خذها بالمنطق والعقل قبل النقل:
العقل البشري قاصر عن ادراك مراد الله تعالى الا بما سهله الله له.. هذه مسلمة لانقاش فيها..
لكن ليس مطلوباً من المسلم ان يعمل عقله ليفهم كنه مراد الله دون توفيقه وامره بذلك..
بل المطلوب من المؤمن ان يعمل العقل لفهم النقل وماوراء ذلك ليس مامور به
فالله انزل القرآن الكريم على العقل البشري بما يوافق مدركاته وقدراته على الفهم والاستيعاب (لا يكلف الله نفساً الا وسعها) وامر المؤمن بتدبر ايات القران من خلال إعمال العقل في النص القراني ( افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اغفالها) والاية وردت بصيغة الاستنكار لعدم تدبر ايات القران وفهم مافيها وفق حدود العقل البشري..
وهنا وضع الله تعالى العقل معياراً للتدبر والفهم ، وبالعقل فقط نستطيع فهم الدين وعبادة الله ( رفع القلم عن ثلاثة..ومنهم المجنون حتى يعقل).
هذا قول من اتانا بالقرآن.. من لاينطق عن الهوى.
لكن مشكلة البعض انه يخلط بين محدودية العقل وعلم الله الواسع فيستنكر قضية إعمال العقل في النص القراني خوفاً من التطاول على مراد الله ويعلل ذلك بان العقل البشري قاصر عن فهم مراد الله وهذا تعميم عائم بعيداً عن المراد من العقل البشري وفق مؤهلاته الادراكية.
هدا الخلط السطحي بين علم الله وعلم البشر يعمي الانسان عن الفهم المطلوب وفق قدرة العقل لا وفق فهم الله الواسع وذلك لاشك قصور فكري لا يؤهل صاحبة للخوض في المسائل الشرعية لانه اعجز من ان يفهمها او يسبر اغوارها بما يفسرها وفق قدراته العقلية المحدودة فيحاول منع الخوض فيها ابتداء.
وبذلك يحرم المتلقي من فهم معاني النص والعبادة على بصيرة عقلية وفق مراد الله حتى يحقق الانسان العبادة الصحيحة على علم.
واستخلاصاً لفكرة التدبر وجب (فرضاً) استعمال العقل لفهم الدين.
ومن اجل ذلك فسر القران المفسرون وشرحوا لنا بعض ما اشكل علينا من الحديث مثل( انصر اخاك ظالماً او مظلوماً) وغيره.
وهنا يأتي دور العقل لفهم مايدور من حوله: دين.. دنيا.. سلوك.. معاملات... اخلاق.. وهلمجرا.
فلا يجوز الخلط بين محدودية العقل البشري عن فهم مراد الله في التأويل ( ومايعلم تأويله الا الله ) وبين تكليف الله المنزل على العقل البشري في محيطه الدنيوي وفق قدراته المحدودة التي اودعها الله فيه ليهتدي بها الى صناعة الحياة وعبادة الله على بصيرة..
( قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة).