قبل أن أستهل وأكتب هذا المقال رسالة الى الوالي ، كان لابد مني أن أذكر الاستاذ نجيب يابلي يرحمه الله ، أستاذي ومعلمي الكاتب الفذ الذي يكتب من نبض الشارع و من أواسط الناس المهمومه ومن معاناة الناس المظلومين والمهضومين حقوقهم ، انه فارس الكلمه والقلم الحر ، الانسان البسيط المتواضع ، و الذي دائما ماكان يستهل عموده الاسبوعي في الصحيفة بهذه العبارة استوقفتني أمرأة تقول تعبنا من الشكوى يابن اليابلي .. أو حدثني رجل مظلوم .. وهكذا كان الاستاذ نجيب يابلي ينشر معاناة الناس البسيطه المطحونة ويتفاعل معها بصدق ويوصل صوتها الى المسؤولين .
ذلك مادعاني الى كتابة هذه الرسالة ، وكأنني أقف انا التلميذ امام هذا الهرم الشامخ في فضاء الاعلام ، ذلك بعد ان استوقفني في احدى شوارع عدن رجل ستيني العمر ، وبعد ان عرفني بنفسه أنه زميل دراسة قبل ثلاثون عاما مضت ، الا ان الا يام فرقتنا ، قال يا أخي بما انك تكتب في الصحف لوسمحت لي طلب ورجاء واحد منك ، أن توصل صوتنا وما لحق بنا من ظلم ومعاناة الى المسؤولين ، قال أنا من الذين سرحوا من العمل بعد ٩٤م من الذين قالوا لهم اجلس في البيت وقررت الحكومه حينها ، أحالتنا الى التقاعد المبكر بعد خدمه خمسه وعشرين سنه مع الحكومه ، ومعاشي الان خمسة واربعين الف ريال يمني لايسوى شئ أمام هذا الغلاء الفاحش من ارتفاع الأسعار، بل لا يكفي قوت يومين من الشهر ، قلت له فعلا أنها الحرب هي من اوصلت الناس الى هذه المعاناة وأيضا ارتفاع قيمه الدولار ، التفت الي صارخا لا يا أخي ليس هذا السبب الذي اوصلنا الى هذه الحالة ، بل الفساد نعم الفساد يا أخي ، صدر قرار رئاسي في ٢٠١٤م بتسوية أوضاعانا نحن المبعدين من الخدمه ، ولكن لاحياة لمن تنادي تشكل لجان ثم لجان ونحن نعاني ، ثم تلاه تسويه من أدارة الهيئة للتأمينات وصرفالمعاشات في عدن ، للذين ظلموا في التسويات الاستراجيه التي أقرتها الحكومه ، وطلبوا منا تقديم طلب تظلم من كل متقاعد ، وحصل ذلك ونزلت الاسماء بالمستحقين ، وانتظرنا منهم أن يسوا معاشاتنا، ولكن حدث العكس عملوا على تسويه لمن لهم ظهر ومن هم محسوبين على الإدارة فقط، بينما غالبية المسحوقين أمثالنا من المتقاعدين الذين أستحقوا التسوية ، لم تتم لهم التسويه الا أذا دفعت لهم رشوة مائة الف ريال يمني أو تكون من المحسوبين لمسؤلي الهيئة ، انه الفساد من القائمين في أدارة الهيئة ، فطلب مني الرجل بأمانه أن اوصل رسالته وان يسمعها المسؤولين في الهيئة العامه للتأمينات وصرف المعاشات وزير الخدمه المدنيه والعمل ألدكتور عبد الناصر الوالي ، ذلك ماحصل بيني وبين هذا الرجل .
لا شك ان الامر فيه من المعاناة الكبيرة والصعبة على هولاء المتقاعدين ، ولايمكن للمتقاعد الذي يحصل خمسة أربعون الف ريال يمني ، أن يكون معاشا للعيش بل لا يستطيع أن يشتري به شوال رز ، نأسف لما يعانيه هولاء المتقاعدين خاصة الذين سرحوا من وظائفهم ظلما وجورا من العمل ، هم الان أكثر الناس فقرا ومعاناة قاسيه ، هم من وصلوا الى عمر لم يستطيعوا العمل فيه ، فتجدهم جالسين في المقاهي يحكون عن معاناتهم وما تعرضوا له من ظلم في هضم حقوقهم ، وانا هنا أوجه رسالتي الى الوزير الدكتور عبدالناصر الوالي وزير العمل والخدمه المدنيه والى مدير الهيئة العامه للتأمينات وصرف معاشات المتقاعدين ، أن ينظروا الى معاناة هولاء المتقاعدين والى معاشاتهم الزهيدة ، والى متى سيظلون يشكون وضعهم، وهل من مجيب لشكوى هولاء المظلومين المهضومة حقوقهم .