كان لا بد لي أن أجنح على ذكرياتي لبعض صلاة الجمعة التي كنت أحضرها في جامع الهزاع الذي امتاز بحضور عدد غير عادي من مسؤولي المحافظة وأيضا بعض من يزور تعز من كبار مسؤولي الدولة..
امتاز المسجد بخطيب مفوه قريب إلى القلب صادق السريرة والقلب..
كان يجلجل ملئ المسجد وكأنه مرتبط بالمدى، ويخترق صوته السحب والأقمار ليمتد إلى أذهاننا بعد أخذه صك المباركة..
إنه جميل القدسي رضي الله عنه.. وللعلم أنا لا أعلم ما هو انتماء الشيخ جميل، حتى لا تكثر التفاسير.
كان مسؤولو المحافظة ينافسون العامة في الصفوف الأولى في المسجد كما هم ينافسون معظم المواطنين في كل شيء..
تراهم يستمعون بخشوع واطمئنان مع أن البعض منهم قبل أيام نهب ثلاث وظائف، وسكنها أبناؤه وأقاربه..
تراهم سجدا ركعا خشوعا، وهم ينقضون على حقوق الآخرين، منهم استولى على أراضي أيتام وفقراء، ومنهم من دخل ليقسم بين ورثة، ووجد أن من نصيبه أفضل ما يقسمه، ومنهم استلم البصائر، وعمل مبيع لنفسه، ورمى بأصحاب الحق جانبا.
ومنهم قضاة يحكمون بما لا يأمر الله ومسؤولي أمن نشروا الخوف ومدرسين خانوا الطلاب، وحولوها دروس خصوصية.. وأطباء حولوا الطب للمتاجرة بأمراض الناس..
نعم وتراهم يزاحمون على الصفوف الأولى في المسجد، وعندما يقول الخطيب أنك لا تضمن نفسك للعيش ساعة بعد هذه الجمعة، فترى الكل ينظر لمن حوله وكأنه ليس المقصود.. أو المعني
إن ما حصل في وضعنا وحكومتنا وحكمنا وفسادنا جنينا ثماره بهذا الشتات والكره لبعضنا البعض جاملنا الفاسد، حتى سلطة الله علينا جاملنا المسيء، حتى انتشرت السيئة، وصرنا نردد ليس الندامة في أيامنا عجبا، بل السلامة فيها أعجب العجب مقولة لسيدنا على كرم الله وجهه..
الحل أن نستغفر ربنا، ونعترف بما اقترفناه في حق الأمة أكنا مسؤولين أو غير ذلك.
ربي ارحم وعافي واصفح آمين..
الصف الأول في المسجد لا يدخل الجنة..
العدل والأمن والأمانة والإخلاص والاستقرار وإنصاف الناس وبناء أجيال تخاف الله وطاعة الله بصدق وطاعة الوالدين وصلة الأرحام.
كل هذه تدخل الجنة.. فلا تضحكون على أنفسكم واتعظوا