آخر تحديث :الأحد-28 أبريل 2024-01:52م

ليس غريب ما يحدث في مديرية المحفد اليوم

السبت - 02 نوفمبر 2013 - الساعة 10:52 ص

محمد هادي شوبة
بقلم: محمد هادي شوبة
- ارشيف الكاتب


ليس غريب و لا جديد ما نشاهده و نسمعه اليوم من عدوان و قصف بالطائرات و الصواريخ و الاسلحة المحرمة دوليا على قلعة الثوار مديرية المحفد محافظة ابين لا نستغرب استهداف البشر و الشجر و الماشية و الحجر تصفية عرقية شاملة و قنص كل شيء يتحرك او تدب فيه الروح على ترابها من قبل المحتل الثاني طائرات ترمي حمم الكيد و الحقد الدفين لتدمير قلعة الجنوب صانعة الامجاد اول من قالت  للمحتل اليمني ارحل عن ارض الجنوب و اول مديرية كسرت حاجز الخوف و اعلنت تمردها على المحتل اليمني في وقت مبكر دفعت بعجلة الثورة الجنوبية التحررية بقوة الى الامام  نشاهدها اليوم تدفع الفاتورة من دماء ابناؤها  عقاب و حصار جماعي شمل كافة مناحي الحياة الى جانب الفقر و الحرمان حرمت من الكهرباء فأضيئت ارضها و سمائها بالقنابل و الصواريخ ليل نهار حرمت من مياه الشرب فتشبعت ارضها بالدماء حرمت من الاتصالات فتغطت اجوائها بالطائرات التجسسية سيئة السمعة  حرمت من الامن فغشاها رعب و ارهاب دولة المحتل قصف و قتل بالجملة و التجزئة لم يستثني احد  تناثرت اشلا  الاطفال و النساء و الشيوخ بالعشرات ، فبالأمس وقعت اسواء مجزرة شهدتها الجنوب بمنطقة المعجلة بالمحفد و لاتزال آثارها دامية حتى اللحظة  و لايزال مسلسل صناعة الموت و الدمار وتصديره  مستمرة  على مدار الساعة صوب مديرية المحفد و نتوقع من هؤلئك الوحوش البشرية المزيد .

 

 ان تلك الغارات المتكررة بصورة شبة يومية جعلت شبح الموت و الهلاك يخيم على المنطقة و اشاعت الهلع و الخوف و الترغب بين اوساط النساء و الاطفال و اوجدت حالة من الفوضى و الفراغ الامني و عطلت مصالح الناس في المدن و الارياف حتى طلاب المدارس و رعاة الغنم لم يسلموا من شرها و من شر سياسة الارض المحروقة  حرق و تدمير الارض الجنوبية و من عليها تحت ذريعة مطاردة خلايا و تنظيمات صنعتها و زراعتها ايادي زعامات صنعاء القبلية و العسكرية بالمنطقة و بالمناطق الجنوبية الثائرة مبررات اجرامية و غطاء وهمي لتضليل الراي المحلي و الدولي عن عمليات القتل بعيدا عن سلطة القضاء و القانون قتل المذنب و البريء برصاصة واحدة  قتل و ارهاب شعب الجنوب لإخماد ثورته الشعبية السلمية التحررية و التخلص منها بطريقة غير مباشرة وصولا الى اخضاع و اذلال عامة شعب الجنوب ثم  وضعة تحت الوصاية الابدية لتلك الزعامات العنصرية تحت سقف الوحدة اليمنية و هذا هو  هدف و مقصد  صنعاء من تلك الحملة البربرية  ،.

 

 

عزيزي القارء ما أشبه الليلة بالبارحة و لقد عزم بل اصر التاريخ على ان يعيد  نفسة ليشير الى اقتراب ساعة النصر  فقبل ان ترحل بريطانيا عن ارض الجنوب بسنوات معدودة اغارت طائراتها على مديرية المحفد في محاولة منها لكسر شوكة الثوار  وو قف زحفهم صوب عاصمة الجنوب عدن و لكنها فشلت و لا تزال اثار القصف شاهدة للعيان ببعض المنازل ففي  العام 1934 م قصف سلاح الجو الملكي البريطاني قرى وادي مريع و في العام 1956 م  قصف قريتي الجازع و صندوق  و في العام 1957 م قصف وادي مريع و منطقة الرباط مرة اخرى و في نفس العام قام بقصف منطقة لودية باحور و في العام 1958 م قام بقصف منطقة لودية مرة ثانية ناهيك عن المعارك البرية الشرسة الدامية التي خاضها ثوار مديرية المحفد ضد دوريات الليوي  البريطاني ( الجيش البريطاني ) فهذه النزلات البرية و ما رافقها من كر و فر  بحاجة الى عدة مجلدات لسردها  كما هو الحال مع  مشوار و مراحل الثورة الشعبية الجنوبية السلمية التحررية  الثانية بمديرية المحفد التي انطلقت منتصف العام 2006 م تزامنا مع حركة الضابط متقاعد سعيد صالح الشحتور و مع جمعيات المتقاعدين العسكريين  ضد المحتل اليمني التي لاتزال  مستمرة حتى يومنا هذا فهي الاخرى بحاجة الى مجلدات بحجمها الكبير و لا يجوز تقزيمها.

 

 واذا ما قارنا بين المحتل البريطاني و المحتل اليمني في هذا الجانب تحديدا لوجدنا الاخير اشد فتكا  و اشد انتهاكا للحرمات احتلال بفكر عشائري قبلي متخلف لا تربطه اي صلة بالثقافة و لا بالحضارات الانسانية الراقية  ولا يتقيد بالمواثيق و القوانين المحلية و لا الدولية  ، لقد كانت طائرات الاحتلال البريطاني تنثر منشورات فوق القرى قبل القصف بأيام تحذر و تطالب بنقل الاطفال و النساء  من اماكن تواجد الثوار  و لكن الاحتلال اليمني يقتل بدم بارد بالجملة و التجزئة دون انذار مسبق و ينتهك الحرمات دون رادع ديني او اخلاقي او قانوني بل يسخرها  لانتهاك الحرمات ختاما  المحفد مديرية عنيدة شامخة منذ القدم لم تخضع في الماضي و لا في الحاضر و لا في المستقبل عصية على المحتلين و اكبر مما يتوقعون و اكبر سند  و ركيزة قوية للثورة الشعبية الجنوبية التحررية كانت و لازالت و ستضل في المقدمة  و لا احد يستطيع ايفائها حقها و اذا ما اردنا سرد  امجاد ثوارها في الماضي و الحاضر فذاك يحتاج  عدة مجلدات و ليس مساحات صغيرة على صفحات الجرائد و المجلات و لا يحق لا حد تحجيمها او تقزيمها بقصد او بغير قصد ونؤكد بان النصر على الابواب و انما يلفظ المحتل اليمني  النفاسة الاخيرة و يتخبط مثل المصاب بالمس.