آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-10:18م

كلمات لهن وقع وأثر

الإثنين - 21 أكتوبر 2024 - الساعة 09:56 ص
الشيخ أحمد المريسي

بقلم: الشيخ أحمد المريسي
- ارشيف الكاتب


منذ نعومة أظافرنا تربينا في مدينة عدن على مجموعة كلمات كان ولازال لهن وقع وأثر كبير في حياتنا ولهن معاني ودلالات في مجتمعنا المدني المنضبط و الملتزم ، كلمات كانت تتداول عند وقوع اي حدث معين او خلاف معين في حياتنا وتعاملاتنا اليومية في البيت والشارع والمدرسة والعمل ، كلمات كانت تحكم تعاملاتنا وعلاقتنا دون اللجوء إلى النيابات والشرط والمحاكم كانت بمثابة قانون حياة ببساطتها وقوة معانيها ووقعها وتأثيرها علينا وقد تعاقب عليها جيل بعد جيل في هذه المدينة الطيبة والطيبين اهلها وهي عبارة عن مجموعة كلمات تجسدت وتجذرت وترسخت في قيمنا وشخصيتنا شخصية وهوية الإنسان والرجل العدني الشهم الأصيل وصارت هوية و منهاج حياة في تربيتنا و اخلاقنا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا التي كانت ولازالت يضرب بها الأمثال برغم المتغيرات والظروف التي طرأت على مدينة عدن من السلوك والأخلاق والثقافة الدخيلة علينا إلا أنها لازالت ولازال اهلها وناسها وابناءها الطيبين متمسكين بها ومحافظين على تلك التربية والثقافة والمعاني الأصيلة التي يحاول البعض طمسها وتغيرها واستبدالها بثقافة وهوية اخرى دخيلة٠


مجموعة كلمات كانت هي الوسيلة والسبيل لحل ومعالجة الكثير من الأمور الحياتية اليومية والتي يحتكم لها الكثير والغالبية من المجتمع في مدينة عدن دون اللجوء إلى وسائل اخرى تتعارض مع قيمهم وعاداتهم وتقاليدهم وثقافتهم وتربيتهم مثل استخدام العنف اوالقوة او السلاح اياً كان إلا في حالات نادرة جدا جدا جدا لا يرد لها ذكر إن جاز في ذلك التعبير واقصد هنا بالسلاح الأبيض او استخدم بعض الالات الحادة والعصي التي قد تودي إلى إصابات جسيمة لان في ذلك الوقت الذي اتحدث عنه لم يكن حمل السلاح الشخصي الألي او المسدس وفي ذلك الوقت متاح وكان يحكمه قانون وتراخيص وتحملها جهات معروفة مرخص لها بذلك٠


كانت تلك الكلمات تقال عندما يعاتبك شخصا ما ويقول لك الله المستعان عليك او يقول لك ياعيباه او خاف الله او اتقي الله او يردد كلمة حسبي الله فيك ونعم الوكيل ولا حول ولاقوة إلا بالله او حتى يحط يده على ذقنه ويقول لك يالوماه عليك كانت تسود في عينك و تدور بك الدنيا ولا يغمض لك جفن ولا تنام لك عيون ولا يهدئ لك ضمير إلا متى ما عرفت السبب والمشكلة وعملت على حلها ومعالجتها والإعتذار إذا كنت فعلاً غلطان وكان الأخر على حق وهذه ما لا يعرفه اليوم الدخلاء على مدينة عدن بدليل ماهو حاصل ونشاهده ونسمعه كل يوم من افعال وأحداث وممارسات وسلوكيات واخلاق وثقافة دخيلة علينا وعلى مجتمعنا في مدينة عدن٠


#المريسي٠