آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-10:18م

26 سبتمبر ، الحب الأول والأجمل

الخميس - 26 سبتمبر 2024 - الساعة 01:39 م
موسى المقطري

بقلم: موسى المقطري
- ارشيف الكاتب


كلما تجددت ذكرى 26 سبتمبر المجيدة سرت في أرواح اليمنيين طاقة عجيبة تبعث فيهم معاني حب الوطن والتضحية من أجله والدفاع عن النظام الجمهوري الذي كان أكبر وأهم منجزات هذه الثورة ، والأعجب أن حب اليمنيين لهذه الثورة لا يتوقف ولا يذبل ولايتناقص ، وفي كل عام تشكل هذه الذكرى محطة استزادة للروح الثورية التي تسكن أعماقنا والتي تتعرض بين الفينة والأخرى للعديد من التجاذبات قد تجعلنا نظن ولو لبرهة أنها لم تعد كما كانت ، لكن الوهج الثوري السبتمبري يشعلها من جديد ، فتبدو في أحسن حالاتها وأجمل مظاهرها .

تلك إذن حالة حب عميقة جمعت بيننا وبين هذه الثورة المجيدة ، لا لشئ إلا لأنها كانت مُفتتح الطريق إلى الحرية ، وأم الثورات ورائدة المناسبات ، وشكّلت حدثاً فارقاً بين مرحلتين وزمنين ونظامين ، فاستحقت وبكل جدارة واقتدار أن تكون حبنا الأول والأجمل ، ولأنها كذلك فقد تعلقت بها قلوبنا وأرواحنا حد الاندماج ، وتحولت ذكراها إلى مناسبة عابرة للمسافات وعصية على النسيان لا تمر إلا وعطرت الأرجاء وطافت الأرض والفضاء تاركة عبيرها يفوح بابجديات حب الوطن ومتقضيات التضحية لأجله ولزومية حمايته والذود عنه .

كل يوم وكل حدث يمران نتأكد أكثر أننا نحمل لثورة 26 سبتمبر حباً خالصاً أصيلاً يتدفق من أعماقنا كسيلٍ جرارٍ لا تُوقِفُ هديره أوهام الطامحين بإعادة التاريخ للوراء ، ولا تصمد في طريقه بقايا عصر الكهنوت الإمامي البغيض ، الذي حطمته في مثل هذه اليوم صيحة الحرية الوليدة ، وزلزل كيانه بيان الجمهورية الأول ، وفيه أفاق اليمنيون على وطن جديد رفرفت فيه وعلت راية الحرية، وسقطت خرافات الإمامة وأوهام الإماميين الذين أرادوا اليمن أملاكاً خاصة بهم دون بقية الشعب ، وسخروا اليمنيين عبيداً وعمالاً  تستوطنهم الأمراض ويطحنهم الفقر ويعشعش في عقولهم الجهل .

هو إذن موعدنا المتجدد للقاء حبنا الاول والأجمل ، وفيه نعمّق معاني الوفاء لكل قطرة دم سالت على تربة هذا الوطن ، ونجدد عهدنا الدائم بحماية الجمهورية التي تحاول إطفاء شعلتها الأيادي السوداء خريجو كهوف الموت ، الأتون من حقب التاريخ الأشد قتامة وبؤساً والذين ظنوا وهم في لحظة انتفاشة كاذبة أنهم يستطيعون تغيير الواقع والتاريخ ، وإعادة صياغة الأحداث بالالتفاف على الجمهورية واسقاطها رغبة في تحقيق حلمهم باستعادة الإمامة مشروعاً ودولة ، وما وضعوا في حساباتهم التي أعمتها لحظة زهو كاذبة أن أجيال اليوم قد تشبعت بالحرية وآمنت واعتقدت بمبادئ الثورة ، ولا يمكنها التفريط بنضالات الآباء الذين رسموا بأناملهم درب الانعتاق صبيحة 26 سبتمبر، وتماماً كما تبددت أحلام الإماميين القدماء تبددت أحلام الإماميين الجدد فرفض الشعب انقلابهم واستلم مناضلوا اليوم من مناضلي الأمس راية الجمهورية للذود عنها لتظل خفاقة بهية .

لك يا حبنا الأول نرسل تحاينا في يوم عيدك الثاني والستون ، ونعاهدك سنرفع  اسمك فوق عنان السماء ، ونرسم لك ابتسامة فرح فوق قرص الشمس الساطعة ، وعلى جبال وسهول هذا الوطن سنغني للثورة وللجمهورية ، ومن على الشرفات سنثر قبلات الود والحب والهيام .

عليك السلام يا 26 سبتمبر مع كل انبلاجةِ فجرٍ وإطلالةُ نصرٍ واشراقةُ شمس .

دمتم سالمين .