احمد محمود السلامي
نسمع همس هنا وهناك إن مبنى البينو (مبنى إذاعة وتلفزيون عدن بالتواهي ) يتم الآن ترميمه وتأهيله بتمويل من قبل قيادة محافظة عدن وتنفيذ مقاول تم الاتفاق معه وفق دراسات فنية وتقارير نزول قام بها مهندسون من مكتب الأشغال العامة بعدن . الغريب في الأمر ان كل هذا يتم بتكتم شديد وبعيداً عن الأضواء ، ليس كالمرة السابقة عندما قامت اللجنة المشكَلة من قبل محافظ عدن بالنزول وإجراء بعض اعمال الصيانة والتنظيف في المبنى والتي صاحبتها تغطية إعلامية واسعة وتصريحات وتقارير إخبارية في مختلف وسائل الإعلام ، و تبادر إلى أذهان الناس إن بث إذاعة وتلفزيون عدن قد أصبح قاب قوسين أو أدنى من التشغيل والعودة الحميدة .
نحن منتسبو الإذاعة والتلفزيون نبارك هذه الخطوة التي نأمل ان تؤدي الى عودة الموظفين إلى اعمالهم ، ولكن هناك سؤال ينتصب امامنا بقوة ، وهو : لمن سيُسلم المبنى بعد انتهاء عملية الترميم ؟ هل سيجري عليه كما جرى لمبان المرافق الإعلامية الحكومية الاخرى .. او ان هناك طبخة اخرى يجري التحضير والاعداد لها ؟ .
ينتابنا توجس وخوف كبير من استمرار ضياع حقوق الموظفين وعدم عودتهم إلى اعمالهم باستثناء من بلغ احد الاجلين في التقاعد او كلاهما ــ وانا واحد منهم طبعاً ـــ لابد من إتاحة الفرص للشباب المجتهد والمبدع والمنضبط لأخلاقيات المهنة .
في ظل هذا المشهد المعتم يزداد قلقنا ونشعر بالخوف من احتمال وصول ايادي العبث والتدمير الى محتويات المكتبة الصوتية والمرئية .. ارشيف عدن الإعلامي والثقافي والفني .. انها سجل عدن الفكري والإبداعي الذي تكوّن على مدى سبعين سنة مضت .. صحيح هذا المورث تعرض للعبث خلال مراحل مختلفة ، لكننا نخشى ان تكون هذه المرة هي الضياع الكامل والطامة الكبرى التي ستقضي على شيء اسمه تلفزيون وإذاعة عدن وإلى الأبد .. ستلعننا الأجيال القادمة لأننا لم نحافظ على هذا الإرث الذي هو جزء مهم من هويتنا وثقافتنا الوطنية .