آخر تحديث :الخميس-21 نوفمبر 2024-12:08م

النفايات .. عندما تتحول إلى قيادات

الخميس - 07 نوفمبر 2024 - الساعة 08:03 م
أحمد سعيد كرامة

بقلم: أحمد سعيد كرامة
- ارشيف الكاتب



دفعت أثمان باهضة نتيجة كتاباتي وأرائي ومواقفي التي كانت دائمآ وأبدا لا تروق للنفايات البشرية التي تصدرت المشهد السياسي والعسكري والأمني والإداري في جنوب اليمن تحديدا ، مع إحترامي وتقديري للقلة القليلة جدا المحترمة .


منذ وقت مبكر تطرقت إلى خلل كبير بسلوك وأهداف كثير من كبار المسؤولين والسياسيين والقادة من الجنوبيين تحديدا ، الذين لم يكن لهم إهتمام أو إنتماء لغير مناطقهم ومناصبهم فقط ، لجمع أكبر قدر من الثروات والاموال المدنسة بدماء الشهداء والجرحى وآهات الأرامل والفقراء والمواطنين .


لقد أصبحت المناطقية مرض عضال ميؤس من شفائها في جنوب اليمن ، تراجعنا سلوكيا وأخلاقيا وتمزق النسيج الإجتماعي ، هذا السلوك المناطقي الشللي الجهوي المشين من شجع قيادات إنتهازية وصولية رخيصة أن تتحكم في حياتنا بصورة غير مسؤولة لم ولن نشهد مثلها حاضرا ومستقبلا ، يحشر المرئ مع من أحب ، وأسأل الله أن يحشرهم مع من أحبوهم على حساب شعب بأكمله واقع بين أنياب نفايات لا تراعي الله فينا .


لا أعتب على التحالف العربي رغم مسؤوليته الاخلاقية والإنسانية تجاه شعب فقد كل شيء جراء حرب انحرف مسار أهدافها من تحرير المحتل إلى تنكيل المحرر ، بل العتب واللوم والمسؤولية تقع على النخب السياسية الإنتهازية الرخيصة المتواطئة ، التي أرخصتنا و أوصلتنا لهكذا أوضاع مزرية وكارثية لم نكن نتوقعها .


بات 5 من نوفمبر تاريخ مشؤوم لمعظم الجنوبيين ، ففي نوفمبر 2019 التوقيع على إتفاق الرياض المشؤوم وخرج بن دغر من عدن ، ومنذ ذلك التأريخ ونحن من مشروع مجالس الى مشروع تكتلات ومشاورات ومناورات في أكبر حقل تجارب سياسي فاشل على مستوى العالم أجمع ، لم ولن ينجحوا في جنوب اليمن أو شماله بسبب غياب الرؤية الإستراتيجية والمعلومات الصحيحة والتحليل الدقيق المهني للواقع اليمني شمالا وجنوبا ، هل هناك صراع وخلاف واختلاف بين الاجهزة الاستخباراتية ومراكز صناعة القرار مع مالك القرار .


وعاد بن دغر الى عدن بطائرة خاصة في 5 من نوفمبر 2024 في عدن عاصمة الظلام والفقر والجوع وإنهيار شبه تام للقدرة الشرائية والخدمات ، عاد ليدشن تجربة فاشلةجديدة تسمى التكتل الوطني للاحزاب والمكونات السياسية اليمنية كحامل سياسي لتحرير شمال اليمن بعد فوات الآوان ( رغم أن البعض منها بمسميات انفصالية ) ، تلك النفايات السياسية كانت أحد أهم أسباب مأساة ومعاناة الشعب اليمني سابقا وحاليا ، لم يجتمعوا من أجل الوطن والمواطن وإستقرارهما وتوفير الحد الأدنى من العيش الكريم ( الخدمات والرواتب ) في المناطق المحررة المنكوبة المنهوبة .