افتتاح التلفزيون في الجمهورية العربية اليمنية قبل الوحدة (منتصف السبعينيات)..

- ذهبت للقاهرة للدراسة ورجعت للعمل رئيسة لقسم التحقيقات في صحيفة الثورة الرسمية، وبعد ان أنهيت رسالة الدكتوراه دخلت جامعة صنعاء وانشات قسم الإعلام - في عام 1993م أنشأت وحدة دراسات المرأة..

- في عام 1996م أنشأت المركز البحوث التطبيقية والدراسات النسوية..

- بدأت في العام 99 مرحلة التفرغ العلمي وكانت عملية التفرغ مصاحبة لضجة إعلامية معارضة ومعادية للمركز الذي كنت أديره وتم تجييرها لمصالح سياسية معينة على أنها ضد الفكر الذي كان يطرحه المركز..

- في تلك الفترة عملت مدرسة في جامعات مختلفة في أوروبا..

- بدأت بالتفرغ في جامعة اولبرخ بهولندا..

- عملت مستشارة للأمم المتحدة في البرنامج الإنمائي في اليمن وتونس ولبنان..

- بعد ذلك درّست سنتين متتاليتين وفترات قصيرة في جامعة اولدمبرخ بألمانيا،

- حاليا أدير مؤسسة تخطيط برامج التنمية الثقافية في اليمن وهي مؤسسة كنت قد أنشأتها في بداية التسعينيات وتعاقب على إدارتها شخصيات كثيرة يمنية وأجنبية (روسية وأمريكية) والآن أديرها أنا مباشرة لأني بصدد تنفيذ مشروع كبير مشترك بين الجامعة الألمانية التي كنت ادرّس فيها وهذه المؤسسة التي تمثل الجانب اليمني وهو مشروع يتعلق بدراسة الهوية ودراسة التاريخ وحوار الحضارات والثقافات عبر الملابس الرسمية للسياسيين في البلدين الصديقين..

 

* الملاحظ ان الدكتورة كشفت لنا عن جانب من حياتها الشخصية عندما ذكرت أن اسمها المعروف (رؤوفة حسن) ماهو إلا اسم شهرة وليس اسمها الحقيقي، ماهي ملابسات تغيير اسمك، ولماذا؟

- عندما بدأت العمل في الإذاعة في برنامج الأطفال لم يكن هناك أي أهمية لأي اسم فـ(أمة الرؤوف حسين الشرقي) اسم من الأسماء العادية، وأسرتنا من الأسر المعروفة في اليمن بالتدين حيث عملت على مدى 800 عام في مجال القضاء ونسائها متفرغات للبيوت، وعندما جئت أنا وجيلي بعد الثورة تعلمنا وانفتحنا نوعاما، وعندما كنت أساهم واغني في برامج الأطفال كان ذلك عاديا باعتباري طفلة لكني عندما رغبت في أن أصبح مذيعة كان هذا شئ جديد وغير مقبول او معقول في محيط الأسرة فاقترح المرحوم عبدالله حمران (وزير الإعلام حينها) أن يتم تغيير اسمي تحت الظن انه مع تغيير الاسم لن يعرف احد أني من تلك الأسرة وابتلعت هذه الحيلة وانطلت عليّ رغم ان العمل في مجال الإذاعة (لا يتخبأ) ولا يستتر لأنها كانت مشهورة جدا خصوصا وان التلفزيون لم يكن موجودا تلك الأيام فكانت الإذاعة هي كل شئ، ولكن صغر السن جعلني لا افكر في هذا وطموحي ورغبتي في ان اعمل مذيعة جعلني لاافكر في شئ معقول او مقبول، وسبب معارضة الأسرة ان العمل في الإذاعة في تلك الأيام كان عيبا يشبه إلى حد كبير العمل في مجال الرقص هذه الأيام او أكثر (جرما منه) من وجهة نظر الأسر المحافظة باعتباره خروج عن العادات والتقاليد والأعراف المنظمة للأسرة اليمنية المحافظة.. وهكذا تم تسميتي بهذا الاسم واستمريت عليه إلى اليوم رغم ان الأسباب الموجبة له (معارضة الأهل) قد انتفت ولكني اشتهرت به وأصبح معروفا ولم استطع التخلي عنه ولكني مع ذلك لا أزال محافظة على اسمي الحقيقي (امة الرؤوف حسين) في الوثائق الرسمية.

