في الوقت الذي تحقق فيه منتخبات آسيا وأفريقيا قفزات نوعية وتطور ملحوظ، نجد منتخبنا مشغولا بمهمة عظيمة "الانتقام" من منتخب سريلانكا العريق. في الأمس حقق المنتخب السوداني إنجازا كبيرا بتأهله إلى نهائيات كأس أفريقيا، قبل ذلك بأقل من 48 ساعة حقق منتخب سريلانكا انجازا تاريخا عقب فوزه على منتخب عربي لأول مرة في تاريخه. رغم الظروف الصعبة التي تمر بها السودان، تأهل منتخبها للمنافسات القارية، مفرحا الجماهير السودانية التي لم يخيب آمالها وايضا لم، يسمعها نغمة الظروف والأعذار المعتادة التي طالما سمعناها من لاعبينا بعد كل خسارة لمنتخبنا. واذا ما تحدثنا عن معاناة المنتخبات الرياضية جراء الحروب والأزمات ، لا يمكننا أن ننسى المنتخب العراقي الذي توج بكأس آسيا عام 2007، رغم أن العراق كانت تمر بظروف مأساوية نتيجة الحرب والغزو الأمريكي، حينها تمكن المنتخب العراقي من التتويج ببطولة كأس آسيا، دون أن تسمع الجماهير العراقية نغمة الاعذار والظروف الصعبة. يقول البعض إن البيئة الكروية في العراق والسودان أفضل، من بلادنا، ومنتخباتهم تمتلك لاعبين ذو جودة عالية بعكس اليمن التي تفتقر لوجود لاعبين ذو إمكانيات فنية عالية. في الحقيقة، اليمن مليئة بالمواهب الكروية، ولكن قد تكون البيئة الرياضية لا تسمح في تطوير النجوم والمواهب، ومع ذلك فان الاتحاد اليمني لكرة القدم بإمكانه إيجاد الحلول المناسبة، وأبسط مثال يمكن الاستفادة منه هو تجربة المنتخب الإندونيسي. في الآونة الأخيرة، شهد المنتخب الإندونيسي تطورًا كبيرًا بفضل جهود رئيس الاتحاد، الذي أحدث نقلة نوعية في الكرة الإندونيسية. اعتمد على استقطاب لاعبين من أصول إندونيسية في المهجر الأوروبي، مما أدى إلى تغيير شامل في مستوى المنتخب، حيث كانت إندونيسيا تُعرف كأحد المنتخبات الآسيوية التي تتلقى هزائم ثقيلة بخمسة أو ستة أهداف، اليوم، حقق المنتخب الإندونيسي فوزًا مستحقًا على المنتخب السعودي في جاكرتا، وأصبحت الآن منتخبًا يصعب هزيمته وينافس على التأهل إلى كأس العالم. على العموم هناك حلول كثيرة اذا وجد من هو الاحق بان يكون على هرم اتحاد الكرة، غير الشلة التي تسيطر على الاتحاد منذ عقدين من الزمن، التي لم ولن تقدم أي شيء يذكر للكرة اليمنية.