هي موروثات.. الثقافة الحزبية و الحركات السياسية الشمولية .. احادية التوجه ، أكانت وطنية النشاءة أم أيدولوجية، مثلت امتداد أو صدى لأجهزة الأنظمة القومية أو الاشتراكية قبل ما اطلق عليه «الربيع العربي» رغم لكنتها الاعجمية، جميع تلك الاحزاب الشمولية الفكر و احتكار الحقيقة والأحقية ، لا تختلف في الشعارات وتدعوا إلى تحقيق العدالة الاجتماعية و المساواة.. ولكنها ترفض الأخر ولا تترك في قواميس التخوين و العمالة مفردة لتشويه الخصم ، إلا وكالتها له.. فهي معصومة و مترفعه ،أكانت في الحكم أو في المعارضة-ملتزمة بتوجهات الداعم او المستخدم،القومي المتطرف أو الاشتراكي الأممي او الاسلاموي المؤدلج-اخوانيا - جميعهم يرفض الأخر ..هذه الثقافة تجترها اليوم المكونات الجديدة- الاجتماعية او السياسية.
بالأمس استعجلت تناول الدكتور سعد الدين بن طالب من خلال شعار أطلقه.. وكونه شخصية سياسية عرفت فيه العقل و الفكر الناضج ، قبل حدود عقدين من الزمن ، استهجنت ذاك الشعار الذي يتطلب تحقيقه جهود نضالية «حضرمية موحدة» لفرض دور ومكانة حضرموت في أي تسوية قادمة، ولم أكن قد عرفت باختيار آمين عام لمجلس حضرموت الوطني و تعين رؤساء مكاتب أمانته العامة .. وفي قيادته وربما لقيادته د.سعد الدين..
لا تلقى من أنصار المجلس من التهم بالتبعية ما لم اعرفها، إلى جانب وصفي بالفشل وهو ما لا انكره ، ففي العمل السياسي الحزبي و الشخصي في ظل ثقافة سبعة عقود من الاحاديات الحزبية-الفشل جزاء من حياة من لديه فكر و ثقافة تمنعانه عن ذوبان الذات.. ومنهم من اتهمني بالبحث عن فرص وانتهازية من خلال انتفاضة حضرموت بقيادة حلف قبائل حضرموت الذي تجاوبت مع دعوته مختلف شرائح المجتمع وفئاته.. فأثرت ان اكون مع هذا الإجماع الأمر الذي اثار أنصار مجلس حضرموت الوطني وبلغة غير لائقة ذات نكهة حزبية و قبلوا تاريخية او سلاطينية - فتسائلت هل السياسة جمود أم حركة متغيرة وهل دور المثقف الجمود عند مسلمات حزبية و نضالات سياسية تجاوزتها المراحل؟.
جاءني الجواب من كندا و عبر الاطلسي من الصديق السيد هادي مولى الدويلة .. لا ترد على هؤلاء وقل كلمتك وامشي..فالاثر يدل على المسير و البعرة على البعير ..سنلتقي قريبًا في حضرموت حضرمية لا مناطقية ولا اخوانية إلى آخر الحديث الطويل الذي اعادني سنوات عشر .. وذكرني بحوارات مؤتمر الرياض لاستعادت الدولة اليمانية في أعقاب انقلاب أنصار الله الحوثية.. صحيح و وفق كلام هادي الذي كان بنبرة غير هادية .. حلف قبائل حضرموت مرابط في هضابها و وهادها ولديه قضية واضحة.. استعادة الدولة بمؤسساتها إلى حضرموت و اشاركها في جميع المشاورات و المحادثات السياسية المتعلقة بالتسويات القادمة.
السؤال لماذا هذه الحساسية تجاه انتفاضة حضرموت وهذا الإجماع النسبي للمطالبة بحقوق قابلة للتحقيق -كما هي قابلة للتصعيد إن لم تتجاوب معها الجهات المعنية..طال ما انتم حضارم ؟.