أعتادت الحكومات في المجتمعات المتخلفة أن تعتمد على الكلام وتكتفي بالخطاب المجرد دون أن تلتزم بتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع
والكلمات في ذاتها مهما عظمت لا تملك قدرة التأثير إلا إذا اقترنت بالفعل الذي يترجم تلك الوعود إلى حقائق
فإن الشعارات السياسية مهما تكررت لن تعالج أزمات المجتمعات ما لم تتحول إلى سياسات قائمة على الفعل النافع فالكلمات مجرد أدوات لكن قوتها تكمن في الفعل الذي يعقبها وليس في تكرارها فالخطاب بلا فعل لا يعدو كونه مجرد وهم ذهني لا يغير من الواقع شيئًا .
و على الجانب الديني نجد المشكلة ذاتها تتكرر إذ يظن البعض أن الاكتفاء بترديد الأذكار والعبارات الدينية قراءة فقط دون الفهم أو التدبر فالأذكار وحدها لا تحقق هدف العبادة ما لم تنعكس على سلوك الفرد .
فالألفاظ إذا افتقرت إلى الفعل الأخلاقي تتحول إلى طقوس خاوية
إن جوهر الدين لا يكمن في ترديد العبارات بل في تجسيد الإيمان من خلال السلوك الشريف والفهم العميق.
وفي نهاية المطاف سواء في السياسة أو الدين نجد أن الخلل الأكبر يكمن في الاعتقاد بأن الكلمات وحدها يمكنها أن تغير الواقع لكن الفعل وحده هو الذي يضفي على الكلمات معناها وقيمتها الحقيقية.
فالكلمات التي لا تُتَرجم إلى أفعال هي مثل الرسائل الفارغة التي لا تصل إلى مقصدها. ومن هنا نجد أن الحكومات التي تعتمد على الخطاب الحماسي المُطَمْئِن دون تطبيق والأفراد الذين يظنون أن تكرار الأذكار يغني عن العمل كلاهما يرتكب نفس الخطأ.
الافعال هي من توكد صحة العمل اما الكلام فالجميع يتكلم
إن السبيل لإحداث تغيير حقيقي في الواقع هو الفعل الملموس المدعوم بالتفكير العقلاني .