
طارق الفضلى يكشف أسرار إنسحاب القاعدة من أبين

شقرة ((عدن الغد )) خاص:

لا يزال الشيخ طارق الفضلي الذي عادة ما يرتبط اسمه في اليمن بتنظيم القاعدة بزعامة أسامة بن لادن حيث شاركا معا بالحرب ضد السوفيات بأفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي, يثير جدلا واسعا بالأوساط السياسية باليمن لسرعة تحولاته وتقلباته الفكرية والسياسية خلال العقدين الماضيين.
فالرجل -الذي كان والده ناصر بن عبد الله الفضلي, أحد سلاطين محافظة أبين جنوبي اليمن قبيل الاستقلال عن الاستعمار البريطاني عام 1967- قاتل في صفوف \"المجاهدين\" ضد الاتحاد السوفياتي السابق في أفغانستان برفقة بن لادن, لينتقل بعدها لمواجهة الماركسيين باليمن, ويقف بقوة ضد محاولات الانفصال, ويتقلد منصبا قياديا بحزب المؤتمر الشعبي الحاكم, ليستقر به المطاف مؤخرا إلى تيار الحراك الجنوبي الذي ينادي بانفصال الجنوب عن الشمال.
وحسب مصادر يمنية فإن الشيخ الفضلي المولود بالطائف بالعربية السعودية, قطع دراسته المتوسطة ليلتحق بقوة السلام الخاصة في تبوك شمالي المملكة لمدة ثلاث سنوات, ليغادر بعدها إلى أفغانستان للالتحاق بمعسكر المجاهدين العرب هناك ضد السوفيات, ويعود بعدها للسعودية ومنها لليمن بعد تحقيق الوحدة بين الشمال والجنوب في مايو/ أيار 1990.
وفي عام 1992 اشتبهت السلطات في الفضلي وأنصاره \"الجهاديين\" بالتورط في تفجير فندق عدن الذي كانت تستخدمه القوات الأميركية المقاتلة بالصومال آنذاك.
وقد سجن ثلاث سنوات بطلب من الحزب الاشتراكي الذي كان يقتسم السلطة حينها مع المؤتمر الحاكم بتهمة محاولة اغتيال أحد قيادييه. وأطلق قبيل نشوب حرب صيف 1994 بين القوات الشمالية والجنوبية, ليشارك مع قوات الرئيس علي عبد الله صالح ضد محاولة الانفصال التي تزعمها نائبه علي سالم البيض.
وعقب سيطرة القوات الشمالية على المدن الجنوبية خاصة عدن والمكلا وفرار قادة الانفصال للمنفى, انتخب المؤتمر الشعبي الفضلي -الذي تربطه علاقة مصاهرة مع علي محسن الأحمر الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني- في عضوية اللجنة العامة (المكتب السياسي) كما عين عضوا بالشورى وهو الغرفة الثانية للبرلمان.
لكن إعلان الفضلي العام الماضي المثير بانضمامه رسميا لما بات يعرف بالحراك الجنوبي، أعاده مجددا لواجهة الأحداث كأحد الفاعلين بهذا التيار.
الحراك الجنوبي الذي بدأ عام 2006 ببعض المطالب والحقوق لسكان المحافظات الجنوبية، تحول بعد ذلك لاشتباكات ومظاهرات مستمرة حتى اليوم، وانتهى به الأمر بالمطالبة بفك الارتباط وإنهاء الوحدة بين شمال وجنوب اليمن, بالإضافة إلى أن أنصاره باتوا يرفعون أعلام دولة الجنوب السابقة وصور البيض الموجود بالمنفى.
وتتركز المظاهرات والاحتجاجات بمدن لحج وأبين وعدن وشبوة، وعادة ما تسفر الاشتباكات بين أنصار الحراك وقوات الأمن عن وقوع قتلى وجرحى من الجانبين بالإضافة إلى اعتقال المئات.
واتهمت السلطات الفضلي رسميا بعد إعلان انضمامه للحراك بتحويل محافظة أبين الجنوبية \"مظلة لتنظيم للعناصر الإرهابية وتنظيم القاعدة وكل الخارجين على القانون بالمحافظة\".
