آخر تحديث :الخميس-12 سبتمبر 2024-10:26ص


رسالة أستاذ جامعي لتلاميذه.. ارحموا أستاذكم

الثلاثاء - 20 أغسطس 2024 - الساعة 01:10 ص

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


منذ العام 97 وأنا في سلك التعليم، فقد درست كل المراحل الدراسية الأساسية والثانوية والجامعية، ووقفت مدرسًا في جميع الصفوف، فقد تشرفت بتدريس الصف الأول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع، وفي الثانوية العامة درست الأول ثانوي والثاني ثانوي والثالث ثانوي، وفي الجامعة درست كل المستويات الدراسية المستوى الأول والثاني والثالث والرابع، وأصبحت أفاخر بأساتذة زملاء لي، كانوا يومًا من الأيام طلابي، وهذه من أفضل النعم التي من الله بها علينا، على الرغم أنني أصبحت أشفق عليهم من المكانة التي وصلوا إليها في حقل التعليم.

رسالتي التي أتقدم بها هي لتلاميذي الذين أصبحوا اليوم في مناصب قيادية في الحزام الأمني أو العمالقة أو درع الوطن أو حراس الجمهورية، أقول لهم فيها: أريدكم أن تبحثوا لي عن عمل في أحد هذه المكونات العسكرية، كاتب أو صراف، أو في التوجيه المعنوي، أو في أي تبة من التباب أو سائق طقم أو مصفحة، ولا أريد أن أقول لكم: إن أحد الأساتذة قال لي: يا أخي يسجلونا معهم حتى مترس، فقد أهين المعلمون وأساتذة الجامعة، وأصبحت رواتبنا لا تكفي لأسبوع بل ربما لا تكفي ليوم واحد في ظل هذا الغلاء الفاحش، فهل تعلمون أن بعض المعلمين يتسلمون راتبًا لا يتجاوز الخمسين ألف ريال؟

طلابي الأعزاء ارحموا أساتذتكم ومعلميكم والمعذرة أن أضعنا سنوات غالية من أعماركم في الجلوس على كراسي الدرس، وفي المذاكرة وكتابة الواجبات، ولا شك أن هذا قد ولَّد عندكم حسرة وندمًا على تلك السنوات التي قضيتموها في متابعة نصائحنا لكم، وربما ولَّد عندكم بغضًا لنا.

طلابي الأعزاء: لقد أصبح المعلم والأستاذ الجامعي لا يفرق عن مكتب أو كرسي أو ديكور في غرفة الوزير أو المسؤول بالنسبة للقائمين على التعليم في هذا الوطن الذي لم يقدر المعلم ولم يعط أستاذ الجامعة حقه ومكانته في المجتمع، لهذا توجهت إليكم، لعلكم تشفقون على أساتذتكم ومعلميكم وتشفعون لهم عند قياداتكم ليضمونا لأحد هذه المكونات العسكرية، لنحفظ أنفسنا من البهذلة والذل والضياع في سنواتنا الأخيرة.

طلابي الأعزاء: أعتذر أن أدوشتكم في رسالتي هذه، فلربما يقول قائل منكم: هذا أدوشنا في قاعة الدرس، واليوم يدوشنا برسالته، فالمعذرة منكم، وتقبلوا فائق الأحترام.