آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-10:18م

واجهة الدولة

الأربعاء - 30 أكتوبر 2024 - الساعة 06:47 م
الشيخ أحمد المريسي

بقلم: الشيخ أحمد المريسي
- ارشيف الكاتب


العسكري هو من يمثل واجهت الدولة واللوائح والنظام والقانون سأتحدث في جزئية بسيطة جدا والغرض من ذلك هو إيصال رسالة للجهات المعنية والمسؤولة في القيادتين وزارة الداخلية والأمن ووزارة الدفاع والقوات المسلحة ومن غير ان نبتعد عن تلك الجزئية ونتعمق في كثير من التفاصيل والأسرار العسكرية٠( العسكري لا يمضغ القات ولا يخزن الشمة ولاغيرها اثناء قيامة بواجبة وفي الدوام الرسمي) ومانحن بصدده هو المظهر والسلوك العام للعسكري المنظم والمنضبط في سلك وزارة الداخلية والأمن والقوات المسلحة٠


تعلمنا عندما التحقنا بالسلك العسكري منذ الأعوام ثمانية وسبعين(١٩٧٨م) وعملنا في القيادتين وزارة الدفاع عند تخرجنا بداية حياتنا العسكرية في لواء ٢٢ في منطقة ثوف العسكرية والتي كانت في حينها تتبع مجلس الوزراء وكان قائد اللواء القائد الفذ الرائد عبدالله منصور وتنقلنا في عدة مواقع عسكرية وامنية ومنها منطقة سناو و مديرية ثمود وكان في حينها مدير عام مديرية ثمود الأستاذ رياض العكبري٠


تربينا وتعلمنا بأن الجندي والعسكري الذي يعمل في المواقع العسكرية والامنية التي يكلف بها اثناء قيامة بواجبة واثناء الدوام الرسمي في المنافذ والمواني والمطارات وحراسة المنشاءات والمرافق الحيوية وفي جميع المواقع والنقاط بأنه هو واجهة الدولة امام المواطن وامام الزوار والسياح والوفود الإجانب من مختلف دول العالم وذلك من خلال الإنضابط والإلتزام والترتيب والنظافة في زية وهندامة العسكري المنظم والموحد وشكلة النظيف وطريقة تعاملة مع الأخرين من مختلف الجنسيات وذلك من خلال ثقافته المعرفية بثقافة الشعوب الأخرى و من خلال التدريب والتأهيل و الدراسة والدورات الداخلية والخارجية القصيرة والمتوسطة والطويلة ومعرفته وإطلاعة على اللوائح والانظمة والقوانين وسلوك واداب المعاملة وكياسة الحديث ومرونة وسهولة التعامل مع الأخرين٠


فالزائر والوافد والسائح والدبلماسي والمستثمر عندما يصل إلى بلادنا عبر اي منفذ او مطار او ميناء يقيم تلك الدولة من خلال مشاهدته لذلك العسكري المحترم المنظم في شكلة وزية وهندامة وطريقة تعاملة مع الأخرين هنا تمكن وتترسخ واجهة الدولة و هيبة ونظام الدولة في نظر ومفهوم الزائر والذي ينقل تصوراته وملاحظته لدولته ولشعبه عن هيبة ونظام الدولة ولا مقارنة بين العسكري والجندي ايام دولة نظام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وما نشاهده اليوم من الفوضى والعبثية وعدم الإنضابط والعشوائية التي تسيء للدولة نظرا لعدم وجود الرقابة والمحاسبة وتهميش الكفاءات والخبرات والمؤهلات وغياب التخصصات وجهات الضبط والربط العسكرية مثل القضاء العسكري والرقابة والتفتيش والشرطة العسكرية وقوات النجدة التي كانتا معنية بالرقابة والمتابعة والمحاسبة للظواهر والمخالفات والتجاوزات العسكرية المخلة من الناحية الإنضباطية والأخلاقية واتخاذها للإجراءات القانونية والعقابية الرادعة التي من شأنها الحفاظ على هيبة الدولة والنظام والقانون من خلال الألتزام و الضبط والربط العسكري الذي يجعل من الجندي و العسكري واجهة الدولة ويمثل هيبة النظام والقانون وتجعل الكل يحترمها ويعملها الف حساب٠


#المريسي٠