 

** الإصلاح حقق وحدته على حسابي

* أواخر العام 99 وبعد الضجة الإعلامية التي رافقت احد المؤتمرات التي نظمها مركز الدراسات النسوية قيل انك طلبتي اللجوء في دولة أجنبية وقبل طلبك من هولندا، ماهي ملابسات تلك الضجة المفتعلة، وكيف عدتي ثانية إلى اليمن؟

- لم اطلب أي لجوء من أي دولة ولم يتم منحي إياه من أي مكان..

وبالنسبة للضجة التي ذكرتها فقد كان آخر فعالية لمركز الدراسات التطبيقية هو مؤتمر دولي كبير حضره ممثلون عن 56 دولة في العالم وعقد تحت رعاية رئيس الجمهورية تحت عنوان (تحديات الدراسات النسوية في القرن 21) حضره متخصصين من جميع المراكز النسوية في جميع أنحاء العالم، وفي هذا الإطار أدلى كل وفد وكل عضو بما جاء به من بحوث ودراسات (قد نتفق معها وقد نختلف) لكننا دعيناهم ونحن في بلد ديمقراطي، وصادف تلك الفترة أول انتخابات لرئيس الجمهورية والجو مشحون جدا ولم يكن هناك أي مرشح من أحزاب المعارضة وكان الوحيد الذي ترشح منافسا له (مرشح ظل) من نفس الحزب رغم انه ترشح مستقلا، والحزب الذي كانت مفروضا عليه في تلك الفترة ان يقدم مرشحا عنه لتلك الانتخابات (التجمع اليمني للإصلاح) باعتباره اكبر الأحزاب السياسية (المعارضة) لكنه اضطر لكي يعزز وحدته الوطنية (لأنه كان على وشك الانشقاق أو الانقسام بين من هو مرشح الرئاسة من بين صفوفه) اضطر في هذه الفترة أن يكون عقلانيا لكي يحافظ على وحدته (كما قلنا) وأعلن ترشيحه للرئيس علي عبدالله صالح لمنصب الرئيس (قبل ان يرشحه حزبه) فكانت النتيجة ان بعض الأعضاء المخلصين والمؤمنين بقضية ذلك الحزب لم يقبلوا بهذا الترشيح وكانوا يريدون تقديم شخص من الحزب نفسه للترشيح لمنصب الرئيس فما كان من السياسيين في ذلك الحزب إلا أن يبحثوا عن شئ يصرف هذا الجناح (المتحمس والمخلص) عن قضية الانتخابات الرئاسية فاخترعونا واخترعوا قضايا متعلقة بنا وبمركزنا وبدؤوا في الهجوم علينا وعلى المركز وعلى المؤتمر وعلى بعض الكلام الذي قيل في المؤتمر رغم أني لا علاقة لي شخصيا بما يقوله الآخرين (المشاركين) باعتبار أنهم يعبرون عن هوياتهم وتفكيرهم وآرائهم الشخصية.. وهكذا وجد هذا التنظيم شيئا يشغل به (احد أجنحته) ويصرفه عن الدخول في مهاترات (بينية) من اجل قضية الانتخابات الرئاسية..

أما بالنسبة لهروبي او طلبي حق اللجوء في هولندا او في غيرها من الدول، فانا لم اطلب حق اللجوء في أي دولة ولم اهرب (كما أشيع حينها) لكني ودعت المؤتمر في آخر يوم (وهذا مسجل بالصوت والصورة) وقلت لهم أن عندي فترة تفرغ لمدة سنة كاملة بالاتفاق بين جامعة صنعاء والجامعة الهولندية وسأسافر يوم 15 أكتوبر بينما انتهى المؤتمر يوم 14 سبتمبر من نفس العام أي شهر واحد الفاصل بين المؤتمر وسفري (كما هو مرتب له مسبقا) وفعلا تم ذلك وسافرت في الموعد المحدد، فاستغل سفري وأشيع حينها باني فُصلت من الجامعة وهربت وطلبت حق اللجوء إلى غيرها من الإشاعات التي أطلقت في ذلك الوقت..

في الأخير أريد ان أوضح ان هذه الأشياء كلها تشوه صورة اليمن لدى العالم الخارجي وتوظف توظيفا سيئا بما يسئ لليمن وشعبه وحكومته..

