انه رجل بمعنى الكلمة ورجل دولة من الطراز الرفيع والعيار الثقيل شهادة ادلي بها للتاريخ وبما تقضتي مني الأمانة وبراءة للذمة وذلك عندما كنت نائب للمدير العام للمؤسسة العامة للمسالخ واسواق اللحوم فرع محافظة عدن في حينها لم اكن اعرف شخصياً معالي دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الوزراء الأسبق الرجل الذي كان له الفضل الأول في إنتشال وضع المؤسسة العامة للمسالخ واسواق اللحوم من الحالة المتردية والوضع المزري والبائس التي كانت تعيشه وتعانيه المؤسسة العامة للمسالخ واسواق اللحوم خاصة من بعد العام الفين وخمسة عشر بعد الغزوا الأخير لمدينة عدن٠
عندما جئت لممارسة عملي كنائب للمدير العام في المؤسسة العامة كانت المؤسسة في حالة يرثى لها من كل النواحي كان الموظفين والعاملين فيها لم يتسلموا رواتبهم المتأخرة لمدة أكثر من عام وايضاً لم يتمكنوا من استلام رواتبهم الشهرية بشكلاً منتظم لأن محصلين المؤسسة لم يتمكنوا من تحصيل الإيرادات بالشكل المطلوب نظراً لوجود جهات وجماعات كانت تسيطر على المناطق في مديريات محافظة عدن وهي من تستلم وتحصل الإيرادات بالقوة٠
كانت المؤسسة عبارة عن مبنى مهجور وادارات مهملة لا يوجد فيها اثاث ولا ادوات مكتبية ولا اي من مقومات العمل التي تسمح لك ان تزوال نشاطك وواجباتك الوظيفية ناهيك عن عجز من كانوا في قيادة المؤسسة في تلك الفترة من الذين تنقصهم الخبرة والكفاءة والفكر الإداري والمالي واسلوب وطرق العمل المؤسسي والعلاقات العامة التي من شانها التجديد في اساليب العمل و التطوير والتأهيل وتوسيع النشاط الذي من خلاله يتم النهوض بالمؤسسة٠
وعندما تحملت المسوؤلية مسؤولية المتابعة للجهات المعنية في السلطة المحلية لدعم ومساعدة المؤسسة وتوفير الرواتب والإمكانيات الأخرى التي يمكن بها الدفع قدماً بالمؤسسة كان هناك تلكؤ ومماطلة وعدم اهتمام الا في اضيق الحدود التي لا تلبي حاجتنا في المؤسسة فلم يكن لذي بد إلا من البحث عن وسيلة تمكني من اللقاء بمعالي رئيس الوزراء لطرح موضوع المعاناة والهموم التي تعيشها المؤسسة ووضع وظروف الموظفين والعاملين فيها وكان لي ذلك بواسطة احد اصدقائي وزملائي من المدراء العموم في محافظة عدن والذي من خلاله تعرفت على الأستاذ حسين منصور سعيد امين عام مجلس الوزراء الذي وقف إلى جانبي واوصلني لمعالي دولة رئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر وعند لقائي الاول بمعالي دولة رئيس الوزراء كنت حاضر بكل طلباتي واحتياجاتي وتصوراتي وخططي وبرامجي والنشاط والعمل المطلوب والمراد عمله و انجازه للنهوض بالمؤسسة العامة للمسالخ واسواق اللحوم والدفع بها قدماً إلى حيث المستوى الذي يليق بها٠
وفعلاً دار بيننا نقاش وتساؤلات من قبل معالي دولة رئيس الوزراء وفي الوقت الذي كنا مسترسلين بالحديث داهمنا وقت الغذاء وطلب مني دولته الجلوس للغذاء فأعتذرت له وقلت له لن اتغذى إلا إذا اوعدتني بالدعم والمساعدة فكان جوابه صادق و قاطع وحاسم وحازم وفيه من السلاسة والمرونة والتطمين والمسؤوليةوكان فعلاً وعد رجل وفي رجل دولة من العيار الثقيل والطراز الرفيع قالها كلمة لن اسمح بإنهيار مؤسسة المسالخ واسواق اللحوم كما لن اسمح بإنهيار اي مؤسسة او مرفق من مرافق الدولة ، انزل واجلس اتغذى ولك كلما يرضيك وفعلا تغذينا معاً وبعدها طلبنا إلى الجناح الذي هو فيه ووجه بالموافقة على كل الإحتياجات والطلبات التي تقدمت بها لمعاليه ووجه وزارة المالية بصرف الرواتب والميزانية التشغيلية والأثاث ووجه المؤسسة الإقتصادية بشراء بوزة مياه وغرافة وسيارة قلاب كما وجه بدفع المبلغ لإعادة بناء وتأهيل المؤسسة بحسب دراسة الجدوى وجدول الكميات التي قدمتها له بعد استكمالها من وزارة الأشغال العامة وقد وافقت وزارة المالية ولم يتبقى غير المناقصة ولكن البعض لم يروق له ذلك فعمل على عرقلة البعض من تلك الأعمال والتي تأخرت والسبب الحسد و الغيرة من النجاح والعلاقة الطيبة التي ربطتني وجمعتني بمعالي دولة رئيس الوزراء الذي كرمني نظراً لما لمسه مني من جهود ومثابرة ومهنية واخلاص ونزاهة بإصداره قرار تعيني مديرا عام للمؤسسة العامة للمسالخ واسواق اللحوم محافظة عدن ومن هنا بدات العراقيل وإعاقة عملي عن اداء واجبي ومهنتي ووظيفتي لأني من وجهت نظرهم أن لي علاقة قوية بمعاليه وهذه هي الحجة والنظرة الضيقة والجريمة التي عوقبت بها حتى يومنا هذا٠
المريسي٠