آخر تحديث :السبت-29 مارس 2025-09:44ص

من الحسم يبدأ السلام

الخميس - 06 مارس 2025 - الساعة 01:51 م
عبدالجبار ثابت الشهابي

بقلم: عبدالجبار ثابت الشهابي
- ارشيف الكاتب


استعادة الدولة اليمنية، المغتصبة؛ من عنت براثن الانقلابيين الحوثة، وإعادة بناء مداميك السلام، والأمن، والاستقرار، وإعادة الاعتبار لهيبة الدولة، واعتبارها، ومكانتها في سلسلة عقد المجتمع الدولي، كل ذلك لايمكن أن يتحقق البتة في ظل وجود قوة انقلابية، فوضوية، إرهابية، عنصرية، ضالة، تدعي، بل تعتقد- بما ترسخ لديها على مر الأزمان- أن وجودها المهيمن الٱن عنوة على العاصمة صنعاء، وعدد من المحافظات، والذي نشأ عن خطوة تكتيكية، متسرعة، خاطئة؛ هو الحق المبين؛ الذي يجب ألا ينتهي أي حوار إلا عند مؤداها، خاضعا، مقرا بعقيدتهم، واعتقادهم، بصرف النظر عما إذا كان هذا يخالف الحق، وبصرف النظر كذلك عن حقيقة مشرقة تقول بلغة عربية فصيحة: إن رمرة هذا الإنقلاب؛ الذي طبخ في ليلة عمياء؛ والذي اختلطت به، وفيه الأوراق؛ لا تمثل (أي هذه الزمرة) سوى أقل من الأقلية، بل هي فيروس طارئ، معضل، في جسد شعب حضاري، عريق، عرف بعشقه الغامر للعمل والبناء؛ كما عرف بطبيعته السلمية منذ قديم الزمان.

لذلك؛ لابد من اللجوء الٱن إلى الكي، وكما يقول المثل: ٱخر العلاج (الكي) بعد أن استعصى الداء، وعجز الدواء، وصار من اللازم فعل شيء لابد منه؛ لإنهاء ذلك الكابوس الحوثي؛ الذي تنكر للحق، وأصر على الباطل، ولو كلف الشعب والبلاد ضياع الحاضر والمستقبل، ولو كلف وجوده تعريض البلاد لخطر الدخول في حروب إقليمية، وربما عالمية، تحرق الأخضر واليابس، ولاسيما بعد أن قاموا بتهديد الملاحة، والاقتصاد العالمي، ومصالح الدول في البحرين: الأحمر والعربي، وخليج عدن.

لذلك؛ وقد بلغ السيل الزبا، كما ذكرنا؛ فلا غرابة أن يؤكد الأخ الفريق الركن محسن الداعري، وزير الدفاع في الحكومة الشرعية، وهو بصدد تنفيذ توجيهات فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي؛ أن القوات المسلحة اليمنية باتت على أهبة الاستعداد لحسم المعركة ضد الانقلابيين، وأن الحرب "قادمة لا محالة" ولاسيما في ظل استمرار الانقلابيين، الإرهابيين في خرق الهدنة، وعدم الالتزام بأي من الاتفاقات الموقعة.

وبوضوح نقول: إن هذه الحرب، التي فجروها عام 2015م ضد الوطن وقيادته؛(إن اشتعلت مجددا) وهي ستشتعل دون شك؛ كنهاية حتمية في يوم من الأيام؛ ما لم يراجع الحوثة عقولهم؛ فلن تكون (في حال اشنعالها) سوى صنيعة الهوس والإرهاب الحوثي، ذلك أن الشعب اليمني، وقيادته الشرعية، الحكيمة، المعترف بها دوليا، قد مارسوا مختلف الوسائل والسبل؛لضبط النفس، ولحقن الدماء، والإصغاء الطويل لنداءات الحكمة منذ مايقارب عشر سنوات عجاف من أعمار الجيل، ومن مقدرات البلاد، واقتصادها الذي أوصله الانقلابيون بحربهم هذه إلى هاوية سحيقة لا نجاة منها إلا بفعل حاسم يرد إليهم رشدهم، وينهي ما علق في أذهانهم المريضة من الهوس، والغطرسة، والإرهاب.

هذا هو مفتاح الحل، وباب السلام، ومبتدأ الانطلاق نحو اليمن، الاتحادي، المستقل، المتطور والمزدهر..