 

*إيلاف: ماذا كان ردك على تلك الجماعة او الحزب وهل وضّحت موقفك من القضايا التي أثاروها في حملتهم ؟

- لم أرد عليهم، ولست من هواة الرد، رغم ان الرئيس (علي عبدالله صالح) كان قد طلب مني أن أرد عليهم في وسائل الإعلام فقلت له هؤلاء الناس هاجموني في 129 مسجد على مستوى اليمن وأنتجوا ثلاثة أشرطة يبيعوها في إشارات المرور وأمام المساجد وأمام الجامعات، الشريط الأول يقول: الجندر يغزوا اليمن، والثاني يقول: القردة المقلدة، والثالث: مؤامرات ومؤتمرات (وهذه عناوين هي الأشرطة) وقلت له أني لااستطيع أن أرد عليهم بشريط من أشرطتهم ولا استطيع أن أوزعها بنفس الكيفية التي وزعوا بها، ولااستطيع ان أنتجها بنفس الإنتاج ولااستطيع ان اذهب الى 129 مسجد في أنحاء الجمهورية كي أصحح المعلومات التي قيلت عني من على منابرها..فهؤلاء جمهورهم غير جمهوري وطريقتهم في التعامل غير طريقتي، وإذا كتبت ورديت عليهم في الصحيفة فسأكتب لقراء لم يكونوا على علم بالموضوع من الأصل.. إذن ليس أمامي إلا أن افعل كما يفعل الصابرين (احني راسي للعاصفة وادعها تمر) ثم أعود بعد ان يكتشفوا بأنهم اخطئوا في حقي ويعتذروا هم بأنفسهم فاقتنع الرئيس بوجهة نظري وهو من طبعه يطرح رأيا ولا يلح في شئ، وهو (الرئيس) يعرف تمام المعرفة ان هذه الجماعات لها مصالح معينة في تلك اللحظة ويعرف أنهم كانوا يستهدفونه في الأساس أكثر من غيره لأنه كان هو الراعي للمؤتمر الذي هاجموه وكانوا يقولون في بداية الحملة هذا المؤتمر (......!!) ومن رعاه ومن أداره ومن.. الخ هجومهم، ثم تنبهوا ان الذي رعاه هو الرئيس فرأو ان المسألة ستكبر وستتجاوز حدها فقللوا من خطابهم ووجهوا الهجوم على شخصي الضعيف وهم يعلمون أني ليس لي حزب يدعمني ولا قبيلة ولا قوة ولا أي نوع من القوى المعروفة على الساحة وان سلاحي قلمي لأني أكاديمية في الجامعة.. ثانيا: إذا رديت عليهم فماذا أقول وماذا أرد هل أرد على نفسي وعلى جهلهم لأني لم افعل شئ ولم اقل او اكتب او تبنى أي فكر او رأي مما قالوه في حملتهم..

 

*قانون الأحوال الشخصية من القوانين التي أثارت المهتمين بالشئون والدراسات النشوية، كيف تنظرين الى هذا القانون، وما وجهة نظرك حياله ؟.

رؤوفة: في الحقيقة لست كثيرة الاهتمام في القوانين، وارى ان التركيز على القوانين غير مجد، وفي بلدنا آخر شئ يتم تنفيذه هو القانون، وعندما اسمع ضجة على قانون الأحوال الشخصية أجد الأمر ظريف جدا لأنه لا يوجد احد في اليمن يحتكم إلى هذا القانون إلا الفقراء وهم سيظطهدون سواء بوجود القانون او بغيره، النساء الفقيرات هن اللواتي يذهبن الى المحكمة للحصول على نفقة او طلاق او أي شئ وسيتعنت القضاة عليهن في كل الأحوال لأنهن لا يملكن دفع رشاوي وليس لديهن القدرة على توكيل محامي للدفاع عنهن، ولكن أحيانا تصادف المسكينة قاضي طيب ينصفها (وهذا استثناء) وفي هذه الحالة القانون مثل قلته لان المسالة تعود إلى نفسية وإنسانية القاضي ولا تعود إلى القانون.. ما يتعلق بالنساء في العالم العربي ليس القانون ما يتم الاحتكام إليه وإنما يتم الاحتكام إلى العرف والقبيلة وهذا مثير لكنه لطيف.. ولهذا تركيزي الكبير ينصب على الثقافة وسلوك الناس وما يفعلون.. أعرافهم عاداتهم تقاليدهم.. سلوكياتهم.. هذا ما أركز عليه.

