تعيش الساحة الرياضية في اليمن تحديات غير مسبوقة بسبب التدخلات السياسية والأمنية التي تفرضها ميليشيات الحوثي على مختلف القطاعات، بما في ذلك الرياضة. ومع اقتراب موعد الانتخابات المرتقبة لاتحاد كرة القدم اليمني المقرر إجراؤها في 30 نوفمبر، تبرز محاولات حثيثة من قبل الجماعة الحوثية لتعطيل هذه العملية الديمقراطية، متذرعة بمبررات واهية تهدف بالأساس إلى تحقيق أجنداتها الخاصة.
في مقدمة هذه المحاولات يقف القيادي الحوثي عبدالله مسفر الشاعر، الذي نصّب نفسه رئيسًا لنادي العروبة، واحد من الأندية التي شهدت تدخلات حوثية مباشرة خلال السنوات الأخيرة. الشاعر، الذي أدرج اسمه ضمن العقوبات الأممية كواحد من قادة الميليشيات، لم يتوقف عند دوره العسكري والسياسي، بل امتد نفوذه إلى الوسط الرياضي، مستغلاً منصبه المفروض بالقوة كرئيس لنادي العروبة لفرض أجندات الجماعة على الأندية الرياضية في اليمن.
و تشير تقارير ميدانية إلى أن عبدالله الشاعر يمارس ضغوطًا كبيرة على الأندية الرياضية، خاصة تلك الواقعة في مناطق سيطرة الحوثيين، لمنعها من المشاركة في الانتخابات، حيث قام الشاعر مؤخرًا بالضغط على الأندية لتوقيع عريضة لمقاطعة الانتخابات، وذلك بعد استبعاد مرشح نادي العروبة إبراهيم السويدي، الذي يشغل منصب نائب الشاعر.
يُظهر هذا التحرك كيف يسعى الشاعر لاستخدام نفوذه داخل الجماعة لتسييس النشاط الرياضي واستغلاله كوسيلة لتحقيق مكاسب شخصية وسياسية.
يستخدم في ذلك أساليب مختلفة تشمل:
1. التهديد المباشر: ترهيب مسؤولي الأندية من خلال تهديدهم بالعقوبات أو التدخل في شؤونهم الداخلية.
2. التحريض الإعلامي: استغلال منصات الإعلام الحوثية لنشر دعاوى تطعن في شرعية الانتخابات وتتهم القائمين عليها بعدم التمثيل الحقيقي للرياضيين.
3. الاستغلال المالي: محاولة شراء ولاءات الأندية عبر تقديم الدعم المالي المشروط بعدم المشاركة في العملية الانتخابية.
أهداف الحوثيين من إفشال الانتخابات
تسعى ميليشيات الحوثي، بقيادة شخصيات مثل عبدالله الشاعر، إلى إفشال الانتخابات لعدة أسباب، أبرزها:
• السيطرة الكاملة على المؤسسات الرياضية: تحويل اتحاد كرة القدم إلى منصة تعكس توجهاتهم السياسية، مثلما حدث في قطاعات أخرى.
• إضعاف الشرعية الرياضية الوطنية: من خلال تعطيل المؤسسات التي تمثل اليمن على المستوى الإقليمي والدولي.
• التشكيك في النزاهة: إذ يروجون لعدم شفافية الانتخابات لتبرير تعطيلها والتمهيد لفرض ممثلين موالين لهم في المستقبل.
التحديات أمام الوسط الرياضي
رغم التحديات التي يواجهها الوسط الرياضي في اليمن، يظل هناك تصميم واضح من العديد من الأندية على المضي قدمًا في الانتخابات باعتبارها خطوة ضرورية لإعادة تفعيل النشاط الرياضي وتوحيد الجهود الوطنية. إلا أن الضغوط التي يمارسها الحوثيون على الأندية، خاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، قد تؤثر على نسبة المشاركة أو حتى على شرعية النتائج، مما يزيد من تعقيد المشهد.
رسالة المجتمع الرياضي للحوثيين
إن الوسط الرياضي في اليمن يحمل رسالة واضحة مفادها أن الرياضة يجب أن تكون بعيدة عن التجاذبات السياسية والأمنية. كما أن إفشال الانتخابات لن يخدم إلا مزيدًا من الانقسام والتدهور في قطاع يعاني أصلاً من غياب الموارد والبنية التحتية المناسبة.
ختامًا
تظل محاولات الحوثيين لإفشال انتخابات اتحاد كرة القدم، بقيادة عبدالله الشاعر، واحدة من الأمثلة الواضحة على التوظيف السلبي للرياضة في الصراعات السياسية. ورغم هذه المحاولات، فإن الأمل يظل معقودًا على تضافر الجهود الوطنية لإنجاح العملية الانتخابية، كخطوة أولى نحو إعادة بناء الرياضة اليمنية بعيدًا عن التدخلات والضغوط.