اليوم، خيم الحزن على أبناء منطقة الخالف وضواحيها ومديرية لودر، خاصة بوفاة الوالد العزيز الأستاذ صالح محمد العاقل في حادث مروري مؤلم ظهر اليوم غرب مدينة لودر، لقد كان هذا الرجل المحبوب مصدر إلهام للجميع، وكان له أثر كبير في قلوب من عرفوه.
قبل أيام، أتذكر أنه طلع معي وأوصلته إلى السوق. قال لي:"لقد عملت واتساب قبل أسبوع، وأشاهد ما تكتبه في إحدى الجروبات، يرسلون ما تنشر، استمر وموفق." كان يتحدث بكل حب للآخرين، وتحفيز لمن حوله، وحماس ورغبة كبيرة في العمل، رغم كبر سنه. قال لي: "حاول يا ولدي أن ترى لعمك صالح مكاناً معكم، مستعد مع سلاحي حتى جندي لأجل الوطن، إذا تقدروا تسجلونا"، قلت له يومها بأنني بإذن الله تعالى سأحاول أن أجد له مكاناً، ولو قدرنا أن نسجله جنديًا مع القوات المسلحة والمقاومة الجنوبية، وسيعتمدون له راتبًا ليعينه على هذه الحياة. الأهم، وما شاهدته فيه، هو روح العزيمة التي كان يتحلى بها والنقاء.
رحيله المفاجئ اليوم فاجعة أحزنت قلوبنا، وليس معنا إلا الصبر دائماً على قضاء الله وقدره بقلوب مؤمنة، فالموت لا يفرق بين صغير وكبير، وأن الأقدار تأتي دائماً حين لا نتوقعها، نحن بحاجة إلى أن نتذكر إرثه وإلهامه، وتبقى ذكراه حية في قلوبنا. ونتذكر الأثر الطيب الذي تركه لنا.
إن القدر أقرب مما نتخيل: "ولا يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها." إننا نؤمن أن الوالد والعم العزيز الأستاذ صالح محمد العاقل الآن في رحمة الله وغفرانه ومكارمه، وعلينا أن نرفع أكف الدعاء له بالمغفرة، فأكثر ما يحتاجه في هذه الساعات دعوة صادقة من أحدكم بعد أن تم الصلاة على جثمانه الطاهر مساء اليوم الإثنين ليوارى الثرى.
نعزي أنفسنا ونتقدم بخالص التعازي والمواساة إلى إخوان الفقيد وأولاده ناصر ومحمد وحماده ونجيب وأسرتهم العزيزة، وإلى كافة أبناء قبيلة آل علي محمد عامة، سائلين الله أن يتقبله بواسع رحمته ومغفرته، ويسكنه فسيح جناته في الفردوس الأعلى، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
الأسيف/ أبو مرسال الدهمسي.