انا في تصوري ان الديمقراطية لايمكن ان تخترعها دولة او تفرضها حكومة وإنما تنشأ داخل البيت (رجل وامرأة لا تمارس الديمقراطية فيما بينهم لايمكن ان ينشأ مجتمع ديمقراطي).. المجتمعات العربية والإسلامية لديهم مشاكل كبيرة لايمكن ان تحل جزئيا.. أنا اعرف وأنت تعرف ان الطلاق مثلا في الطبقة الغنية لا يحتكم إلى أي قانون وإنما يتم الطلاق بالهاتف وغيره..

ما قيمة القانون بالنسبة لـ(80 %) من سكان اليمن يعيشون في الريف الذين لا يعرفون القوانين ولا المحاكم إلا للشرائع الرجالية فقط كالأراضي والأملاك وغيرها.

 

** وحّدنا مشاكلنا وبقيت الحلول فقط

* باعتبارك من أهم المشتغلين في مجال الأبحاث والدراسات النسوية من قبل الوحدة اليمنية عام 90، كيف تنظرين إلى وضع المرأة اليمنية اليوم مقارنة بما كان عليه قبل الوحدة..؟

- الحمدلله بعد الوحدة المباركة وحدنا جميع مشاكل المرة على امتداد الساحة اليمنية من المهرة إلى صعدة ولم يبق أمامنا إلا توحيد الحلول..!!

كل المشاكل التي كانت لدينا من فقر وجهل وتخلف تم توحيدها، لم يعد هناك مأساة واحدة في اليمن لم تصبح مأساة اليمنيين بشكل عام (فالحمدلله بلادنا أصبحت موحدة) باقي علينا أن نوحّد الحلول وهذا يحتاج إلى شراكة جهود من جميع أنحاء اليمن.. زمان كان الذي ساكن في الجبل يغبط ساكن السهل والساحل أما اليوم فأصبحت همومهم واحدة ومشاكلهم واحدة.. كان هناك مبادرات جميلة في بعض مناطق اليمن يجب علينا استعادتها والعمل بها كقانون الأحوال الشخصية الذي كان في (الجنوب سابقا) كان جميل جدا، بالمقابل كان القطاع الخاص يعمل في (الشمال سابقا) بحرية تامة وفق رؤى وقوانين وأخلاق واعراف جيدة، كان عندنا المبادرات الفردية في العديد من المناطق جيدة جدا، لماذا لا نعمل على ان نعيد للناس قدرتهم على أن يحلّو مشاكلهم.. يوجد لدينا أشياء جميلة لماذا لا نعود لها لماذا لا نوحّد حلولنا للمشاكل التي تواجهنا..

 

* برأيك ماهي الأسباب التي تجعل الأحزاب تقدم المرأة كناخبة وليست كمرشحة، هل هذا عائد إلى عقلية الساسة في تلك الأحزاب، أم إلى المجتمع الذي قد لا يتقبل ترشيح امرأة تنوب عنه في مجلس النواب؟

- عندما وحّدنا مشاكلنا توحّدت مشاكل المراة أيضا حيث عُمّمت مشاكل النساء في الشمال (سابقا) على جميع المحافظات وكان لدينا مبادرات جميلة في (الجنوب) ألغيناها، ولقد حان الوقت بأن نعيد التفكير فيها.. لا يمكن للأحزاب أن تركز على المراة من زاوية ايجابية، إنما تركز (الاحزاب) على تهميش العنصر النسائي.. ولا يفكروا فيها إلا عند الانتخابات..

وأنا لو فكرت بعقلية ذكورية مثل أصحاب تلك الأحزاب لكنت فكرت بنفس الأسلوب.. هم يريدوا أصوات ويريدوا ان ينجحوا في الانتخابات ويحق لهم ان يستخدموا كل شئ متاح أمامهم ومن هذا المتاح النساء فلماذا لايتم استخدامهن.. وفي الحقيقة ان الموضوع هو بيد النساء لأنهن إلى الآن لم يستطعن ان يحددن مالهن وما عليهن وهذه مشكلتهن وفي اليوم الذي يصحين فيه فسيكون لكل حادث حديث..

