من غرائب المشهد السياسي أن تكون كل الأحزاب مشاركة في الحكم ولديها وزراء في الحكومة يسهمون في رسم سياسات وبرامج الحكومة وفقا لبرامج أحزابهم وعند تعثر الحكومة تخرج هذه الأحزاب السياسية ببلاغات وبيانات صحفية واجتماعات تتنصل من تحمل المسؤولية وتلقي بها على كاهل الحكومة.
السؤال:
من أين أتت هذه الحكومة؟
اليست مشكلة من كل هذه الأحزاب التي خرجت ببلاغات وبيانات استغفال أقل ما يقال عنها وتدير سياستها على قاعدة التوافق السياسي؟
فكيف لهذه الأحزاب التهديد بالخروج وتنفيذ وقفات إحتجاجية ضد سياسة الحكومة وضد التعثر في الجانب الإقتصادي وهي جزء من تكوين هذه الحكومة؟
حينما تمارس الأحزاب السياسية عملية استغفال الناس وإلهائهم وادعائها الحرص على مصالحهم وهي مشاركة في صنع الكارثة فإن هذه الأحزاب غدت كارثة والشعب بات أمام كارثة حقيقية تهدد البلد برمته.
بدل بيانات البهلوة وادعاء الحرص على وضع الناس المعيشي والدعوة لتنفيذ وقفات احتجاجية إسحب وزرائك من الحكومة وانهي ارتباطك بها حتى يصدق الناس موقفك وحرصك على وضعهم وحينها من حقك تهدد وتتوعد وتخرج إلى الشارع لأنك اتخذت موقفا أخلاقيا وخطوة خطوت بها نحو تبرئة ساحتك من المشاركة والمساهمة في صناعة الكارثة.
أما أنك تشارك بوزراء في الحكومة وفي السلطات المحلية وتتقاسم كل شيء الموارد الجبايات المناصب الإيرادات التسهيلات وحتى الفساد واللهط ثم تخرج على الناس كالثعلب الذي برز في ثياب الواعظين وهدفه لهط الديك فقط لتبرر فسادك وفشلك وإخفاقاتك ومتاجرتك بمعاناة الناس فأنت هنا حزب سياسي في مرتبة اللص ولا يعنيك معاناة الناس ولا وضعهم المعيشي.
عن بلاغ أحزاب تعز الصحفي أتحدث.