لقد شهد لك الأعداء وليس الأصدقاء ؛ إذ أشار إلى شجاعتك المحققون الصهاينة يوم كنت لديهم في المعتقل ، حين قالوا إنهم كانوا يخافونك ويرتعبون من النظر إليك وهم يحققون معك ، وأنت مكبل اليدين والرجلين . وعندما سمعوا إعلامهم يكذب عليهم ، وعلى الغرب الصليبي الصهيوني ، وعلى المنبطحين من أنظمة العرب والمسلمين وبعض شعوبها ؛ إذ يقول إعلام ذلك الجيش المرتعش : إن يحيى السنوار تارة يحتمي بالأسرى ، وأخرى يكون في زي امرأة ، وثالثة يكون في أعماق الأنفاق ، وذلك ما حماه من نيران جيشكم الصهيوني العظيم ، الأمر الذي جعل أولئك المحققين الصهاينة يسخرون من ذلك الإعلام الكاذب ويردون عليه بالقول : إن يحيى السنوار يمتلك من الشجاعة والإقدام مايجعلنا نكذب أقوالكم ونسخر من تفاهاتكم ، فليس يحيى السنوار الذي يحتمي بالأسرى ، أو يختبئ في زي النساء ، بل سيقتل مواجها ويستحيل أن يؤسر .
وهذا ماكان ، لقد استشهد البطل يحيى السنوار ، وهو مقبل غير مدبر ، بل استشهد وهو في مواجهة مع جيش الصهاينة من مسافة صفرية ، وبعد أن أصيب في رجله ويده ، وبقي ينزف لساعات ، استطاع الدفاع عن نفسه بكل استبسال ، وذلك برمي القنابل اليدوية على من يحاول الاقتراب منه من مدرعات ودبابات جيش الصهاينة المرتعش حتى ارتقت روحه الطاهرة إلى عالم الخلود مع زمرة الشهداء والأنبياء والصديقين والصالحين ...
فلله درك ياسنوار كم كنت عظيما إذ أرعبت سجانيك وأنت في زنزانتك ، وكم كنت عظيما وبطلا مقداما في السابع من أكتوبر 2023 يوم قهرت الجيش الذي قيل ذات يوم إنه لايقهر ، وكم كنت كبيرا حين قاتلت مدافعا عن دينك ووطنك ، وعن كرامة أمة خارت وتنازلت عن عزتها وكبريائها وشموخها ، وكم كنت الأعظم من ذلك كله يوم اختتمت حياتك بالشهادة مقبلا غير مدبر ...
اعلم يازعيم الشهداء ، وقاهر الأعداء ، وسيد الأحرار ، وكبير الأوفياء لوطنك وأمتك ، أنك ستظل خالدا في عقولنا وقلوبنا ، وسوف تظل في أدبياتنا ، وفي مؤلفاتنا ، وفي ذاكراتنا ، ندرسك أجيالنا جيلا بعد جيل ، مثل من سبقك من شهداء الإسلام وكبار فرسانه ؛ كحمزة بن عبد المطلب ، وخالد بن الوليد ، وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم .