آخر تحديث :الأربعاء-16 أكتوبر 2024-01:44ص

إلى المسؤولين وأولادهم

الثلاثاء - 15 أكتوبر 2024 - الساعة 11:23 م
علي المحثوثي

بقلم: علي المحثوثي
- ارشيف الكاتب



إذا كنتم عايشين في النعيم بأموال الوطن ومقدراته وخيراته، والحساب على الله، فلاداعي أن تتصوروا أنتم والنعيم والترف والسيارات الموديل والخارج، فذلك يخلق مزيدا من السخط عليكم والنفرة منكم، ولاتظنوا أن الصورة البهية في المكان الرغيد تصنع لكم المحبين والمتابعين، بل مزيدا من اللعنات والدعوات عليكم، لذا احترموا معاناة الشعب وكثرة الفقراء والمرضى وهاوية العملة السحيقة، واتركوا التصوّر والتباهي في وضع وصل الشعب فيه إلى الحضيص، ولتكن عندكم ذرة من الحياء والكرامة تمنعكم من التباهي باللصوصية والفردية والأنانية والمناصب والمال، واعلموا أن المال ليس كل شيء، والمنصب والجاه مؤقت، ثم تعود إلى وضعك الطبيعي، هذا إذا كنت طبيعيا ومحترما، أما إذا كنت لصا، فعاقبة اللصوصية الخزي والذلة وركن في نهاية الشارع إذا سلمت من العقاب الإلهي المعجل والنهائي في الدنيا، وكم رأينا من لصوص المراحل السابقة كيف صار وضعهم مزريا، وحالهم يرثى له، مع أن لصوصيتهم قد تكون قليلة نسبيا بالنسبة للصوص المرحلة الراهنة، وإذا غاب عنكم أيها المسؤولون رقيب الدنيا (الدولة) عنكم، وصرتم أنتم اللص والرقيب، فرقيب الدنيا والآخرة (الله) لكم بالمرصاد، واعلموا أن الأوطان لها رب، والخلق لهم رب، فاعبثوا ماشئتم، وتباهوا ماشئتم، فالعبث منكم سَنة، ولكن قبضة القدر الإلهي لكم ساعة، وستضيعون الطريق حينئذ، وساعة من قبضة القدر لايساويها نعيم سنة وسنين، وياويلك من قبضة القدر إذا وقعت في قبضته، وقد نزل على رأسك السوط الإلهي الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ •فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ•فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ•إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ، هنالك لارحمة ولا مدد ولاعدد ولاحراسات ولا متارس ﴿ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا ﴾


في ختام رسالتي هذه، وهي رسالة الشعب المغلوب إليكم:


على الأقل: اضبطوا أولادكم، ولا داعي أن تستفزوا الشعب مرتين، مرة بفسادكم، مرة بعبث أولادكم، وعبث أولاد المسؤولين صار ظاهرة ملفتة، وتفاحيطهم بالسيارات وصورهم وزنطهم وغرورهم جلب عليهم وعلى آبائهم اللعنات، ولعنات الدنيا المتتابعة والعامة والكثيرة من الخلق تعني حلول العقوبة في الدنيا والآخرة على الملعون، وفي الحديث النبوي: (خيارُ أئمتكم (الولاة) الذين تحبُّونهم ويحبونكم، وتصلُّون عليهم ويصلُّون عليكم، وشرارُ أئمتكم (الولاة) الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم). وفي الدعاء النبوي: اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتي شَيْئًا، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ اللهم فاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ اللهم فَارْفُقْ بِهِ رواه مسلم.


علي المحثوثي