آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-07:04م


السيرة الذاتية للقضاة

الأربعاء - 18 سبتمبر 2024 - الساعة 06:19 م

القاضي عبدالناصر سنيد
بقلم: القاضي عبدالناصر سنيد
- ارشيف الكاتب


لكل انسان سيرة ذاتية يتباهى ويتغنى بها فيها شريط طويل من الإنجازات والمواقف التي قام بها والتي كانت السبب الذي جلب له كل هذا الحب والاحترام والتقدير ، تختلف هذه السيرة الذاتية من شخص الى آخر قياسا على النجاح ، قد يكتب الله تبارك وتعالى التوفيق في مسيرة البعض بينما يكتفي البعض الآخر بحصد الاماني، ولكن تساءلت كيف تكون السيرة الذاتية للقضاة ؟ فوضعت هذا الموضوع أمام ناظري ، فالقضاة نوعية خاصة من البشر لا يتمتعون بتلك الاطوال الفارعة فمنهم الطويل ومنهم دون ذلك وليس لديهم تلك الأجسام القوية والمليئة بالعضلات والرشيقة وان كان مؤخرا قد فقد القضاة معظم الدهون في أجسادهم نتيجة ارتفاع الدولار والسعودي ، يمتاز القضاة بأناقة مقبولة وفق أحدث خطوط الموضة المحلية ، برفقة كل قاضي ملف صحي ضخم عامر بالفجائع.

القضاء هي المهنة الوحيدة التي تجلب لك خليط معتبر من الشر ما بين عداوات واشاعات واحيانا اعتداءات ، مهما ما حاول القضاة أن يكونوا بمقدار معين من الود وضبط النفس أو أن يكونوا بمقدار ما من الحزم والصرامة أو أن يكونوا في التعامل الحسن أساتذة ومعلمين ، لابد أن يأخذ دور البطولة في اشاعات الناس وموضوعا ساخنا لاتهاماتهم حتى لو كان هذا القاضي حصيفا أو منصفا فالأمور في أعين الناس تقاس من زاوية أخرى ليس لها علاقة بمناقب القاضي.
القوانين تنصف كل باحث عن العدالة طالما واستطاع أثبات مثل هذا الحق بالأدلة الشرعية بينما القاضي هو الانسان الوحيد الذي لا يجد من يرى بعين الإنصاف إلى حاله ولا يجد حتى من يكلف نفسه ولو مكرها بسماع معاناته ، فالقاضي هو الضيف الثقيل المهندم الذي يكون حاضرا في حفلة انتقادات واسعة تقام على شرفة ، الكل يتسابق وبكل العبارات سواء كانت هذه العبارات مناسبة أو لم تكن في نتف شعر القضاة بطريقة قاسية يندى لها الجبين ، متناسين بأن القضاة هم نخبة المجتمع وأصحاب الفضل في الحفاظ على سلامة وسكينة المجتمع.

لست بحاجة إلى تلميع صورة القضاء والقضاة فالأعمال والمواقف الذي يقوم بها القضاة هو الوجه الناصع والمشرق الذي به يظهرون ، ومن هذه المواقف الذي تناساها البعض عند تحرير مدينة عدن غابت السلطات بكل مسمياتها والتي كانت مشغولة بالخدمات الفندقية الراقية في الخارج الا صناديد المقاومة و القضاة وموظفي المحاكم الذين كانوا في عرينهم يعملون في صمت ، فنحن لا نمتلك فصاحة الوزراء في التعبير عن انجازات وهمية ولكن نمتلك تلك مواقف التي تملئ بشجاعتها سيرتنا الذاتية