آخر تحديث :الأربعاء-16 أكتوبر 2024-01:44ص

حضرموت وشبوة ومشكلة الحدود

الثلاثاء - 15 أكتوبر 2024 - الساعة 06:26 م
صالح الميفعي

بقلم: صالح الميفعي
- ارشيف الكاتب


يبقى الصراع على السلطة جزءاً لا يتجزأ من الأساليب المتخلفة التي ورثها الجنوب في مرحلة سابقة ويربط الان بهيمنة فئة بعينها من منطقة معينة، من اسواء اساليب، والذريعة منع ميفعة من الالتحاق بحضرموت، أن الطريقة التي يُدار بها هذا الصراع مجددا توحي بعودة اسلوب احتكار السلطة مجددا للواجهة وعودة الاستبداد، وهو بذلك سيصبح جزء من الثقافة السائد التي ستدك الدولة الجنوبية القادمة في المهد وستسقط الانتقالي في ميفعة، أن التركيز على الحلول الهادفة الى منع تكرار الهيمنة المطلقة والاستعلاء، هو الذي سيقود للحل وما سوى ذلك فهي ثورة، سوف تصبح بعدها شبوة بلا ساحل ، وقد لا تصبح حضرموت وميفعة جزء من الجنوب. وهو طرح عقلاني وبلا استحيا فشبوة الحالية لا تمت بصلة لحضرموت تاريخيا، بل ان ميفعة كانت احد عواصم حضرموت وكانت الأخرى في السوط بعرماء الشرقية.


حزب الإصلاح هو المسيطر على كل مفاصل الادارة المحلية في المديريات الجنوبية وفي ميفعة على وجه الخصوص و بدعم صريح من قيادة محافظة شبوة ومارب التي تحاول إعادة احتلال وضم ميفعة اليها بالاستعانة بحزب الإصلاح للمرة الثانية، ووكلائها المندوبين للمديريات الجنوبية، ان استيلاء عساكر القبيلة المهيمنة في محافظة شبوة واحتلال مديريات ميفعة،وفتح معسكرات على مشارف المدن، هو أسلوب لا يصلح لحل الازمة الحالية، بل ان مشروع الهيمنة القبلية القادم من عتق وشريكهم الإصلاح شركا الاستبداد سوف يخسرون ميفعة في المستقبل القريب في نهاية المطاف.


لماذا لان هناك أسلوب خاطي لإدارة المشكلات، أسلوب لا يقبل مشروع المعارضة، ويضغط باتجاه فرض مشروع الفوضى، نعم فوضى قبلية، وشكل اجتماعي بدائي متخلف، ومسيطر منذ فترة طويلة ولا يريد الاستسلام للشكل الجديد لإدارة المجتمع الذي اسماه العالم دولة. ولا يريد أصحاب هذا المشروع البدائي ان يفيقوا، أو ان يسلموا ان التحول من الشكل البدائي هذا الى الدولة الحديثة، دولة المؤسسات والقانون قد حدث منذ قرون.


ان بناء الدولة بأفكار بدائية متخلفة، يعتبر تحدًا كبيرًا، سبق وان تم تجريبها وفشلت في صنعا، وتركت اثرا سلبيا في تكوين ثقافة المجتمع، يحتاج الى مئات السنين لإصلاحه، ان الانتصار على العوائق ، يكون بالبدء في بناء جدار حدودي قوي بالثوار المثقفين المؤهلين يصعب اختراقه ، وبخلاف ذلك لن يكون هناك استقرار اذا كان الجدار يتخلله القادة القبليين، فهم في الأصل يحملون ثقافة ضد مشروع الدولة الجديدة، والتحاقهم غالبا يكون بدافع شخصي بحت، للحفاظ على مراكزهم الاستبدادية، مما يزيد من احتمالات الصراعات الداخلية والفوضى، ويعوق أي تطور سياسي مستقبلي. لان السلطة المتركزة في يد القادة القبليين قد تكون غير مستقرة بطبيعتها، حيث تعتمد على عوامل شخصية أكثر من الإدارة الفعالة والمؤسسات القوية. هذا يزيد من احتمالات التنازعات والصراعات الداخلية بين القبائل أو داخل القبيلة نفسها، مما يسهم في خلق حالة من عدم الاستقرار السياسي، وهو مؤشر على ضرورة تسريع فرض قيام دولة حضرموت التي تنتهي حدودها في ميفعة.


ولان الامر في الجانب الآخر الجانب الحضرمي، يتعلق ببناء مؤسسات دولة عصرية لا تمت بصلة للنظام القبلي البدائي الذي اصبحنا منه على بعد قرون، ناقوس الخطر من تسلق جمهورية القبيلة لأسوار حضرموت من خلال مديريات ميفعة وارد وإذا حدث سيعيد حضرموت الى المربع الاول ، ولذلك فان العمل المنظم أيضا يستدعي قبل كل شي وضع استراتيجيات لتعزيز الهوية الثقافية والنهج المدني في المؤسسات المحلية على الحدود الفاصلة بين حضرموت وشبوة لصالح قيام نظام الحكم الذاتي يحصن حضرموت من ثقافة القبيلة التي يروج لها جنوب اليمن من جديد، ستحظى قبيلة الكرفات بتصفيق في مجالس حماة مشروع دولة القبيلة في عدن ومارب.لانهم سعداء انهم وجدوا عصا غليظة لكل متمرد، معتقدون انهم بها سيمنعون دولة حضرموت من رسم حدودها عند ميفعة.


وفقا لما هو مخطط له، سيتولى الشباب المثقف فقط القيادة في المرحلة الراهنة. ميفعة المستقل ليست القبيلة وليست الشيوخ ولا السلاطين ولا الاشتراكيين و لا المشتركين معهم، ميفعة يقودها تيارا يفكر في مستقبل ميفعة بضمير حي وعقل ناضج يستطيع تغيير واصلاح ما أفسدته الكيانات البدائية التي ضلت تتحكم في ميفعة باسم القبيلة والسلطنة والاشتراكية القبيحة قرابة سبعين سنة. في الأيام القادمة ستكون ميفعة جزء من دولة حضرموت.