آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-01:16م


بل دفاعا عن المملكة العربية السعودية ووقوفا معها ونُصرة لها !!

الجمعة - 06 سبتمبر 2024 - الساعة 05:49 م

عبدالناصر مجلي
بقلم: عبدالناصر مجلي
- ارشيف الكاتب


السعودية دولة عربية ومسلمة مهمة جدا وفيها قبلة الاسلام والمسلمين الى يوم القيامة ، وأي طعن فيها هو طعن في العرب والاسلام والمسلمين ، وليس ببراءة كما يتوهم البسطاء أو يفرح به اللئام، أو احتجاج على خطأ مقصود أو غير مقصود..
فالسعي الى مهاجمة هذه الدولة العربية المسلمة التي تقع على أراضيها أقدس مقدسات المسلمين ، لايأتي من فراغ وليس بصدفة وليس دفاعا عن مظلمة هنا أو هناك ، بل هو سعي حثيث لن يتوقف ، والقصد منه إستعداء العالم على أرض الحرمين وليس هجوما على النظام هناك فقط ، بل على الدولة والشعب والتاريخ والثقافة والدين ، فكل الانظمة في العالم وعبر التاريخ لها سلبيات وإيجابيات ، ومن أكبر "السلبيات" التي يحملها أعداء أمتنا وديننا على النظام السعودي العربي الاصيل ، هو اهتمامه وحمايته لمقدساتنا بكل مايملك من قوة ، وخدمتها بكل أمانة ومحبة ونزاهة وحرص واخلاص ، ولذلك نقول لهؤلاء الاعداء العميان والجبناء ، بأن النظام السعودي ليس لوحده ، بل حوله مليارا مسلم يقفون معه وينصرونه ويذودون بقيادته عن مقدساتهم وحرمهم، وروضة نبيهم الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته الكرام.
وإذا فالقضية ليست قضية شخص مظلوم من قبل كفيل لاضمير له كما يروج له فيلم البغي الوثني (حياة ماعز) ، فالقضاء السعودي يقف لكل ضعاف النفوس بالمرصاد، وبالحق لمن يظلم أو يعتدي على أي مواطن أو مقيم في المملكة ، وأبواب الملك شخصيا وكل الأمراء المسؤولون وغير المسؤلين مفتوحة ، أمام الجميع لتقديم مظالمهم مباشرة لكل من لايقتنع بحكم محكمة أو يرضى به ، وهذه شهادة من إنسان يعرف المملكة منذ العام 1986 وحتى اليوم ، وكم سمعنا عن اعدام أمراء قاموا بقتل مواطنين أو مقيمين ظلما وعدوانا ، فكان سيف العدل والانصاف أمامهم ، ولم يجرؤ أي أمير والد أن يشفع لولده القاتل، لأنه يعلم بأن العدل اساس المُلك ، وأن الدولة لن تتنازل عن حق المظلوم أبدا ، وهذا بتوجيهات من الملك شخصيا بإحقاق الحق وإنصاف أصحاب الحقوق ممن ظلمهم أو تعدى عليهم ، فإذا كان القصاص ينال كل القتلة أيا كانت مكانتهم او صفاتهم ، فكيف بإعادة الحق الى وافد مظلوم الذي يكفيه أن يذهب الى أقرب محكمة ويقدم شكوى بالذي ظلمه وسينال حقه..
السعودية كدولة ليست منزهة عن الاخطاء مثلها مثل أي دولة في العام حتى في الغرب نفسه ، والأخطاء واردة في كل مكان وزمان ، لكن الأخطاء التي تحدث هناك ليست أخطاء مقصودة لذاتها مثلها مثل أي دولة تحترم نفسها وشعبها ، أو أن النظام يشجعها لاسمح الله ، فالذي يحمي المقدسات لن ينسى حقوق الناس ، فلاتصدقوا الغوغاء والحاقدون على كل نجاح عربي أو مسلم ، ومن يصدق مثل هذه الاحقاد التي تتنوع بأنواع شتى من سينماء الى مقالات إلى افلام وثائقية...الخ ، تنطق هراء وتكذب عيانا بيانا فهو منهم وليس منا.
وفي المقابل نقول عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، وهي فرصة للحكومة السعودية للنظر في الامر بعين فاحصة ، لمكافحة أي خلل غير مقصود وتعديله إن وجد ، وهي في حقيقة الامر تقوم بذلك ، ويكفي ان نعلم بأن نظام الكفيل نفسه قد جرت عليه تعديلات كثيرة جعلته أكثر مرونة وعصرنة بما يسهل على المقيمين حياتهم وبما يساعد الدولة على العمل بشفافية واقتدار. .
