عجبت من أرض زاد فساد العابثين بها علنا, و دنست ايديهم كل ما هو جميل فيها, وتصدرت اخبارهم المشهد الزمني, وتغيرت احوالهم من حال الى حال, وتفتحت امامهم ابواب الثراء دون مشقة,,
و عجبت من امر رعيه كانت لهم, طالتهم أيادي البطش والفساد, ولم يجدوا من محصولهم شيء وقت الحصاد, فاصبحوا يعانون من ظلم من تولى أمرهم دون سواه, ورغم ذلك لم ينكسروا بل ظلوا مؤمنين شاكرين صابرين محتسبين العوض ممن خلقهم بتسهيل رزقهم,,
فيا لها من ثورات جعلت من رجال الدولة يحتضنو السماء بالطائرات ومن مؤتمر لمؤتمر يحملوا قضية شعب ويمطرونا بصفحات ولقاءات ثم يرسلوا صورهم بأفخم الملابس والعطورات مع تقرير أخباري يقر بانه قد تم مناقشة العلاقات الثنائية بين الطرفين ويأكدوا لنا وقوفهم مع شعبهم العظيم,
ويا لها من معاناة اختزلت قيمة الأنسان ليبقى فوق براميل القمامة منذ الصباح الباكر. وحتى المساء, ليس فردا او افراد بعينهم, وانما مئات الأشخاص وهم يتسابقون على مكب النفايات لكي يبحثون عما يسدون به رمق جوع اولادهم,, ومن لم يجد ضالته هناك , يلجأ الى جمع مخلفات البلاستيك وبقايا الخردوات ليبيعها ويحصل مقابل ما يتقاضاه من مبلغ بسيط على قيمة رغيف خبز,, لتستمر الحكاية معهم والمغامرة تلو الأخرى يوما بعد يوم ,, حتى وصل بهم الحال الى حد تقديس البراميل كونه ملاذهم الآمن والوحيد بعد الله سبحانه وتعالى في غياب الدوله وضياع الحقوق
ولأجل تلك المعاناة التي ارهقت ونالت من افراد الطبقة السفلى دون ان تكون هناك معالجات لمعاناتهم على مدار سنوات وسنوات وتلبيه لأحتياجاتهم فقد وصل بنا الحال ان نقول باننا :
كرهنا الثورات و الحريات. وكذلك الاوطان..
كرهنا الشمال وجعلونا نكره الجنوب ايضا,,
كرهنا الأحزاب والمجالس..وكرهنا الملوك وأباطرة الثراء وعواصف الربيع والاغاثه ومدنهم التي تعانق السماء..
كرهنا تلك التفاهات التي جعلت من ذلك المواطن ليبقى فوق براميل القمامة رافعا علم الوطن..
وعجبنا لبلطجة طوقت حياتنا وكأن لا بديل للناس الا الفناء أو الفناء
وزادت شراهتنا بالكره شواذا لمن يفرضو على الناس البقاء في العراء بلا دوله ولا أفق ولا حلول ولا مراجعات انسانيه.. و يختنقون في كرب عظيم, و تدكهم وتسحقهم حروب متتاليه وتمنع عنهم قطمة رز او سكر ويطمحون في رغيف وستر لا اكثر, ,,
فحق لنا ان نتعجب و نكره
ذلك الابتذال الذي ودع الدين والعقل و الرجوله والمشاعر والضمير , ولم يشاهدوا او يقدموا شيء سوى قصيدة يتداولوها منذ ألف عام :(( انتم شعب عظيم,, انتم شعب صامد...))
وهم ايضا ملوك في عروشهم العظيمه صامدون منذ ألف عام..
اخيرا,,,,,
الى شياطين الأنس من الفسده والعابثين, الآكلين لحقوق المستضعفين , والمتلذوون بمعاناة البائسين,,,
أعتبروا من تلك المقولة, , لو دامت لغيركم ما وصلت اليكم,,,,,
والله من وراء القصد ....