آخر تحديث :الثلاثاء-17 سبتمبر 2024-03:17ص


الطوفان القادم من أفريقيا : جيش نائم ام أزمة لجوء"

الإثنين - 09 سبتمبر 2024 - الساعة 11:24 ص

محمد علي رشيد النعماني
بقلم: محمد علي رشيد النعماني
- ارشيف الكاتب




تتعرض المحافظات الجنوبية وخصوصاً أبين وشبوة لموجة مستمرة من تدفق الشباب الأفارقة منذ أكثر من عشر سنوات وغالبية هؤلاء الشباب ليسوا مسلمين ويفدون عبر البحر باتجاه السواحل في زوارق ومراكب صغيرة ثم ينتشرون في أنحاء المحافظات الجنوبية وصولاً إلى الحدود مع السعودية .
هذه الظاهرة التي قد تبدو للوهلة الأولى قضية لجوء أو هجرة غير شرعية تخفي وراءها تحديات أمنية واجتماعية خطيرة تهدد بنية المجتمع الجنوبي والدول المجاورة آلاف الشباب الأفارقة الذين يأتون من خلفيات دينية وثقافية مختلفة يتدفقون على سواحلنا بحثاً عن فرص عمل أو للهروب من أوضاع اقتصادية صعبة في بلدانهم الأصلية لكن اللافت في الأمر أن هذه الموجة من المهاجرين ترافقها مشكلات أمنية خطيرة إذ باتت المناطق التي يسكنها هؤلاء المهاجرون تشتهر بانتشار مخدر الشبو ومختلف أنواع المخدرات مما أدى إلى زعزعة الاستقرار الاجتماعي والأمني في المحافظات الجنوبية هذه الموجة ليست مجرد تدفق عفوي من اللاجئين بل تبدو وكأنها جزء من خطة أوسع . السؤال الذي يطرح نفسه هنا: من يقف وراء تدفق هؤلاء الشباب؟ وما هي الأهداف الحقيقية وراء هذا التدفق المستمر؟ منذ أكثر من عقد بدأت دول معادية لمنطقة شبه الجزيرة العربية تستغل حاجة الفقراء من الشباب الأفارقة لتحقيق أجنداتها السياسية والتوسعية هؤلاء الشباب الأفارقة قد يكونون أداة في يد تلك الدول حيث يتم توجيههم لتحقيق أهداف سياسية وأمنية غامضة هذه المخططات لا تزال مجهولة بالكامل لكنها تُظهر نفسها بوضوح من خلال التأثيرات السلبية المتزايدة على الوضع الأمني في اليمن ومن الممكن أن تكون هذه التدفقات مجرد بداية لتشكيل ما يشبه "الجيش النائم" الذي ينتظر لحظة استدعائه هذا الجيش قد يشكل تهديداً حقيقياً لاستقرار المنطقة بأكملها إذا لم تُتخذ الإجراءات المناسبة لوقف هذا الطوفان المتدفق من القارة الأفريقية .
أحد الجوانب المقلقة الأخرى في هذه الظاهرة هو التمويل الضخم الذي يبدو أنه يدعم عمليات تهريب الشباب الأفارقة إلى بلادنا تساؤلات تطرح حول من يقف وراء هذه العمليات التمويلية وما هي الأهداف الحقيقية لها؟ هل الهدف هو زعزعة استقرار المنطقة الجنوبية؟ أم أن هناك أهدافاً أوسع تشمل تهديد استقرار دول أخرى مجاورة مثل السعودية؟ الأسئلة كثيرة والإجابات قليلة ولكن الواضح أن هناك أهدافاً خطيرة تقف وراء هذه التدفقات البشرية والمسألة ليست مجرد قضية هجرة غير شرعية بل هي قضية أمنية من الدرجة الأولى إذا لم تتدخل السلطات المحلية والدولية بسرعة لاحتواء هذا الوضع فإن الخطر سيعم جميع البيوت في المحافظات الجنوبية وربما يمتد إلى دول الجوار .
تشير بعض التحليلات إلى أن هذه التدفقات قد تكون جزءاً من خطة أكبر لتشكيل قوة "نائمة" تنتظر اللحظة المناسبة للتحرك وفي ظل غياب السيطرة الأمنية الفعالة قد يكون الطوفان القادم هو التهديد الذي يبتلع الأخضر واليابس في بلادنا فتدفق الشباب الأفارقة يمثل تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار في المحافظات الجنوبية وفي الدول المجاورة . هذه الظاهرة التي تبدو للوهلة الأولى قضية لجوء اقتصادي قد تخفي وراءها مخططات أخطر بكثير إذا لم تتخذ السلطات المحلية والدولية إجراءات عاجلة فإن هذا الطوفان قد يبتلع كل شيء في طريقه ولن يعود بمقدور أحد أن يسيطر على الوضع ..

بقلم / محمد علي رشيد النعماني ..