آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-10:23م

السابع من اكتوبر وإيقاظ روح المقاومة

الإثنين - 07 أكتوبر 2024 - الساعة 01:35 م
موسى المقطري

بقلم: موسى المقطري
- ارشيف الكاتب


يوماً ما وفي طريق التطبيع المخزي تعلل بعض المطبعين من متصهيني العرب أن فلسطين تخلى عنها أهلها! وأن هؤلاء المطبعون ليسوا وكلاء لاهل الأرض الاصليين ، وكان هذا التعليل جزء من استراتيجيات الصهاينة لجر الأنظمة الحاكمة في المنطقة إلى "حضيرة التطبيع" لكن هذا التعليل المبني على فرضية باطلة سقط أمام ما حصل يوم السابع من اكتوبر ، وتبين للجميع أن المقاومة الفلسطينية لم ولن تتخلى عن قضيتها ولن تنساها ، وسقطت حجج أولئك المرجفون وتعرت كل أكاذيبهم التي نمت وترعرعت برعاية ونظر دوائر المخابرات الصهيونية ومن يقف معها أو يعمل وكيلاً لها .


ما بعد "طوفان الأقصى" كان تأكيداً على حقيقة أخرى حاول الكيان المحتل الظهور بصورة نقيضة لها ، وتتمثل هذه الحقيقة بمدى الوحشية والعدائية التي تسيطر على هذا الكيان الطارئ الغاصب ، والتي أكد فيها أن لامجال بالمطلق للتفاهم أو التعايش معه وهو يقتل ويهدم ويشرد بدمٍ بارد ، وكل محاولات العقود الماضية لتجميل صورة دولة الإحتلال الإسرائيلي ذهبت أدراج الرياح ، ولم تعد باقية إلا تلك الصورة الحقيقية الملطخة بالدم والموت ، وهي صورة مكررة منذ الاربعينيات لم تغب عن الذاكرة الفلسطينية والعربية على حدٍ سواء .


تلك هي حقيقة دولة "إسرائيل" التي أقامت كيانها على أرضنا وقتلت وشردت أهلنا على مرأى ومسمع من كل دعاة الإنسانية ، وستظل تمارس كل الجرائم وتستمتع بايقاع أكبر قدر من الألم والمعاناة بحق أهلنا في فلسطين ولبنان مادام العالم بتفرج ويدين ويستنكر ويشعر بالقلق لاغير ، ولم يعد هذا مهماً لكن المهم أن تعلم الأجيال كل الأجيال هذه الحقيقة المُرّة ، لا لتتعايش معها وإنما لتجعلها أساساً للتعامل مع القضية بشكل عام من منطلق أن هذا الكيان عدو أزلي مجرم ليس من حقه أن يقيم دولته على أرضنا المقدسة ، ولا مجال ابداً للتسليم بفرضية اعتباره واقعاً غير قابل للتغيير ، بل بإيمان مطلق بأن الغاصب لابد يوماً أن يطرد طال الزمان أو قصر .


كل الأحداث منذ السادس من اكتوبر وما تبعه من جنون صهيوني ذهبت في اتجاه تهيئة الأجواء الشعبية والرسمية لاستعادة حالة العداء مع هذا الكيان الغاصب ، ووقف أي محاولات لاستمالتنا كشعوب وكأنظمة للتعامل معه كأمر واقع ونسيان أو تناسي جرائمه قديمها وجديدها ، وهذا بحد ذاته هو انجاز لـ «طوفان الأقصى» الذي أيقظ فينا روح المقاومة بعد أن كانت جذوتها تكاد أن تتلاشى فعادت لتشتعل من جديد ، ولابد لهذه الروح أن تظل متقدة تتناقلها الأجيال حتى لا تُنسى القضية الفلسطينية أو تتحول لشأن خاص بأهل تلك الأرض فيُتركون دون نصير ولاسند ولا عون .


في الذكرى الاولى لـ «طوفان الأقصى» تحية لأولائك الذين عبروا سياج الخوف وكسروا جدران الرهبة وحطموا وهم «الميركافا» بعبوات «الياسين» و «شواظ» ، وايقظوا أمتنا قاطبة من سباتها فاشتعلت روح المقاومة من جديد ، وتجاوزنا محاولات تدجيننا لصالح الكيان الغاصب ، ومنحه السلام والأمان ، والأقرار له ولو ضمناً بالحق في المكوث في أرضنا ومصادرة مقدساتنا ، وعدنا بفضل هذه الاستفاقة لنغرس في أجيالنا الجديدة حقيقة هذا الكيان المجرم ولزومية السعي لاستعادة أرضنا من قبضته لتعود فلسطين عربية خالصة كما كانت .


دمتم سالمين .