العالم كله المتقدم والمتحضر يهتم بتاريخه القديم والحديث والمعاصر وإنجازاته وبتراثة، وبثقافته، وعلومه، وفنه وادبه ورموزه ومنشأته السياحية والأثرية و كل مايتعلق بشأن مدينته وفي شتىء المجالات المختلفة يظهرها للعالم على اكمل وجه ويعتز بها ويتفاخر بها إلا اننا بدل مانقوم بالعمل على تفعيل وتنشيط المجال السياحي واستثماره وفقاً لبرامج وخطط وخارطة سياحية إسوةً بدول العالم المتقدم والمتحضر نشاهد عكس ذلك فيما يحصل في مدننا وعلى وجه الخصوص في مدينتا الحبيبة الغالية العزيزة عدن التي كانت هي العاصمة الإقتصادية والتجارية والسياسية عاصمة ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) والتي كانت يوماً من الأيام ثغر اليمن الباسم شماله وجنوبه وزهرة المدائن على مستوى الشرق والغرب ودول المنطقة والخليج العربي وقبلة العالم في الإقتصاد والسياحة والتجارة وفي الفن والعلم والادب والشعر والثقافة وفي جذورها وعمق تاريخها العتيق العبق وتراثها الأصيل الغني الذي ابهر العالم من حوله وكانت نموذج وعنوان للتجارة والسياحة العالمية٠
للأسف الشديد نشاهد اليوم ونحن نمر في الطريق البحري لوحات الإعلانات والدعاية معلقة على جدران سور وحرم اهم معلم إقتصادي وسياحي ورمز لمحافظة عدن وهو فندق عدن فرانتيل( موڤنبيك) والذي كان في يوم من الأيام من افخر واروع واجمل الفنادق السياحية العالمية الراقية في محافظة عدن وقد تعرض فندق عدن موڤنبيك للتذمير في الحرب الأخيرة وكنا على امل ان تبادر و تهتم السلطة المحلية والمركزية بهذا الفندق وان يحظى هذا المنجز السياحي والإقتصادي بإهتمام القيادة السياسية ممثلاً برئاسة مجلس الرئاسة وبدولة رئيس مجلس الوزراء والحكومة وعلى رأسها وزير السياحة والسلطة المحلية بمحافظة عدن من حيث إعادة البناء والتأهيل إلا أن ما نشاهده امامنا اليوم ان كل تلك الجهات المعنية اهملت وحولت هذا الرمز السياحي والإقتصادي والذي كان ممكن ان يرفد خزينة الدولة بملايين الدولارات من العملة الصعبة وامتصاص البطالة من خلال إستيعابه لمئات الموظفين من الشباب المؤهلين وأصحاب الخبرات والكفاءات للعمل بالمجال السياحي إلا ان الجهات القائمة على الإعلانات جعلت من هذا المعلم السياحي والإقتصادي والرمز لمحافظة عدن إلى مشجب كبير مثير للسخرية تعلق على اسوار جدرانه الإعلانات والدعاية لشركة هائل سعيد انعم وشركائه التي إعلاناتها طغت على كل شيئاً وغطت واكتسحت كل شوارع ومدن محافظة عدن ولسان حالها يقول هذه إمبراطوريتنا نحن وما بعدنا الطوفان وبمقابل رسوم بخسة وزهيدة وهذا مهتمت به تلك الجهات دونما مراعاة مكانة وقيمة ورمزية هذا المعلم السياحي والإقتصادي وبدل من ان يعاد بناءه والعمل على تأهيله من جديد إلا انها حولته إلى مشجب تعلق فيه الإعلانات والدعاية الخاصة بشركة هائل سعيد انعم وشركائه طبعاً هذا ليس مجاناً ولكن بمقابل زهيد ورخيص يدر على تلك الجهات والتي هي المستفيده من تشويه ذلك المعلم والتي لا يهمها الجانب الجمالي والمظهر الحضاري والسياحي والإقتصادي وعودة هذا الصرح كما كان عليه وأحسن مما كان عليه وذلك نتيجة لقصر النظر والبعد الثقافي لأنها تعمل بسياسة اليوم المعتمدة وهي مشي حالك وعلى الله لما تقع وتجي دولة في ظل الامبالاة والفوضى والعشوائية المنتشره في محافظة عدن وتجاوز وتهميش دور مكتب السياحة المختص والذي هو المعني بذلك الأمر وعدم التشاور معه واخذ الإذن والموافقة منه بحكم المهنة والإختصاص ولما يخدم المصلحة العامة وعليه نوجه رسالتنا لرئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي ولمعالي دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور احمد عوض بن مبارك ولمعالي وزير الدولة محافظ محافظة عدن الأستاذ احمد حامد لملس ومعالي وزير السياحة معمر الإرياني لإتخاذ الإجراءات اللازمة في وقف تلك الأعمال المشوهة لهذا المعلم السياحي والإقتصادي و إعادة بناء وتأهيل فندق عدن موڤنبيك وايقاف اي عمل يبهته ويحوله من صرح و رمزا اقتصادي و سياحي في محافظة عدن إلى مشجب تعلق عليه الإعلانات والدعايات والناقص في هذا الأمر انه يأتي علينا يوم من الأيام نشاهده يتحول إلى حبل للغسيل تنشر عليه الملابس وغيرها وكأن هذا الرمز و الصرح الإقتصادي والسياحي تحول إلى مغسلة وحبل غسيل تقع في احد الخطوط والشوارع الواجهة الرئيسية والهامة في العاصمة الإقتصادية والتجارية والسياسية عدن٠
#المريسي٠