آخر تحديث :الخميس-19 سبتمبر 2024-07:07م


مؤشر خطير!

الإثنين - 02 سبتمبر 2024 - الساعة 12:09 م

احمد الامين
بقلم: احمد الامين
- ارشيف الكاتب


اطلعت على نتائج امتحان قبول كليات الطب في ٤ جامعات، في الحقيقة يوجد طلاب نوابغ وأصحاب مواهب ويستحقون النجاح عن جدارة واجتهاد ويعشقون الدراسة وبأمثالهم تُبنى الأوطان، لكن بالمقابل لاحظت كارثة أصابت التعليم والشعب عنها إما غافل أو متغافل، تخيل أنك تجد طلابا لديهم ٩٩ ٪ والبعض ١٠٠٪ في نتيجة الثانوية العامة، وفي القبول ٢٥٪ أو ٣٠٪ وإذا نجح ينجح بالمعدل الأدنى، هل تخيلتم حجم الكارثة؟ مع العلم أن نتيجة الثانوية العامة في المنهج كاملا بينما نتيجة القبول تجدها في مواد محددة هي الفيزياء والكيمياء والأحياء والإنجليزي فقط!
ليس بالضرورة أن نتيجتك تحدد لك تخصصك، أين هي الرغبة إذن؟

أيها الآباء والأمهات الأفاضل
الدراسة ليست كلها طب وعلوم صحية.. يوجد هندسة وحقوق وتخصصات إدارية وتقنية وتربوية، لقد أصبح التنافس حول كليات الطب بشكل غير معقول، في سنة واحدة تقدم للقبول في كلية الطب في جامعة حكومية واحدة حوالي ٥ آلاف طالب وطالبة!
ومن الطلاب من يعيد الكرّة ٣ مرات بسبب عدم قدرته على تجاوز عقبة القبول، الطموح مكفول لكل طالب وطالبة ومن حقه أن يطمح أن يصبح طبيبًا أو مهندسًا أو عالم جينات أو رائد فضاء ولكن رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه..
تجد الشعب يفرح بنتيجة درجات الثانوية العامة - وهذا من حق كل مجتهد ومتفوق طبعًا - لكن كيف يحتفل بها مَن يعلم أنها جاءت من الغش ويريد بها أن يصبح طبيبًا يموت المريض على يديه!
تعاني الكليات الأخرى - غير الطبية - من قلة عدد الطلاب ومنها كليات كان التنافس فيها شديدا، بل بعض الكليات أغلقت فيها بعض الأقسام وخصوصا كليات التربية في عدة جامعات حكومية، وأصبح إقبال الطلبة ضعيفا وأغلب الملتحقين من الطالبات، لدرجة أن يخرج مسؤول في إحدى الجامعات يطالب وزارة التربية والتعليم أن تعلن نتائج الثانوية بشكل مستعجل من أجل أن يلتحق طلاب نفس السنة بالجامعة بسبب شحة الطلاب الملتحقين.. وهذه أيضًا بدعة في الوسط التعليمي، ألم يكن على الطالب الانتظار سنة قبل الالتحاق بالجامعة؟ غير منطقي أن تعلن النتيجة بتاريخ ٨ من شهر سبتمبر مثلا ويلتحق الطالب بالجامعة بتاريخ ١٠ من الشهر نفسه! طبعًا هذا الأمر بدأته الجامعات الخاصة وبدلا من ضبطها لحقت بها الجامعات الحكومية..!
إذا تحدثت عن هذا الأمر يُقال لك أصلا وضع البلاد هكذا، والراتب بالريال السعودي في التشكيلات العسكرية الجديدة لعب دورا كبيرا في صرف الطلبة عن الدراسة الجامعية خصوصا وأن رواتب الوظائف الحكومية متدنية جدا جدا ووضع الموظف الحكومي سيء للغاية، وأصبح راتب عسكري مستجد أكثر من راتب عسكري قديم برتبة عميد بل أكثر من راتب دكتور جامعي.
لهذا أصبح أغلب الدارسين في الجامعات من الإناث ولربما لو فتحوا مجالا لعسكرة الإناث لأصبحت الكليات خاوية..
لقد نجحوا في عسكرة الحياة على حساب التعليم يا صديقي!

#خيرة_الله