آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:29ص

هذا اللقاء وما تعنيه التفاصيل

الأحد - 22 سبتمبر 2024 - الساعة 05:38 م
د. علي عبدالكريم

بقلم: د. علي عبدالكريم
- ارشيف الكاتب


نقول مرحبا بهذا اللقاء بين كل من عيدروس الزبيدي وطارق صالح وبما يمثلانه ويرمزان إليه....... وان لم نرحب بحدث كهذا فما عسانا نقول وكيف لنا أن نتناول حدثا باهميته دون أن نبحر في اعماق اعماق هذا اللقاء وصولا لابعاده وعناصر الشد والجذب فيه والأسباب ما ظهر منها وما بطن التي استدعت انعقاده وتلك لعمرى أسئلة ستظل قاصرة إن لم تتم الاجابة عن سوال أعمق.. هل هناك خلف الاكمة ما وراها وهل كانت دواعي اللقاء مجرد فسحة سياسية بين فصلين شريكان في قمة السلطة وكلاهما له على الأرض قوى تم ويتم دعمها على الأرض من شريك يعتبر حليفا للشرعية كلها وهنا نسأل هل كان اللقاء بعيدا عن اذرعه وقراءاته وإعادة ترتيب أمور يرى إلا تجري خارج سياق فقهه الذي عبره يتحرك مع كل عناصر أزمة بلادنا وحربها التي كان و مازال شريكا فيها وعبر ما جناه و وخلقه لقوى تتبعه مضاف إلى ذلك ما رتبه من أمور ومصالح ذات أبعاد جيوسياسية و....كلها أمور اعتقد جازما بأنها لم تكن غائبة عن متطلبات عقد لقاء كهذا‼️ اذن هل هو لقاء السحاب ستمطر بعدها السماء مطرا وماءا ام خلاف ذلك
وكما يقال....... بأن الشيطان يكمن في التفاصيل التي سنحاول البحث عنها وهنا نقول اولا بأن كل من طرفي اللقاء كما قلنا هما اولا حلفاء للامارات وثانيا هما عضوان بارزان بمجلس الرئاسة القيادي وثالثا كلاهما لديه مشروع جوهره يتناقض اولا مع كيان وجوهر وجود المجلس الرئاسي تماما كما انه يتناقض مع الدور الأساس للدولة الداعمة لهما إذ أن وجودها اي دولة الإمارات كان وما يزال وينبغي أن يظل مرتبطا بإنهاء الانقلاب ضد الجمهورية اليمنية ودعم الشرعية التي باتت وما تزال تمثلها والخطر الكامن كما نرى ونوكد كان وما يزال يكمن في التفاصيل التي سيجتهد هذا اللقاء في تقديم اجابات لها المهم أن يقدم لها اجابات تتفق والأهداف الكبرى التي ترتبط باستعادة الدولة وانهاء الانقلاب وذلك أمر يشير التباس ينبغي الكلام عنه إذ ان كلى الطرفين لديه مشروعه ومسعاه الخاص الذي يتناقض مع مشروع الطرف الآخر وهو ما يتطلب بالضرورة أخذ هذا الأمر بعين الاعتبار لأن جهدا وطنيا متحدا سيظل مكلوبا لمعالجة كافة القضايا و الملفات العالقة التي لم تمس بعمق لحلحلة تعقيداتها
مثل دمج الوحدات العسكرية مثلا
بل إنها امور زادت تعقيدا في عناوين متعددة وفي المقدمة منها القضية الجنوبية
التي تمثل جوهر الصراع والخلاف حول الوصول إلى توافق وطني بعيدا عن التشنجات والفرضيات العصبية والعصبوية...و
هنا مربط الفرس الذي تلازمه و تثور معه الأسئلة الأعمق وهي ما يلي...
...اولا...ما الذي دعا الطرفان لعقد هذا اللقاء وهو لقاء مرحب به على أن تصب مخرجاته في خدمة مستقبل الدولة الوطنية واستعادتها تخقيقا لمصالح السعب اليمني كله وخدمة قضاياه الاساسية
.... ثانيا ...هل ثمة تنسيق مع هيكلية المجلس الرئاسي كله كى تتوافق الروى التي ينبغي أن تأتي بها مخرجات اللقاء لتكن مدعمة لوحدة قراءة وتوجه المجلس كوحدة متوافقة
...ثالثا...هل يعني انعقاد اللقاء بدولة الإمارات ان تأثيرها سيقود لمخرجات تلبى ما لديها من روى وتوجهات وترتيبات ودعما لقوى ذات صلة قوية بها ولا نخشى القول بانها قد لا تتوافق مع المصلحة الوطنية.......... العليا لاستعادة قوام الدولة وانهاء الانقلاب بصنعاء