 

* بصفتك مهتمة في القضايا النسوية كيف تنظرين الى مشاركة المراة اليمنية في الحياة السياسية؟

- أرى أن الرجال يسيطرون على كل شئ، خذ مثلا مجلس النواب 300 عضو مقابل مرأة واحدة معنى هذا أن الديكتاتورية هي المتحكمة في المجلس (ديكتاتورية الرجال) ومعنى هذا ان هناك من الرجال في مجلس النواب من يحتلون مقاعد النساء وهي إهانة كبرى لهم لأنهم قبلوا بان يجلسوا في كراسي النساء، اكثر من 50% من سكان اليمن من النساء ومع ذلك يدّعي الرجال أنهم يمثلونهن وهذا كذب كيف يدعوا ذلك، من الذي اختارهم ومن الذي فوضهم وهل سمعنا عضو في مجلس النواب يناقش قضايا النساء ومشاكلهن..

 

* هن اللاتي انتخبنهم...

- هن انتخبنهم بالإكراه باعتبارهم آباء وإخوان وأزواج وأولاد عم ومشائخ ووجاهات اجتماعية ولايعرفن أنهم لن يمثلونهن وبالتالي هؤلاء منتخبين كآباء مش كممثلين لهن (آباء أبويين) وبالتالي لم ينتخبوا كممثلين، ونقص المواطنة عند المواطنات نقص فيهم هم (أعضاء مجلس النواب) لأنه لا يلد الحر إلا حر أما الجواري فلا يلدن إلا عبيد..

 

* كانت لك آراء خاصة حول المسجد وربما ساعدت في إذكاء الحملة التي شنت عليك والتي تطرقنا إليها في سؤال سابق، ما وجهة نظرك حول المسجد؟

- مؤسسات البيت والمسجد والنادي والوظيفة والسوق، تعتبر هذه أهم المؤسسات التي ترتكز عليهم حياة الإنسان اليومية، جميعها حتى الآن في مجتمعنا مؤسسات سلطوية (ذكورية) تنفي النساء او تضطهدهن وبالتالي فهذا واقعها..

ومؤسسة المسجد إحدى هذه المؤسسات، عندما لا تسمح مؤسسة المسجد للنساء بالصلاة فيها بله أن تقبلهن كواعظات ومدرسات وداعيات ومرشدات.. (مقاطعه من إيلاف – هناك مساجد فيها مصليات للنساء) تجيب: أنا معك ان هناك (بعض) المساجد (المسيّسة) فيها (ملحق معزول) للنساء لكن قلي كم مسجد فيها هذا الشئ وقارنها بالتعداد العام لمساجد الجمهورية، قطعا لن تخرج بنتيجة مقنعة او حتى مسلية لنصف السكان.. إذن عندما تصبح المساجد فقط للذكور وهم الأقلية في تعداد السكان بالجمهورية ويمنعوا إماء الله مساجد الله فان المسجد أصبح مؤسسة للمنع ولم تعد مؤسسة للمنح ولم تعد مكان طبيعي للنساء وأطفالهن، صارت هذه المؤسسة (المساجد) تمنع النساء لكي لاياتين إليها بحجة أطفالهن وكأن هؤلاء الأطفال ليسوا نتاج لقاء مشترك بين الرجل والمرأة وكأنهم أطفالهن فقط وهم لا صلة لهم بهم.

 

* برأيك هل تستطيع المراة اليمنية ان تساهم في عملية التنمية ورفع كفاءة الاقتصاد الوطني، وما هو المطلوب لها لكي تقوم بهذا الدور؟

- كانت الأمم المتحدة قد أعلنت عام 1996م أن الكثير من مشاريع التنمية نجحت في تحقيق خمسة أشياء:

• عندما أعلنت محاربتها للبطالة نجحت في إنتاجها.

• عندما قالت أنها ستكافح الفقر رسخته وزودت منه في المجتمعات.

• عندما أعلنت أنها تناضل من اجل المساواة بين الرجال والنساء ثبتت ان النساء مقصيات عن الواقع..

