آخر تحديث :الإثنين-16 سبتمبر 2024-01:16م


مسجد القرشي .. قبل فوات الأوان

الجمعة - 06 سبتمبر 2024 - الساعة 05:40 م

عبدالسلام فارع
بقلم: عبدالسلام فارع
- ارشيف الكاتب







تواصلا لخطبه  الهادفة والمؤثرة اتحفنا اليوم في خطبتي الجمعة  بمسجد القرشي بتعز الخطيب المتألق والواعد جدا الاستاذ جميل يحي بن يحي محذرا من فوات الاوان في عديد الجوانب الحيوية في حياتنا  وعلى النحو الأتي...
قبل فوات الأوان
على الصعيد الشخصي والصعيد العام .

أما على الصعيد الشخصي فما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين فينظر حالها عيوبها آفاتها ويرسم الخطط ليتخلص من آفات نفسه وعودتها قبل فوات الأوان ( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ )

الواحد منا لو قام يترتيب غرفته يرمي أشياء للنفايات وينظف ويمسح ويغير ويبدل .
ألا تستحق حياة الإنسان مثل هذا الجهد ؟
ألا تستحق النفس في كل مرحلة تقطعها في الحياة أن نرى ما أصابها من غنم أو غرم وأن نرجع إليها توازنها واعتدالها كلما رجتها الآزمات وهزتها صوارف الدهر.
قبل فوات الأوان 
لا تعلق بناء حياتك على أماني يلدها الغيب فإن هذا التأخير لن يعود عليك بخير (١)

لتغتنم الحاضر القريب وتقدم بعزم إلى العزيز الحميد فلا يصح الإبطاء ويد الله مبسوطة ليل نهار 
عن أبي مُوسى عَبْدِاللَّهِ بنِ قَيْسٍ الأَشْعَرِيِّ، رضِي الله عنه، عن النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: (إِن الله تَعَالَى يبْسُطُ يدهُ بِاللَّيْلِ ليتُوب مُسيءُ النَّهَارِ، وَيبْسُطُ يَدهُ بالنَّهَارِ ليَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مغْرِبِها) رواه مسلم

أخي التأخير في استدراك ما بقي من أعمارنا لنزيد رصيد أعمالنا هزيمة أمام نوازع الهوى والتفريط

قبل فوات الأوان نبهنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (اغتنم خمسا قبل خمس : حياتك قبل موتك ، وصحتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك ، وشبابك قبل هرمك ، وغناك قبل فقرك ) . رواه الحاكم والبيهقي عن ابن عباس

الشباب والصحة والغنى والفراغ والحياة خمس فرص قد تضيع بخمس غصص وقد تضيع بغصة الموت
(حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ )(100) المؤمنون
مر الأصمعي بشاب ينشدقائلا:-

ألا أيها المقصودُ في كل حاجةٍ
شكوت إليك الضر فارحم شكايتي
ألا يا رجائي أنت تكشفُ كربتي
فهب لي ذنوب يكلها وافضِ حاجتي
أتيت بأعمال قباح رديئةٍ
وما في الورى عبد جنى كجنايتي
أتحرقُني بالنار يا غايةَ المُنى
فأين رجائي ثم اين مخافتي
 فقال الأصمعي من أنت فداك نفسي قال : زين العابدين على بن الحسين بن على بن أبي طالب

قال الأصمعي : ما أشد خوفك من الله وانت من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم 
قال : يارجل إن الله أعد النار لمن عصاه ولو كان رجلاً قرشيا وأعد الجنة لمن أطاعه ولو كان عبداً حبشيا أما قرأت قول الله تعالى:-
فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ ۝ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ۝ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ۝ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ [سورة المؤمنون:

هكذا كان منطق من له نسب حقيقي برسول الله صلى الله عليه وسلم 
فلا تغني الأنساب عن الأعمال قال صلى الله عليه وسلم ( إن أولى الناس بي المتقون من كانوا وحيث كانوا)
هل يعي ذلك اليوم من جعلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ملكية خاصة لهم يحتفلون بمولده باللون الأخضر وينتهكون شرعه وسنته بكل الاشكال والألوان 

هؤلاء بلاء ومصيبة على الشعب اليمني فمليشيات الحوثي الانقلابية خطر على الأجيال تضع مصائد الضلال والغواية لأبناء الشعب عبر تسويق نفسها وصية علينا بالاحتفال بمناسبات كمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم 
ويوم الغدير  مدعية الحق الإلهي في الحكم.
فقبل فوات الأوان على الصعيد العام
يتوجب تفعيل كل أدوات النضال ليعمل كل الشرفاء على الخلاص من هذه العصابة السلالية الطائفية وعودة الأمن والاستقرار للبلاد فبقاء الحوثية خطر على الدين والقيم  خطر على الكليات الخمس حفظ الدين، النفس، العقل، النسل، والمال.