آخر تحديث :الأربعاء-18 سبتمبر 2024-04:19م


إقصاء الكوادر "اللحجية" من المناصب القيادية عوامل سياسية أم محسوبية؟

السبت - 14 سبتمبر 2024 - الساعة 01:38 م

صدام اللحجي
بقلم: صدام اللحجي
- ارشيف الكاتب



كتبه | صدام اللحجي :

تعتبر مديريتي الحوطة وتبن منبعاً للكفاءات والخبرات المتنوعة في مختلف المجالات، سواء المدنية أو العسكرية. ورغم ما تمتلكه هذه المديريتين من كوادر مؤهلة ومميزة، فإن العديد من أبنائها يعانون من التهميش والإقصاء عندما يتعلق الأمر بتبوء المناصب القيادية في الدولة، سواء في المؤسسات الحكومية المدنية أو المواقع العسكرية الحساسة. هذا التهميش المستمر يطرح العديد من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء إقصاء هذه الكفاءات وعدم الاستفادة منها في مواقع صنع القرار.

نعلم أن السياسة تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد من يتبوأ المناصب القيادية في الدولة. ، قد يتم إقصاء الكفاءات لأسباب سياسية بحتة، حيث تُمنح المناصب لأشخاص بناءً على الولاءات السياسية أو الانتماءات الحزبية أو المناطقية ، بدلاً من الاعتماد على الكفاءة والخبرة. ويبدو أن الكوادر "اللحجية" قد وقعت ضحية لهذا النهج، حيث يتم تجاهل قدراتهم لصالح شخصيات أقل كفاءة لكنها تتمتع بنفوذ سياسي أكبر ومناطقي.

يتركز نفوذ السلطة في محافظة لحج بشكل كبير في بعض من المناطق فقط وهي معروفة للجميع ونتحفظ عن ذكرها ، الأمر الذي جعل فرص الكوادر "اللحجية" ، أقل في الحصول على مناصب قيادية فواقع الحال شاهداً على ذلك . تسبب هذا التمركز في صنع القرار في تهميش الكفاءات التي تخرج من الحوطة وتبن بعيدة عن مراكز السلطة، حتى وإن كانت هذه الكفاءات تملك خبرات متميزة.

يعاني أبناء الحوطة وتبن من نقص التمثيل في المؤسسات الحكومية والمجالس القيادية، سواء على المستوى المدني أو العسكري. هذا النقص في التمثيل يزيد من صعوبة وصول الكفاءات "اللحجية" إلى المناصب المؤثرة، حيث يتم تهميشهم من دائرة اتخاذ القرار والاستفادة من خبراتهم.

يؤثر الفساد والمحسوبية على توزيع المناصب في المؤسسات الحكومية والعسكرية. في كثير من الأحيان، تكون المناصب القيادية محصورة في دائرة ضيقة من الأفراد الذين يتم اختيارهم بناءً على المصالح الشخصية أو العائلية والمناطقية ، مما يؤدي إلى تهميش الكفاءات الحقيقية التي تستحق تلك المناصب، ومن ضمنهم كوادر لحج.

الكوادر "اللحجية" قد تعاني من ضعف الترويج والدعم الإعلامي الذي يمكن أن يسلط الضوء على إنجازاتها وخبراتها. غياب الدعم المحلي من المؤسسات والمنظمات المجتمعية، بالإضافة إلى ضعف التغطية الإعلامية للإنجازات التي حققتها هذه الكوادر، يجعل من الصعب على تلك الخبرات أن تحصل على الاعتراف اللازم من الجهات العليا.

إن تهميش كوادر لحج من المناصب المدنية والعسكرية يمثل إهدارًا لثروة بشرية ثمينة تمتلك الخبرات والكفاءات التي تحتاجها محافظة لحج خاصة والجنوب عامة. لتحقيق تنمية شاملة وعدالة اجتماعية، فلماذا لا يتم التركيز على إعطاء الفرص المتساوية لكل الكفاءات بغض النظر عن المناطق الجغرافية، وأن يتم الاعتراف بدور أبناء لحج في تعزيز تقدم البلاد.