الحقيقة أنا لا اذكر كل التفاصيل لكن يبدوا لي ان الفشل كان كبير وذريع على مدى 30 سنة الماضية من عقود التنمية، في الخمسينات أعلنوا بدايات الخطط وفي السبعينات بدؤوا العمل وفي التسعينات اكتشفوا الفشل.. فإذا كان هذا موقف الأمم المتحدة فانا أتصور أن البدايات لم تكن صحيحة لأنهم ركزوا على الرجال في عمليات التنمية وبذلك انتهت إلى أنها تنمية عرجاء، تنمية بنص...، تنمية مقصية المسئول عن إنتاج المجتمع، النساء اللاتي يعتبرن نصف المجتمع ومنتجات للنصف الآخر منه تم إقصائهن عن خطط التنمية، وبعد هذه الإخفاقات قرروا ان تبدأ التنمية بالشخص الصح وأعادوا الأمور إلى نصابها وبدؤوا بالنساء لكنهم إلى الآن لم يملكوا الشجاعة الكافية لان يكون التوجه كاملا، وأنا أؤكد بحكم اهتماماتي وابحاثي النسوية انه عندما يصبح التوجه كاملا سيتغير الاقتصاد وستحصل طفرة كبيرة في التنمية..

 

* كنت من الوجوه البارزة التي حضرت مؤتمر المرأة في بكين، المؤتمر الذي نوقشت فيه العديد من القضايا التي تتعارض مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا العربية، ما كان موقفك مما طرح في ذلك المؤتمر كزواج المثليين وتعدد الأزواج وغيرها من القضايا المثيرة؟

- نعم كنت رئيسة الوفد اليمني (الغير رسمي) وكنا 14 امرأة من مختلف التيارات والأحزاب السياسية وكنا نوزع الأعمال فيما بيننا وكانت ضمن مهام التوزيع مشاركة مجموعة في المظاهرات ضد بعض الأوراق التي كانت تناقش في المؤتمر كحق الزواج المثلي وضد الاستعمار الأمريكي الخ المظاهرات التي كنا نوزعها حسب التوجه الفكري والسياسي لأعضاء الوفد (الغير رسمي) وبالتالي لم يكن لدينا موقف موحد من كل ما يطرح في المؤتمر، وبشكل عام فلم يكن لدينا أي عضو سواء في الوفد الرسمي او غير الرسمي (من اليمن) من كانت تتبنى مثل هذه الأفكار التي كانت تطرح من قبل المتطرفين عالميا فقط فبالتالي لااظن أن هناك من أعضاء وفودنا وافق او وقف مع هذا النوع من الاطروحات المتطرفة..

 

كان لدينا ثلاث قضايا ركزنا عليها واشتغلنا بها طيلة ايام المؤتمر وهي مشكلة صحة النساء ومشكلة فقر النساء ومشكلة التعليم، وللأمانة لم نسمع ببعض القضايا التي أثيرت حولها الهالات الإعلامية إلا عندما عدنا إلى اليمن لان المؤتمر كان كبيرا جدا وكنا لا نستطيع ان نواكب كل ما يجري هناك، تصور ان هناك 100 جلسة عمل في اليوم الواحد وأنت معك 14 عضو في الوفد كيف ستستطيع ان توزعهم على جلسات العمل اليومية.. لكننا سجلنا مواقف ضد بعض القضايا التي أثيرت وعلمنا بها كحرية الاختيار في الإجهاض الذي كنا ضده وسجلنا موقف رسمي هناك..

 

** الشئ الأسود (الجلباب) المخيف

* الزي الذي تلبسينه (في اليمن) بالطبع لا تلبسينه خارج اليمن، لماذا، هل هو مجاراة للعادات اليمنية، ام انه محافظة على التاراث، ام ماذا؟

- أنا لا البس هذا اللبس إلا داخل اليمن لأني اعتبره لمسة يمنية قديمة وهو كما ترى نصفه الأعلى عبارة عن (مشدّة) رجالية (ما يربط به اليمني رأسه) وبمجرد ما تضع الجزء السفلي منه على رقبتك يصبح اللثام الذي كانت تلبسه النساء اليمنيات في مختلف مناطق اليمن قديما قبل أن يصبح الزي الموحد للخليج والجزيرة، هذا الشئ الأسود الذي لا اعرف ما اسمه والذي يحمل أكثر من اسم حسب المنطقة التي جاء منها لكنه في الأخير ليس عربي ولا ديني ولا إسلامي ولا اي شئ وإنما شكل اسود قبيح، أحيانا يزين ويزخرف حسب تصميم دور الأزياء الباريسية وغيرها وتصنعه في داخل الخليج لكنه أصبح الآن مقرر على كل النساء اليمنيات والعرب وأنا إلى الآن لست راضية على الانخراط في هذا الزي الموحد، وأنا مش عارفه ماهو الداعي للدخول والتوحد مع هؤلاء الناس وليش أتوحد معاهم وأنا لا اتفق معهم في الأفكار ولا يتفقوا معي، إذن لماذا البس لبسهم..

