آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-10:18م

فنانا لم يسبقه أحد

الأربعاء - 18 سبتمبر 2024 - الساعة 11:05 ص
احمد الجعشاني

بقلم: احمد الجعشاني
- ارشيف الكاتب


لا أريد الغوص في مشكلات النقد الفني عموما في بلدنا ، لانه لايوجد لدينا نقدا فنيا بالمعنى العلمي ، او بالمفهوم الصحيح والمتعارف عليه في البلدان الاخرى .

ولكني يمكن القول أن الفن والادب في بلدنا و بشكل عام لايوجد له مكانا كبيرا ، من حيث الذائقة الفنيه عندنا ولاتوجد له ايضا مساحة للنقد فيه عموما ، وخاصة  الفن التشكيلي في بلدنا ، حيث يعيش الفن التشكيلي في حيزا ضيقا صغير ونظرة دونيه من المجتمع ، وتكاد تكون مساحة التذوق العام معدومه . وهو ما يجعلها حالة متجمدة من الركود ، وعدم الحركة والانفعال في الساحة الثقافيه وذلك لعدة عوامل كثيرة ، ولاأريد هنا أن أسرد أسباب الجمود في الحركة الثقافيه وأسبابها . 

ولكن مايهمني هنا هو الفنان التشكيلي الكبير عدنان جمن ، بعد عرض لوحته الجداريه لصنعاء القديمه وما تعرض له من أسأة وتطاول على مجهودات فنان كبير بحجم الوطن على مدار أربعين عاما من ألابداع والعمل في الفن التشكيلي ، حتى بات أسما ورمزا من رموز الفن في بلدنا ، ولكن في فضاء الميديا أصبح الكل عراف ، واقلاما أفرغ لها مساحة كبيرة لهدم الثقافة و الجمال والذائقة الفنيه ، وللاسف وجدت لها مكانا في الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ، وهم من المتطفلين على عالم النقد الفني او الذين يدعون أنهم يقدمون نقدا فنيا بينما هم لايمسون للنقد الفني بشئ ، بل يقدمون خبرا  فيه من السخريه ونسف للمجهودات لفنان أصيلا قدم نفسه على مدار سنوات طويله من الابداع المتأصل ، في وجدان المكان والزمان عبر فيها عن مكنون أبداعه في الفن التشكيلي ، مسيرة طويلة حافلة بالعطاء ، قدم من خلالها الكثير من الاعمال أكانت في الصحف والمجلات او من خلال المعارض الداخليه في اليمن أو الخارجيه .


لاشك أن الفن التشكيلي له خصوصياته، من حيث النقد والتحليل واللغة المرسومه في اللوحة ودراسة اللغة البصرية، ويكون الناقد لديه معرفة تامة بلغة الالوان والادوات الحسيه فيها ، والآثار الانفعاليه لضوء في الصورة والاثر الجمالي لها .


انما السخريه والشك في قدرة الفنان المبدع عدنان جمن على رسم اللوحة الجداريه لصنعاء القديمه ، متجاوز بذلك لكل المشوار الطويل له في سماء الفن التشكيلي منذوا بداية الثمانينات القرن الفائت ، ماهوا الا تحيز الى بث الحقد والحسد والكراهية الى فنان تميز عن غيره من قدرات ابداعيه كبيره واسعه لم يسبقه فيه أحد ، ايضا لعدم قدرتهم على فهم و أستيعاب ما قدمته اللوحة الجداريه ، من عوالم جماليه وابداعيه مختلفة قد لايراها الا من يمتلك الذائقة الحسيه و الفنيه ويستطيع ان يكتشف مواطن الجمال في الصورة الفنيه بمعاير فنيه معينه وتصنيفيه من حيث المكان وعمق الصورة في أبراز الهوية اليمنيه المتأصلة من خلال شكل البناء ورمزية الحضارة المتاصله في اللوحة وكشف التاثير المستحدث لشكل الثراث في رأي الفنان .