آخر تحديث :الأربعاء-18 سبتمبر 2024-04:19م


من زاوية أخرى

الخميس - 12 سبتمبر 2024 - الساعة 09:42 م

حسام الحاتمي
بقلم: حسام الحاتمي
- ارشيف الكاتب


ملخص القصة لمن لم يكن قد اطلع عليها: "سمية العاضي، ناشطة إعلامية يمنية، قتلت زوجة عاقل حارتها، سبب قضية خلاف، استخدمت منبرها الإعلامي لإثارتها على السوشال ميديا".

موضوعنا ليس القضية نفسها ولا تفاصيلها. بل السوشال ميديا وأثرها وتأثيرها.

لقد أصبحت هذه المنصات منابر فعّالة وقوية التأثير والتغيير.

شهدنا كثير من القضايا التي حدثت في الواقع وغيرت مجاريها وسائل التواصل الاجتماعي.

وفتيات يمنيات كثيرة، مع طفرة الأنترنت، الفورجي 4G الذي توفر في اليمن خلال الفترة الأخيرة، راحين يغرقن في مشاهدة المقاطع القصيرة، التي تظهر حياة مثالية مغمورة بالعاطفة والرومانسية وأجواء حب باذخة. فينعكس تأثير ذلك عليهن..

ثم يعودنَّ للبحث عنه في واقع بالغ البؤس والقهر والضياع في بلد كاليمن أو سوريا أو لبنان أو مصر أو أي بلد عربي يعيش حالة صراع واللا استقرار. ويحاولن انتزاعه انتزاعاً، من واقع فارغ المعنى والقيمة وقلوب مملؤة قهراً وغُلبا، بدون أدنى اعتبار ومراعات لطبيعة وحال الواقع والناس الذي لم يعد يطاق أو يحتمل!

ولا يعلمنّ أو يدركن أن تلك الحياة التي يشاهدنها على مواقع التواصل الاجتماعي، إنما هي حياة أغلبها عبارة عن محتوى تمثيلي إغرائي غير حقيقي، يقدمه صانعوه من أجل كسب الكثير من المشاهدات بالتالي حصد الأرباح.

يبيع صناع ذلك النوع من المحتوى الوهم للناس. ولأن الناس والواقع يفتقرا لكثير من الأمن والاستقرار والحب والعاطفة لأسباب كثيرة. فيدخلن النساء للبحث عنه في السوشال ميديا.

انتبهوا لهذا الأمر بتركيز شديد.. اهبطوا لمعالجته أو حتى لمحاولة التخفيف من وطئتة. وعلى المرأة صحابة الكلمة والتأثير على أي مستوى الاسهام في توعية النساء؛ لأن ترك هذا الباب مفتوحاً على مصرعية سيقود إلى مشاكل اجتماعية وأسرية معقدة تضرب هذه المنظومة، اللبنة الأولى لأي مجتمع، فتفككها وتمزق لحمتها. وتلك أم المصائب وداهية الدواهي، وما لا يحمد عقباه.

-حسام الحاتمي