آخر تحديث :الخميس-21 نوفمبر 2024-09:16ص

السفر إلى مكة لتأدية العمرة (2)

الأربعاء - 20 نوفمبر 2024 - الساعة 09:17 ص
عوض المطري

بقلم: عوض المطري
- ارشيف الكاتب


عند الساعة الحادية عشر مساء يوم الاربعاء الموافق 30 اكتوبر 2024م خرجنا من المنفذ اليمني متوجهين نحو المنفذ السعودي و للاسف تم توقيفنا (عدة باصات) في الخط الاسفلتي خارج المنفذ السعودي من الساعة 11 مساء حتى الثامنة و النصف صباحا يوم الخميس 31 اكتوبر 2024م ليسمح لنا بعدها بدخول المنفذ السعودي.

هنا اختلف المنظر للرحلة بالكامل، طرق مسفلته لا توجد فيها فجوات ولا مطبات و عند دخولنا منفذ الوديعة السعودي كانت الانوار الكهربائية مضاءة و تنتصب مباني حديثة و بشكل متناسق مع التشجير الذي يزين المنظر بخضره طبيعية جذابة.

صعد إلى الباص أحد البنجلاديشين و هو يروج لبيع سندوتش مع عصائر (واحد سندوتش طحينية + عصير) بعشرة ريالات سعودية و هنا اول مره نتعامل فيها بالنقود السعودية و بسبب الجوع اضطررنا للشراء لنسكت صراخ البطون.

تم انزالنا من الباص (طبعا بالترتيب للباصات) و ادخلونا مبنى الجمارك (مبنى المطار الارضي). عند التأمل في مبنى منفذ الوديعة تجده يفوق مطار عدن من كل النواحي للاسف تنظيما و جمالا معماريا و اقلها الالواح الزجاجية المغطية للمبنى خارجيا عكس الواح الابلكاش في مطار عدن.

هنا كانت احدى المفاجات حيث قام سائق الباص بتوزيع اكياس بلاستيكية على المسافرين طالبا منهم الاحتفاظ بها له حتى الخروج من الصالة و الصعود على الباص. المصيبة ان كل كيس كان فيه عروستين من السجائر و التي نفس السائق في منطقة العبر قام بتفتيش الحقائب للمسافرين و اخراج اي سجائر و منعهم من الصعود بها الى الباص كون السعوديين يرفضون ذلك.

هناك من وافق باخذ السجائر و هناك من رفض.

داخل مبنى الجمارك السعودي تم الجلوس على كراسي وسط قاعة مكيفة و بعدها باشر ضباط الجمارك بفحص الجوازات واحدا تلو الاخر بواسطة الماسح الضوئي مع اخذ البصمة بطريقة سلسة جدا دون ايه عمولات مالية و توجهنا نحو صالة الانتظار لنرى الباص و هو يقف في نقطة تفتيش حيث تم انزال الحقائب بواسطة عمال يتبعوا المنفذ و فحص الحقائب بواسطة جهاز ضوئي بفترة زمنية بسيطة ليتم اعادة الحقائب بهدوء إلى الباص و من ثم السماح لنا بالصعود و تحرك الباص داخل الاراضي السعودية لمسافة تقل عن 15 كيلومتر ليطلبو منا اوراق تراخيص العمرة و التشييك عليها بفترة زمنية وجيزة جدا و نواصل المسير حتى نصل مدينة الشرورة السعودية لتناول وجبة الفطور. و الاجمل بانه و فور دخولنا الاراضي السعودية تم تفعيل خدمة الانترنت في الباص للجميع.

في منفذ الوديعة السعودي كان لي حديث مع احد رجال المنفذ و الذي توجهت له بعبارات اللوم بسبب توقيف الحافلات لحوالي عشر ساعات خارج المنفذ و هناك شيبان و اطفال و نساء، كان رده ان عدد الباصات و السيارت الداخلة كبير جدا و هم يحاولوا قدر الامكان ادخال الحافلات اولا باول مع استكمال الاجراءات بحسب الاولوية. و قال ايضا انهم اي السعوديون طلبوا من اليمنيين إجراء اعمال التفتيش بشكل دقيق و منع إخراج اي مواد ممنوعة و اوضح بانه للاسف يجري دوما تهريب السجائر و الشمه بانواعها.

عند الساعة الحادية عشر صباحا يوم الخميس وصلنا الشرورة و قبل الوصول اليها و عند دخولها تمتلئ عينيك بمناظر الأحياء السكنية الجميلة و جمال التشجير و كأن هذه المدن تم بناءها يوم امس و ذلك من نظافتها و روعة تصاميمها.

طبعا في المطعم (نص حبة دجاج مع الرز و السلطة + علبة بيبسي +علبة ماء و شاي عدني) بمبلغ 22 ريال سعودي و لكم المقارنة.

من مدينة الشرورة يتحرك الباص نحو "مكة" المكرمة عبر طريق صحراوي يبلغ طوله حوالي 350 كيلومتر يسمى وادي السليل اجمل شيء انه و طوال الطريق وسط الصحراء فان الاسفلت واسع هاتي للرايح و مثله للجاي مع الاتساع الى ثلاثة في بعض الاماكن و مركبين كاميرات مراقبة.

ايضا خدمة النت موجودة طوال الطريق حيث تنتشر الابراج مع الواح شمسية طوال الطريق.

يمر الوقت دون ملل حيث تستطيع التواصل عبر النت او الاتصال المباشر مع الاهل و الاصدقاء و الطريق امن و لم نشاهد اي كومة رمل على الطريق رغم انتشاره اي الرمل على جانبي الاسفلت و ترى جرافات و معدات تصفية الطرق واقفة على جانبي الطريق.

مع الساعة السادسة مساء وصلنا مدينة سلطانة و الحمد لله صلينا فيها المغرب و العشاء جمع و قصر و اكلنا و من ثم واصلنا المسير نحو مدينة مكة المكرمة عبر وادي الدواسر لمسافة حوالي 600كيلومتر تقريبا.

صراحة تمر طوال هذه المسافات دون ملل فهناك الاحياء السكنية المنتظمة و المميزة بجمال معماري و تناسق في البناء اضف اليها الاهتمام بالمساحات الخضراء و توفر خدمة الاتصالات و النت طوال الطريق.

عندما ترى النظام و التخطيط السليم سواء كان في الانسان او في المدن تعرف تماما اننا في اليمن خارج حسابات الزمن. الغريب و العجيب ان اليمن الشمالي كان حليفا للسعودية بل و مستفيدا اول من المساعدات و الهبات و الدعم السعودي ولم يتجلى ذلك ابدا حيث من زار صنعاء بداية الوحدة لاحظ العشوائية في كل شيء فيها و هنا يتضح جليا بان العقول النيرة هي التي تبني الاوطان مع اي مردودات ماليه فان صلحت العقول و النية صلح الحال و ان فسدت فسد كل شيء و إن تم التغني بالشعارات..

مع ساعات الفجر ليوم الجمعة الموافق 1 نوفمبر وصلنا (ميقات السليل) حيث تم النية للعمرة مع الاحرام و الدعاء طوال الطريق حتى مكة المكرمة.


يتبع الجزء 3