ولذلك فيجب علينا كعرب وكمسلمين أن لانقع في فخاخ المتربصين بنا وعلينا أن نبادر فورا الى تصحيح المعوج قبل أن يستفحل.
أما بالنسبة للرد على مثل هذه الهجمات الآثمة والعدوانية والغير منصفة ، فأستذكر هنا حادثة معينة وقد كانت بعد قيام بعض الكتاب الصهاينة ، في الولايات المتحدة بمهاجمة السعودية ، ومهاجمة العرب والاسلام والمسلمين ونعتهم بأقذع الصفات ، ووصل بهم الشطط الى الدعوة بقصف مكة والمدينة نوويا !!
كان إستعداء فاجرا ومجرما وحقيرا وإرهابيا ، فجلست مع نفسي متسائلا كيف يمكننا الرد على مثل هذا العدوان الاعلامي الحاقد ، ووصلت الى نتيجة تقول أن لايكون الرد بمقالة عابرة بل بمشروع دائم ، ولأنني أديب واعلامي فقد خطرت لي فكرة ، أن أسلط الضوء على السعودية من خلال حراك ابناءها الثقافي، لنقدم للعالم اجمع صورة مغيبة عن الحراك الابداعي الخلاق في المملكة العربية السعودية ، الذي كان مغيبا بشكل فادح ومقصود من القريب ومن البعيد ، وقد كانت مهمة شاقة اخذت مني وقتا وجهدا طويلين، حتى أتممتها بفضل الله وعونه ، لتكون درة بحثية وثقافية وابداعية غير مسبوقة في الثقافة السعودية والعربية ، بهذا الحجم وهذا الحشد من الاسماء، وهي كتاب ( أنطلوجيا الادب السعودي الجديد..معطى حداثي عالي الصوت في فضاء منسي) الذي صدر في العام 2005 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وهو عبارة عن مختارات وشهادات ودرسات وقراءات عميقة للأدب السعودي ، وكذلك وحوارات مع أبرز الكتاب هناك ، ليكون ذلك الكتاب أول كتاب يتطرق الى حجم الابداع في المملكة العربية السعودية ، ويكشف بأن الدولة السعودية وقفت منذ اليوم الاول الى جانب المبدع السعودي ونصرته وأعانته وآزرته ، ودحض هذا الكتاب الموسوعة، الأكاذيب والافتراءات ، التي طالت المملكة حكومة وتاريخا وإنسانا ، وقد بشر هذه الكتاب بالمستقبل السعودي الباهر الذي نراه الان ، وكذلك سلط الضوء بقوة على الابداع السعودي ، واكتشف العالم حجم الابداع والتميز الذي يحدث على هذه الارض المقدسة ، مما اتاح لهذا الابداع الانطلاق والمنافسة وحصد الجوائز ، في كل مكان لأنه جدير بها ويستحقها .
وهي كذلك قراءة استباقية ليست بعيدة عن الواقع لأنني شخصيا اعرف المملكة منذ صباي الباكر في ومنذ العام 1986 وحتى اليوم ، وكنت على مقربة من الابداع والمبدعين خصوصا في فترة إعداد هذا المجلد الضخم من جهة ، ومن جهة أخرى كنت على مقربة أيضا من نمط الحياة في المملكة وصيروتها المندفعة بقوة وبمتانة وبرؤى واضحة ومدروسة الى الأمام والى الانفتاح على العصر وعلى العالم، وعلى معرفة بصفات وقيم هذا الشعب العربي الأصيل والنبيل.
واليوم بينما المملكة تواصل صعودها المثير للاعجاب والفخر ، يأيتنا مثل هذا الفيلم الاعمى ، ليحاول سكب قليلا من زيت أحقاد أعداء هذه الأمة المشتعل عليها ، ظنا ممن يقف وراءه أنه بفعله الأبكم هذا سيشعل النار في ثوب العربية السعودية الناصع البياض ، لكنه كان واهما وسيبقى في وهمه وسيظل مغلولا الى حقده الذي سيؤدي به في نهاية المطاف فقد انطلقت القافلة ولن يوقفها نباح الكلاب.
وإذن فالمملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة ، التي نستطيع أن نقول عليه انها وطن للبشرية كلها حتى يوم القيامة ، ذلك أن ابوابها ستبقى مفتوحة على الدوام أمام الجميع ،ولن تغلقها أبدا مادام هذه الاسلام العظيم يعيش بيننا ، وعليه فالدفاع عن المملكة ليس دفاعا شخصيا بل أراه واجبا دينيا وأخلاقيا وإنسانيا وحضاريا وحداثيا في المقام الأول ، وماكانت العربية السعودية أن تتقدم الى الامام لو كان شعبها كما يظهر في الفيلم الهندي الوثني ( حياة ماعز).
