يعيش المواطنون في اليمن وسائر الدول العربية والإسلامية طيلة أيام شهر رمضان المبارك اجواء رمضانيه تتضاعف فيها العبادة وتسودها الرحمة والبركة والتكافل والتلاحم والترابط الاجتماعي والانساني بين افراد المجتمع، إلا في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية فإنها تتحول إلى فترة من التضييق المالي على المواطنين، حيث تتزايد فيها الجبايات والضرائب والزكاة والاتاوات المفروضة عليهم بشكل إجباري وملحوظ، مما يزيد من مضاعفة معاناتهم خاصة في ظل هذا الوضع المأساوي الذي يعاني فيه الشعب اليمني من استمرار الازمات الإنسانية والمعيشية وقلة الموارد الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
في هذا الشهر المبارك تكثف المليشيات الحوثية حملات الجباية وتجبر التجار وأصحاب المحال التجارية الكبيرة والصغيرة بمختلف الأنشطة التجارية، بما في ذلك المواد الغذائية الأساسية التي يحتاجها المواطنون خلال هذا الشهر الفضيل على مضاعفة الجبايات، وتجبر المواطنين على دفع الزكاة والتبرعات بقوة السلاح أو مواجهة عقوبة الاعتقال وتهم التخابر مع امريكا واسرائيل.
ان التضييق المالي المفروض على المواطنين من قبل الحوثيين في شهر رمضان يؤدي إلي زيادة في الأسعار ويعزز من معاناة الأسر الفقيرة ويجعلها تواجه تحديات مضاعفة في تلبية احتياجاتها الأساسية، مثل شراء المواد الغذائية والماء والملابس والدواء .
وتكمن الأسباب الرئيسية وراء تصاعد الجبايات الحوثية في شهر رمضان في حاجة المليشيات المتزايدة للموارد المالية لرفع ارصدة قياداتها الطائفية، وتغطية نفقاتها العسكرية والإدارية، ولذلك تسعى إلى تحصيل أكبر قدر ممكن من الإيرادات في هذا الشهر لتلبية احتياجاتها المالية.
إن مضاعفة الجبايات الحوثية على المواطنين في شهر رمضان يمثل عبئاً إضافياً على كاهل الشعب اليمني الذي يعاني من استمرار الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، ويؤثر بشكل كبير على الوضع الاجتماعي في اليمن، فبدلاً من أن يتضاعف التعاون والتكافل الاجتماعي في شهر رمضان تتضاعف الجبايات ويتضرر المواطنون وتتفاقم معاناتهم الاجتماعية والانسانية وتتدهور حالتهم المعيشية
