250 مليون دولار منحة فصلية ( ثلاثة أشهر ) رواتب ، طبعا هذا المبلغ حدد بالرقم من قبل الشرعية المهترئة اليمنية ، ومع هذا لا أنتظمت رواتب ولا أستقر وقود حتى لشهر واحد ، ناهيك عن عائدات المنافذ البرية والبحرية والرسوم الجمركية والضرائب وطيران اليمنية والإتصالات ومشتقات مأرب وغازها المنزلي وغيرها .
وزارة المالية هي المخولة حصريا بالصرف من تلك المنحة الفصلية 250 مليون دولار وباقي الموارد المالية المركزية المحلية ، وعلى ضوء ذلك تحرر تعزيزات وشيكات مالية ، ولكنها تتفاجئ بأن بنك عدن المركزي مفلس ولا يستطيع صرف تلك التعزيزات والشيكات ، كيف ومتى صرفت وتصرف ، بل يتم حجز الشيكات والتعزيزات المالية لعدة أشهر في جمهورية معاشيق وتصرف بطريقة إنتهازية بعيدا كل البعد عن الاولوية والمهنية .
بن مبارك حتى اللحظة لم يتخذ أي إجراءات تصحيحية فورية تحد من الاستنزاف والعبث بالمال العام بعشرات الملايين من الدولارات شهريا لجيش جرار من المسؤولين والموظفين المهاجرين ، الرافضين جملة وتفصيلا العودة إلى العاصمة عدن أو إلى أي منطقة محررة أخرى .
وزير حقيبة خدماتية مهمة أتى به شيخ قبيلته بعد تكليف من قبل شيخ سياسي ، قال له معين اجلس ونحن بنشتغل بدالك لا تهتم ، ووزير قال أنا هذه أول وظيفة عامة لي لا انا إداري ولا يحزنون ، ووزير يجري خلف الصناديق يدور بيس ليل ونهار ، وواحد متخصص تغذية وتشغيلية ، ومع كل هذا بن مبارك وكفيله غير مبالين بما يحدث لنا .
ناهيك عن تغاضي بن مبارك عن تقليص البعثاث الدبلوماسية للحد الأدنى ووقف المنح الدراسية الخارجية وتعيينات المحاصصة العبثية ، سبعة أشهر بالتمام والكمال منذ تعيين بن مبارك رئيسا للوزراء ، ولم يتغير شيء على الإطلاق على أرض الواقع بالنسبة للمواطنين بل إزداد الأمر سوء ، حتى التعديل الوزاري اليتيم اقتصر حصريا على وزارة الخارجية وبترشيح وتوجيه من الرياض ، واستثنوا الاتصالات التي توفى وزيرها رحمة الله عليه ، لن يحدثوا أي تغيير إيجابي حقيقي في المناطق المحررة المنكوبة أرض وشعب .
هبة هضبة الحضارم عرقلت التوقيع على خارطة طريق السعودية مع الحوثي ، وعلى الحضارم التمسك بهبتهم التي تعتبر منعطف مهم وخطير سيقرر مصيرهم القادم ، ولهذا شاهدنا إعلان حكومة جديدة في صنعاء وتعيين سفير إيراني جديد ردا عمليا على تعثر التوقيع على خارطة الطريق ، أما نحن في المناطق المحررة المنكوبة ، ابتلينا بقيادات منبطحة مرهونة لا تستطيع أن تتخذ أي قرارات تخدم مصالح الشعب أو تحد من معاناته المستمرة ، التي وصلت الى مرحلة أشد خطورة من المرحلة السابقة من فقر وجوع وفشل وفساد .