 

* يقال بان الدكتورة رؤوفة رافضة لمبدأ الزواج، لماذا هذا الرفض رغم المتقدمون الكثر كما سمعنا؟

- مش رافضة لمبدأ الزواج إنما القصة أني كنت وأنا صغيرة لا اقبل بالزواج لأني كنت امتلك تخيلات لما يجب ان يكونو عليه وكانت لا تنطبق عليهم تخيلاتي (التي كنت أتخيلها لفارس الأحلام، مثل نجوم السينما)، بعد ذلك كبرت شوية وبدؤا يكونو اقل في بعض الجوانب في نفس الوقت الذي بدا يكون عندي تطلعات للمثقف والعارف، بعد فترة اكتشفت ان هذه الأمور ليست مهمة واكتشفت ان المفروض ان تكون الحياة شراكة ومودة وسكن وهذا هو الزواج لكني اكتشفت ذلك متأخر حيث بدا هذا الشريك (الذين يتقدمون) طلع انه متزوج وعنده أطفال وبالتالي ما عاد عندي استعداد لعيش هذا النوع من الحياة ولذلك ألغيت الفكرة وخلاص..

ورغم أني لم أتزوج ولم تكن لي تجربة مع الزواج إلا أني ليس لدي أي موقف من الزواج وأنها مؤسسة تنجح وتفشل معتمدة على مبدأ التكافؤ، وفي الأخير هي مسالة حظوظ فانا لدي إخواني وأخواتي (الستة) ناجحين في زواجاتهم وأنا الوحيدة التي لم أجرؤ على المغامرة فقط..

 

* بالنسبة لمشروع أزياء الساسة، الملاحظ ان ساستنا في اليمن لا يلتزمون بزي معين، فإلى ماذا يهدف هذا المشروع، وكيف ستطرحون نتائجه وأفكاره ؟

- لم يدر حوار حول اللبس واليمن بلد فيه تعدد فكري وسياسي وتعدد في اللهجات واللبس والطبقات وغيرها.. لم يدر حوار واضح وصريح عن المشكلات والمحاذير والمخاوف عند الناس المتعلقة بزي واحد وموحد، فأنت لو أخذت زى من إحدى المناطق وحاولت تعميمه فأنت تغلب هذه المنطقة على بقية المناطق، ومن الناحية الديمقراطية هذا عمل غير صحيح وإنما يصبح عمل ديكتاتوري وإذا أخذت زي لشريحة معينة من شرائح المجتمع فستقع في نفس المحذور من الناحية الديمقراطية، فالسياسيين لكي يتجنبوا هذا الحوار ابتعدوا خالص ولبسوا إفرنجي، وهذا ليس حلا هناك عناصر في الزي اليمني من جميع المناطق يمكن جمعها والمزاوجة بينها وإيجاد زي وطني غير الزي الموحد او الشعبي او الرسمي فهو مختلف عنهم تماما.. ومشروعنا ومهمتنا في هذا المشروع هو فتح حوار لمناقشة هذا الموضوع والوصول الى قناعة تامة من اجله لان الثقافة ليست إجبار وإنما حوار وإقناع فقط.. الزي الوطني لايتم إلا بعدما تشعر ماهو الوطن، وكيف تكون دلالات الوطن، ويكون عندك فخر بالوطن، وان يكون عندك باللبس انتماء للوطن، لكن عندما يكون هناك وطن ينفيك او طن لا تنتمي له او طن يضطهدك او وطن يمثل شريحة تضطهدك او وطن يمثل طبقة تضطهدك، او وطن يمثل منطقة جغرافية تضطهدك، فإذن انت لن تلبس ملابس هذا الوطن.. أنت عندما تشعر ان هذا الزي الذي ستلبسه جاء بعد حوار وانه ليس مفروضا من طبقة فلان او منطقة علان فانك ستلبسه وستفتخر به لأنه يمثل الوطن بكل فئاته ومناطقه وطبقاته ولأنه الهوية التي يمثلها اليمن ككل، أما ان نلبس مما ينتج لنا ولا نعرف من أين ولماذا فهذه كارثة.