... ثالثا..هل سيكون لهذا اللقاء المرتب قبل طرفين لهما باع طويل أو هكذا نرجوه وان يكن ذي صلة بتلبية ملف قضيتنا الوطنية ضمن آفاق وقراءات لا تغرد بعيدا عما يجري من تطورات جيوسياسية بمنطقة البحر الاحمر والقرن الافريقي ومالات حرب غزة التي باتت عنواناً لصراع وجودي تتخالف و تتضارب معه كافة المصالح الدولية واعادة هيكلتها بأبعادها السياسية والاقتصاديةو التي يمثل فيها باب المندب وتأثيرات البورة التي تذكي حدة الحرب الدائرة بتعبيرات شتىء على مصالح دولية متباينة سياسيا واقتصاديا ولوجستيا مع ما لحق بالتجارة الدولية من معضلات جمة
لا اظن أن اللقاء سيكون بعيدا عن ملامسة هذه الامور وذلك سيتطلب منهما خاصة مع ما يدور من تبادل معلومات توحى أو تشير إلى ترتيبات للقاء يتم مع القاهرة تشارك فيه حركة أنصار الله الحوثية أن صح الأمر وهو أمر ليس هينا ولا ينبغي أن يمر مرور الكرام فايران تعبث ولا تلعب ببراءة اطفال
هذه أمور تدور في الذهن والمرء يسأل نفسه ما الأهداف المتوخاة من لقاء كهذا ❓اذ هو اولا لقاء يحمل دلالات ويحمل أهمية أن كان قد تم انعقاده بناء على قناعات وطنية تبحث عن توافقات تصب في تعزيز ما يلي
اولا ...تعزيز وحدة الصف للمجلس الرئاسي
ثانيا ...إلا يكن بانعقاده ومخرجاته متعارضا مع جملة القراءات الوطنية التي تدعو لوحدة الصف الوطني
ثالثا....الا يكن هذا اللقاء وهذا الاجتماع الذي نعول عليه كثيرا بعيدا عن استقلالية القرار الوطني الذي بدونه نصبح كمن يعوم في رمال متحركة لا تترك أثرا جيدا على الأرض
رابعا... نتساءل لما لا يشكل هذا اللقاء مدخلا لإعادة تعزيز قوة ومكانة المجلس الرئاسي تمكينا له لاستكمال مهمامته الاستراتيجية كما وردت في صلب بيان تأسيسه وقيامه
هنا لنا وقفة نشير من خلالها بأن أي إشارات تتناول مثل هذا اللقاء تحت تعبيرات شمالية جنوبية نراها تخدم مشروع الانقلاب والبديل لخدمة قضايا إعادة ترتيب مصلحة اليمن شعبا وارضا إنما تقوم وتستند على مقاربات تقول بأن أخطاء واخفافات أكثر من عشر سنوات باتت تتطلب نهجا وطنيا يقوم على قاعدة وطنية تجمع كل القوى الوطنية وفق وثائق ووفق حقائق على الأرض تم إنجازها خاصة مخرجات الحوار الوطني التي للأسف جرى ويجري حرفها....... لكن يظل مشروع العودة إليها وفق روى توافقية وطنية هي السبيل وهي البديل ودول الإقليم ضمن مشروع التحالف العربي من حين انبثاقه باعتباره داعما اقول داعما لأن مصالحه العليا إنما ترتبط جوهريا بقيام دولة يمنية قوية وذلك هدف لن يتحقق بسهولة ما لم يبنى على معالجات جذرية تقبل من جميع الأطراف وفي المقدمة ما يتعلق بالقضية الجنوبية ولا تفرض بالقوة تحت أي اعتبار أو مبررات وسنرى إلى اين ستقود الرياح سفينة هذا اللقاء الذي تم في ظروف جدا معقدة وبحار وأمواج جدا متلاطمة ومصالح دولية وإقليمية ودول جوار ومحلية متضاربة بل هي في اسوى حالات التعقيد من كافة الجوانب السياسة والاقتصادية والأمنية بل والإستراتيجية و نحن للاسف ضمن إقليم ملتهب وبحار تزداد لهيبا وذلك يستدعي الترحيب بلقاء كهذا ما دام سيصب نهاية المطاف في خدمة المشروع الوطني الذي نالته الضربات من عدة جهات طيلة سنوات الحرب والأمر للعقلاء للبحث عن بديل وطني يخرج البلاد وشعبها من هذه المحرقة