محمد احمد بالفخر
أكاد أجزم لو قلت إنه لا يختلف اثنان من اليمنيين على صدق وإخلاص تلك الشخصية الحضرمية العظيمة الأستاذ محمد بن سالم باسندوه الذي أحب اليمن وأحبّه معظم اليمنيين،
صحيح قد لا يكون معروفاً لدى الجميع ممن لا يعرفون (البداية) بداية الأستاذ محمد الذي وُلِدَ ونشأ وترعرع في تلك المدينة الساحرة مدينة عدن الجميلة التي كانت تحتضن كل من يأتي اليها وتمنحه الحنان والحبّ والأمان حتى يصبح جزء لا يتجزأ منها فما بالك من ولِد فيها، والأستاذ محمد تعود أصوله الى وادي دوعن العظيم الذي خرجت منه آلاف الأسر وانتشرت في كثير من أرجاء المعمورة وأصبحت لها بصماتها المتعددة في جميع نواحي الحياة،
وكذلك لا يعرف البعض سنين النضال تلك التي خاض غمارها، والتي كان فيها النضال الحقيقي ضد الاحتلال البريطاني البغيض الذي جثم على صدر البلاد مائة وتسعة وعشرون عاما ًفكان تاريخ (البداية نضالٌ من أجل الاستقلال) عنوان لكتابه الذي سجّل فيه أحداث تلك الحقبة التاريخية، والذي قال عنه أ.د. احمد يوسف محمد أنه (لم يكن تسجيلاً وتحليلاً أمينين للتجربة النضالية الفريدة، وكشفاً عن أصالة الإيمان ورسوخ الاقتناع بأهمية الوحدة والاستقلال في اليمن فحسب، وإنما كان نافذة رحبة لإطلالة على عددٍ من الأحداث العربية الفارقة)،
ونصيحتي للشباب جميعاً اقتناء هذا الكتاب وغيره من الكتب الموثوقة ليطّلعوا على مرحلة مهمة من تاريخنا المعاصر من أهمّ مصادره،
والأستاذ محمد كما أخبرني أحد الشخصيات الحضرمية المهتمة بموضوع الأنساب فقال إن نسبه يعود إلى الشخصية العظيمة الزاهدة (الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنه) الذي قال عنه رسولنا الأعظم (إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِين)
وبالفعل كما قال عليه الصلاة والسلام فقد أخمد الفتنة التي اشتعلت بين صفوف المسلمين بعد أن نزغ الشيطان بينهم وفعل المندسّون فعلتهم في ذلك الوقت، وتنازل لمن يبحثون عن السلطة والحكم لا لقلّة ولا ذلّة وإنما حقناً لدماء المسلمين وابتغاء ما عند الله،
وعودة مرة أخرى للحديث عن أبي خالد تلك الشخصية المحبوبة من الكثير والذي تبوأ مناصب عديدة في التاريخ اليمني الحديث ومن أهمها رئاسته لحكومة الوفاق الوطني في عام 2011م فتولى إدارتها باقتدار في تلك الظروف العصيبة التي مرّت باليمن وتحققت الكثير من الإصلاحات في تلك الفترة ومن أهمها
أيقاف تدهور سعر الريال اليمني بل وتراجعه بعض الشيء فقد عاد الى 214 بعد أن كان قد وصل الى 250 وارتفاع رواتب الموظفين بنسبة 50% وزيادة مبلغ الضمان الاجتماعي وتوفير الغاز طيلة أيام السنة وبالسعر الرسمي بعد أن كان يتم التلاعب بأسعاره وبالذات في المناسبة كالأعياد وشهر رمضان المبارك،
وكان من أهم الإنجازات لحكومته الغاء تلك الاتفاقية الكارثية التي تم تمريرها أيام النظام السابق عبر شخصيات شهيرة ومعروفة في الدولة وخارجها والتي قضت بتأجير ميناء عدن الاستراتيجي لصالح دولة أخرى، فلم يكن الهدف التطوير بقدر ما كان هو التدمير وحتى لا تقوم له قائمة لكيلا يقدر على المنافسة التي ممكن تؤثر على موانئ أخرى وتضرب تلك الموانئ،
وكذلك اتفاقية بيع الغاز المجحفة،
ومن إنجازات تلك الفترة القصيرة إقرار رفع الانفاق على التعليم العالي والعام بمختلف جوانبه بنسبة 60%
وكذلك تقليص النفقات الغير ضرورية ومن أهمها نفقات رئاسة الجمهورية من 19 مليار الى 12 مليار
وإلغاء بعض البنود المجهولة في الميزانية التي كانت تعتمد سنوياً على مدار عقود كاملة،
ما تمّ بعد ذلك من عملٍ ممنهج لإسقاط حكومته لم يكن الهدف إلا اسقاط اليمن كاملاً كما حصل فيما بعد،
الحديث عن الأستاذ باسندوه المناضل والمسؤول والانسان يطول ويطول ولن يكفيه مقالاً واحداً فمهما كتبنا فلن نوفيه شيئاً من حقه ويكفي أن اشير الى كتاب نشرته مكتبة مدبولي الشهيرة بالقاهرة عنوانه (كوكبٌ في سماء اليمن) احتوى على عدد كبير من المقالات والقصائد لعدد من الكتاب والشخصيات السياسية والأدبية تحدثت عن جوانب مضيئة من تاريخ هذه الشخصية المميزة والذي يُعَدُّ من النماذج الحضرمية التي سيخلّدها التاريخ بأحرفٍ من نور ومداد من ذهب.