لكنه بالمقابل رد على تلك الاتهامات بوصفه شعب الجنوب بأنه \"أعزل ومحاصر ومجوع ويتعرض لأبشع أنواع الاستعمار والقهر\" من قبل الشمال.
وتبقى دعوته يوم 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 للعصيان المدني بحلول ذكرى رحيل الاستعمار البريطاني أبرز تحرك لأنصار الفضلي بفعاليات الحراك.
وقد لقيت تلك الدعوة استجابة بمدينة زنجبار عاصمة أبين, حيث أغلقت المتاجر والمدارس ومرافق العمل وخلت الشوارع من المارة باستثناء العناصر المسلحة التابعة له.
المصدر: الجزيرة
كشف الشيخ القبلي البارز "طارق الفضلي" معلومات هامة عن الانسحاب المفاجئ لعناصر الجماعات المسلحة التي تطلق على نفسها "أنصار الشريعة" في اشارة هي الأولى من نوعها والتي تحمل معلومات جديدة عن هذا الانسحاب المفاجئ.
وفي حوار مطول مع صحيفة "عدن الغد" قال الفضلي من مقر اقامته في منطقة جبلية بمدينة شقرة الساحلية انه يعتقد ان انسحاب عناصر الجماعات المسلحة المفاجئ من مدينتي زنجبار وجعار بمحافظة أبين ارتبط بصفقة تم ابرامها حيث تم خلالها نقل مسلحي هذه الجماعات إلى سوريا بهدف خوض غمار الحرب التي تخوضها جماعات مسلحة بينها جماعات مرتبطة بالقاعدة ضد النظام السوري.
وشن الشيخ القبلي البارز "طارق الفضلي" هجوما عنيفا على قادة مابات يعرف بالثورة اليمنية مؤكدا أنهم ناهبين جدد للجنوب.
ومن موقعه الجديد في منطقة المصيرية بجبل المراقشة شن هجوما على قادة الثورة الجديدة من أعضاء حزب الإصلاح، واتهمهم بأنهم "أكبر ناهبي الجنوب"، وسمى منهم "أولاد الأحمر واليدومي"، وقال إن: "موجة الاعتذارات للجنوب منهم لن توقف مطالبة الجنوبيين بحقوقهم، والاعتذار الوحيد المقبول منهم هو رحيلهم".
وفي ما بدا أنه تقارب وبداية حلف جديد للشيخ الفضلي مع المملكة السعودية التي تدرب الفضلي على أراضيها في بداية مشواره الجهادي لمقاتلة الحكومة الاشتراكية بالجنوب، قال: "إن من حق المملكة أن تهب من تشاء أموالا، سواء كانوا شيوخ قبائل أو قادة أو أيا كانوا". بل وذهب إلى أن "من حق السعودية القصف بالطيران داخل الأراضي اليمنية إذا كان ذلك دفاعا عن النفس".
كما لم يستبعد الفضلي فرضية أن تكون هناك "صفقة إقليمية لنقل مقاتلي القاعدة من الأراضي اليمنية إلى تركيا لإدخالهم الجبهة السورية، وهو ما يفسر الانسحاب المفاجئ للمسلحين من أبين، كما يفسر عدم ضربهم خلال انسحابهم سواء من القوات اليمنية أو السعودية".
واتهم الفضلي اللجان الشعبية وهي المكونات الأهلية ذات الطابع الميليشاوي التي تصدت لمقاتلي الجماعات المسلحة بـ"تلقي أموال من الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومن اللواء علي محسن الأحمر"، وقال إن "أنصار الشريعة يريدون تطبيق الشريعة والجنود يسعون لتطبيق القانون، بينما هؤلاء لا نعلم إلى ماذا يسعون?".
وفي الأخير تمنى الشيخ الفضلي للحوار الجنوبي الجنوبي النجاح، وقال إن أي مخرجات لا تلبي تطلعات الجنوبيين لن يكتب لها النجاح.


- الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام
- الرجاء معاملة الآخرين باحترام.
- التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها