ذكرني الرئيس الأمريكي ترامب بالرئيس الليبي معمر القذافي عندما قال المقدسات في السعودية ملك كل المسلمين، وطالب بتشكيل كيان من كل الدول الإسلامية، ومن حق هذا الكيان أن يدخل من يشاء إلى المقدسات الإسلامية في السعودية، والسعودية ليست إلا إحدى مكونات هذا الكيان، وتأخذ الإذن مثلها مثل أي دولة حينها ضجت الدول والأخوة والأصدقاء، واستهجنوا كلام القذافي ووصفوه بالجنون..
اليوم يعلن الرئيس الأمريكي وبكل قوة ووقاحة أن للأمريكان والعالم حقاً في تقاسم دخل المملكة العربية السعودية الذي يخص الحج وزيارة المقدسات مبررا ذلك أن الله مِلك الجميع، وأنهم جميعا حق الله.. كمنطق مقنع لكن لا أحد علق على خطاب ترامب، أو استهجنه أو استنكره، ولم يصفوه بالمجنون..
طبعا كملت الثورة، أو كمَّل الكابوس كما يقال، وإذا كانت أمريكا متحكمة بشؤون الخليج ومقدراته وأمواله المخزنة في البنوك الغربية، والتي حددت لهذه الدول سقفا لا تتجاوزه مهما كانت الظروف، وستكتمل الوصاية بالسيطرة على دخل المقدسات في المملكة العربية السعودية..
هذا رئيس دولة عظمى، ولم يكن مثل معمر القذافي.. هذا ثابت وقابض على الأرض والعرض ومقاليد الأمة العربية كما يقال بمن يكون قابضا باسطا على أرضية وعليها شريعة،
ولا يبعد أن ترامب في طريقه لتأليف الكتاب الأزرق، حتى يقدم من خلاله خططه وتطلعاته القادمة في شكل وكيفية حكم الأمة العربية وما هي المساحة التي منحها الأمريكان للعالم الثالث من الحرية وخلافها..
الكتاب الأزرق على غرار الكتاب الأخضر وذاك ملك أفريقيا، وهذا ملك أمريكا وأوروبا والعرب..
سوف يلخص الكتاب الأزرق كل ما خفي على الأجيال ما ساوم به الآباء والأجداد الذين يحكمون الأمة العربية..
يفند هذا الكتاب معنى
الاستعمار البارز على هيئة حمار، وهذا هو شعار أكثر الأحزاب الأمريكية سيطرة
على البيت الأبيض أو الأسود، واحتمال يصبح اسمه البيت الأزرق
ولماذا أزرق باعتبارهم العالم الأزرق وكلهم شعوب أصحاب العيون الملونة الزرقاء..
لكن أن يصبح ترامب قذافيا ثوريا يعني قربت أيام أمريكا، وسوف تشضى وتقسم وسيأتي ترامب يلقي خطابه الأخير.. سوف يلاحق الثوار زنجه زنجه وزقاق زقاق وشارع شارع..
هل صدق المنجمون، ترامب آخر من يحكم الولايات الأمريكية..
مع اعتذاري لمعمر القذافي الذي اتهموه بالجنون، وأثبتت الأيام أنه كان سيد العاقلين ورحمة الله عليه من باب ترحموا على موتاكم