ولذلك فعلينا ان لانتوقف أمام هذه الهراء المعادي ، ولا يجب أن نسمح له أن يجرنا الى مستنقعاتهم الوسخة والآسنة ، بل يجب أن نعمل بجد وإصرار على الاستمرار في الصعود وأن لانسمح لكل ناعق ان ينعق بيننا بالخراب، أو يفت في عضدنا أو نسمح له أن يخيفنا ، بثغاءه ولجلجاته البكماء والعمياء والحاقدة والغير منصفة.
هناك هجوم ضار ومسعور لايتوقف على العرب والمسلمين وعلى الاسلام ، وقبلة العرب والمسلمين هي المملكة العربية السعودية ، ولهذا يوجهون سهام حقدهم الى صدرها العربي المسلم ، بغية النيل منها ومن الاسلام في حقيقة الأمر لكننا لن نسمح لهم ولاينبغي أن نتهاون في مثل هذا الأمر الجسيم والخطير.
ولذلك علينا أن نعلم أننا قد لا نستطع أن نوقف كل بهيمة تنعق ضدنا ، لكننا نقدر بل شك على أن نقوم بما هو أقوى ، وهو الاهتمام بالحقوق والحريات ، والاهتمام بالابدع والمبدعين ، والاهتمام بالتعليم ، والاهتمام بالصحة والرياضة والفنون ، وأن نذهب الى العالم بكل ثبات وجراءة وشجاعة ، وأن ندعو العالم كذلك الينا ليرانا عن قرب ، ضمن شروطنا الأخلاقية والدينية والثقافية السمحاء ، لنريهم من نحن وماهي ثقافتنا ورؤيتنا وماهي الانسانية العظيمة التي نعيش بها،
وذلك عبر كل وسائل المعرفة الحضارية والانسانية وبتعاليم التسامح والاعتدال والوسطية التي يحثنا عليها ديننا الإسلامي العظيم.
هذا عصر الاعلام المفتوح وعلينا أن ننتهز الفرصة لنُري العالم روحنا العظيمة ، وحداثتنا الانسانية السوية التي تعيش بيننا ، منذ اليوم الاول لبزوغ شمس الاسلام القويم، الذي علمنا أن ننفتح على العالم وأن نكون شركاء فيه ، مصداقا لقوله تعالى : (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). [سورة الحجرات:13
إن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم ، ولاينبغي علينا أن نستكين
أو أن نتحمل الضربات ولانرد ، لكن ليكن ردنا
بحجمنا الاخلاقي الضخم
وبحجمنا الانساني السوي
وبحجمنا الاسلامي والديني الذي يدعو
الى المحبة والسلام والتعارف والمعرفة.
بشجاعة واحترام للجميع
دون خوف أو مهابة
أوتفريط في ثوابتنا وقيمنا في سبيل رضى هذا او ذاك.
ذلك لأن العدوان سيبقى مستمرا على أمتنا ، ولن يتوقف إلا أن وقفنا أمام هذا العدوان السافر والمتعدد الأوجه كما ينبغي ، وذلك من خلال العودة الى الداخل لتصحيح كل خطأ مهما كان صغيرا ، ليس ليرضى علينا العالم بل لنرضى عن أنفسنا في المقام الأول، ولنستطيع الانطلاق والصعود الى ذرى المجد ، والى حيث ينبغي أن نكون بدون عوائق أيا كانت ، بقلوب مفتوحة ونوايا صادقة ، وأن نقوم بتصفير الخلافات فيما بيننا لنستطيع معا مواجهة أعداء أمتنا بقوة وثبات ومعرفة.
وإذن فالمملكة العربية السعودية ليست وحدها ولن تكون فكلنا معها ، ولن يتخاذل أو يتردد او يتراجع إلا من كان هواه ، مع الغريب المعادي وهو يضع نفسه في خانة أعداء هذه الأمة وليس في صفها مهما كانت المبررات والاعذار ، بل هو أسوأ منهم لأنه خان قومه وأمته ودينه ، بدلا من أن يقف معهم وينصرهم ويدافع عنهم وأن يقدم لهم النصح، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال في حديث رواه أنس : (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إذا كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره[1]، رواه البخاري..
وإذا نقول للقاصي والداني :
ياحماة الحرمين الشريفين
لستم وحدكم ولن تكونوا
فالأمة كلها تقف معكم.