آخر تحديث :السبت-29 مارس 2025-05:43ص

فليقل خيرا أو ليصمت

الجمعة - 07 مارس 2025 - الساعة 11:54 م
محمد ناصر العاقل

بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب


إن الشعب الفلسطيني ومقاومته على دراية كبيرة وخبرة كافية بما يصلح لقضيتهم بما في ذلك المنطلقات الشرعية وليس السياسية والنضالية فحسب كما قد يتصور البعض فالقضية الفلسطينية مرتبطة بأبعاد تاريخية من الصراع الإسلامي من جهة والصليبي الصهيوني من جهة أخرى وهذا الصراع يتداعى له الشرق والغرب وقد رأينا كيف هب الغرب بعد أحداث ال7 من أكتوبر وحشد حشوده ليقف مع إسرائيل واستمر في دعمها حتى تم التوصل لصفقة التبادل ووقف إطلاق النار بينما كان الموقف العربي والإسلامي ضعيفا لا يتناسب مع شراسة الهجمة الصهيونية الصليبية وتحمل الفلسطينيون تكاليف مواجهة ذلك العدوان وتصدوا له وكسروه في الداخل الفلسطيني بعون الله دون معونة أحد من الناس والمقاومة وشعبها المجاهد لا تزال تعرف أن المعركة لم تنتهِ بعد وأن الصراع طويل ولا زالت مستعدة لتقديم المزيد من التضحيات والعدو الصهيوني ومعه أمريكا والغرب يعد نفسه لمعركة يقضي فيها على المقاومة ويسعى لتسوية القضية الفلسطينية بما يثبت دولة الكيان الصهيوني ويحقق مصالح الغرب

فمن الخطأ الذي يقع فيه بعض مشائخ الدعوة السلفية النظر إلى القضية الفلسطينية من جهة الفتوى الشرعية في المسائل العينية والتغاضي عن النظرة الشمولية للقضية من كل أبعادها سمعنا من الانتقادات بعد ال7 من أكتوبر من ينكر عليهم القيام بهجوم السابع من أكتوبر ويسكت عن سبعين عاما من الظلم والقهر والاستبداد ومنهم من أنكر تحالفهم مع إيران ويسكت عن تخاذل أهل السنة حكومات وكيانات سنية عن نصرتهم ثم ينظر هل تحالفوا وهم في غنى عن ذلك أم وهم مضطرون لذلك ؟ ومنهم من كان يرى أن تستسلم المقاومة أثناء المعركة من أجل المحافظة على شعب غزة ولم يقدر بأن المفاسد ستكون أكبر بأضعاف مضاعفة وسيقتل أكبر ممن قتل وستلحق الهزيمة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وكل المسلمين

فالقضية الفلسطينية يجب أن توضع في الفقه المقاصدي الذي تقدر فيه المصالح والمفاسد وأحكام الضرورة وارتكاب أدنى المفاسد ، وكان الأولى بنا أن ننصر هذه المقاومة والشعب الفلسطيني المظلوم لا أن نعد أنفسنا لمحاكمة المقاومة ومعاقبتها على تحالفها مع إيران فإن هذا لم يحن ولن يحين في القريب لإن هذا شأن خاص بها هي التي عقدت وهي التي ستحل وهي مسؤولة عن ذلك أمام الله وأمام شعبها وأمتها

وإذا لم يكن في الكلام خير فإن في الصمت سلامة

أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت "


محمد العاقل