في خضم الحرب الظالمة المفتوحة, سياسياً واقتصادياً وعسكرياً " التي تستهدف وبشكل رئيسي و مـمـنـهـج الجنوب ، يحتفل الجنوبيون بذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة ، مستعرضين إرادتهم القوية وعزيمتهم في مواجهة التحديات. رغم انهيار العملة وارتفاع الصرف بشكل جنوني وغلاء اسعار المواد الغذائية ووصول الأوضاع المعيشية لحد المجاعة اليوم، برغم مضاعفة الأزمات الاقتصادية وحرب الخدمات التي تسعى قوى الاحتلال والأطراف المعادية للجنوب وقضيته لفرضها على شعبنا ، يبقى الجنوب صامداً متجذرًا في هويته الجنوبية، ومتمسكاً بدرب الشهداء والتحرير والاستقلال.
نعيش في الجنوب اتحت وطأة حرب مفتوحة من جميع الأصعدة، حيث تسعى قوى الاحتلال اليمني وبعض الأطراف المختلفة إلى تحقيق مكاسب سياسية ومصالح حقيرة على حساب معاناة المواطنين في الجنوب. تلك الحرب، التي لا تقتصر فقط على الجبهات العسكرية، بل تتجلى أيضًا في زعزعة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، تعكس حجم المؤامرات التي تستهدف إرادة شعب الجنوب الأبي .
في هذا السياق، يبرز الاحتفال بذكرى ثورة 14 أكتوبر كعلامة فارقة تعكس روح المقاومة والصمود. لقد استطاع الجنوبيون رغم كل الظروف الصعبة أن يحتفظوا بذكرى ثورتهم، التي تمثل منارة للأمل في غد أفضل. إن الاحتفال ليس مجرد مناسبة تاريخية، بل هو تجسيد للإرادة الشعبية التي تسعى إلى استعادة الهوية والحقوق المسلوبة.
الجنوب اليوم يقف كجبهة واحدة، متمسكًا بمبادئ الشهداء الذين ضحوا من أجل هذا الوطن. إذ يعتقد الجنوبيون أن التحرير والاستقلال ليسا مجرد حلم، بل هدف واقعي يمكن تحقيقه بالإرادة الصلبة والعمل الجاد. إن استمرارية الفعاليات والاحتفالات رغم الحرب المفتوحة هي رسالة واضحة لقوى الاحتلال بأن أبناء الجنوب لن يتراجعوا عن مطلبهم في الحرية والسيادة.
ومع أننا نعيش اليوم تحت الضغوط الاقتصادية والحرب المفتوحه من كل جانب من الضروري أن ترتفع أصواتنا وتناشد الجهات المسؤولة والعالم والمجتمع لاتخاذ خطوات عاجلة للتخفيف من هذه الازمات فالوضع كارثي وهناك أسر أصبحت لا تستطيع شراء مايسد بطون أبنائها وتوفير لهم لقمة العيش .
هذا وفي الختام، يبقى الجنوب رمزًا للصمود والتحدي، والكرامة والعزة والكفاح رغم هذه المعاناة والحروب المفتوحة، وفي كل ذكرى ثورية يثبت الجنوبيون أن الفخر والانتماء لا يزولان، حتى في أحلك الشدائد والظروف. وأنهم ماضون صف واحد من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا هويتنا جنوبيه وعلى درب كل الشهداء والجرحى ، مطمئنين أن الحق سيعود يوماً.