آخر تحديث :الخميس-12 سبتمبر 2024-10:26ص


حينما تصبح الانتهازية سبيلاً لحصاد المصالح وتقية أخرى

الإثنين - 19 أغسطس 2024 - الساعة 10:01 م

نجيب الكمالي
بقلم: نجيب الكمالي
- ارشيف الكاتب



هناك حكمة قديمة تقول :
بأن لا جديد تحت الشمس
لا جديد !! ..
مجرد اختلاف في الأساليب و طريقة العرض .. الحب الذي نقرأ عليه في قصص الفراعنه هو نفس الحب في قصص بلزاك سيمون دي بوفوار كل شيء ماهو الا توليفة من الأفكار القديمة ولكنه على نمط جديد آخر ولا شيء غير ذلك !! ..
المجتمع تطور و لكنه كان تطورًا في الشكل ..
أما الإنسان فقد ظل هو نفس الإنسان ..
إنسان الغابة استبدل مخالبه بمخالب أخرى أنيقة مدهونة بالمانيكير .. كان في البداية يقتل أخاه بقطعة حجر .. ثم اكتفى بأن يمتلكه و يبيعه كرقيق .. ثم اكتفى بأن يسرق خبزه .. ثم ظهرت دول استعمارية خطتها أن تسرق أرضه و تستولي عليها .. ثم ظهر استعمار آخر من نوع مذهبي هدفه الاستيلاء على حريته و عقله و تفكيره ..
مجرد اختلاف في الأساليب و الحيل و التبريرات ..أساليب اجتمعت فيها الانتهازية والتقية
و لكن المشكلة والغريب في الأمر أن الذين ركبوا موجة الشرعية بعد انقلاب الحوثي وكانوا في صنعاء في أدني المستويات الوظيفية مع نقل مراكز المؤسسات الحكومية إلى عدن تجدهم مدراء عموم يتقاضون ربع المليون ايجار منزل وثلاثمائة وخمسين الف حافزا شهريا إضافة الى راتبهم الشهري يمتلكون مخالب حتى اليوم ..!!
حقيقة أن هؤلاء يحملون نفس الابعاد والمسارات المختلفة المتصاعدة التي اتخذتها نفس الجريمة المرتكبة في الجنوب منذ اجتياحه في حرب صيف 1994 من حيث طبيعة الافعال المرتكبة للقضاء على كوادر الجنوب واعتبارهم معوقات جوهرية لمشروعهم العنصري الانتهازي الجهوي والغرابة في الأمر أن المندسين في صفوف الشرعية من أبناء المناطق الشمالية والذين رحبت فيهم عدن ما زالوا يحاولون أن يمارسوا ما اقترفه اباءهم بحق الجنوبيين من ظلم واستيلاء وتهميش وتسريح للجيش والأمن وتسريح الكوادر الجنوبية ورفضهم حق الجنوبيين في المشاركة بالوظائف الحكومية في الأجهزة والمؤسسات الحكومية التي تم نقلها من صنعاء وكأن هذه المؤسسات جاءت مخصخصة من صنعاء ولا يحق لغيرهم العمل حتى الحصول على أدنى الوظائف ..!!
ما هو حاصل اليوم في اجتماع مجلس مديري مؤسسة التأمينات عدن ممثلا برفض مدير عام الاشتراكات ومدير عام العلاقات في المؤسسه قرار القائم بأعمال رئيس المؤسسة بتعيين سكرتير رئيس مجلس الإدارة مقررا لمجلس المديرين وفي نفس اليوم يرفض مدير عام العلاقات تعيين مساعد مدير عام له بقرار تم تعيينه من رئيس المؤسسة العامة .
هذا السلوك يبعث على حالة التعجب من هذا السلوك وكأنه أصبح مالكا لأسلوب الرفض لمجرد الرفض أو لأمور لا يعرف باطنها من نوايا الرؤية السابقة الفوقية التي كان يتصف بها انتهازيو ما بعد ٩٤ م المشؤومة من حيث التسلط والاستحواذ على مرافق عمل الجنوب وكذا ايرادها وخيراتها برها وبحرها وجوها.
غالبا تكون خاصية التسلط والاستعلاء وعقدة النرجسية الفوقية حالة مرضية في الشخصيات الانتهازية التي ممكن تركب أي قطار يوصلها إلى ما تريد من نوايا انتهازية وتتستر عن هذه النوايا الخبيثة بأساليب التقية التي تكاد تكون عاملا مشتركا بينها وبين الخبث العبثي الحوثي العابث والمعربد والمخرب لبلادنا ، ولكن مع ذلك تأبى إرادة الله وكذا حالة انكشاف النوايا في السلوكيات التي تكشف هذا الخبث في رفض ترتيب العمل التنظيمي في إدارة او مؤسسة ما أو رفض تعيين وتوظيف اشخاص يحمل الحقد ولو تنكر بثياب التوافقي والصالح أمام الآخرين والجهات السيادية ليصل إلى المنصب الذي يريده او المركز الذي ممكن أن ينفذ عبثه الإداري أو الانتهازي المصلحي الذاتي الأناني الضيق.
مثل هذه الشخصيات الانتهازية تظل مستعدة لركوب أي قطار وإن تنكرت بأي لبوس والأمثلة الواقعية كثيرة.. وتلك هي صفة الانتهازيين الذين ليس لهم مبدأ ولا قيم غير التنكر وتغيير الجلود وفقا لأي مصلحة وغرض هم اولئك الحرباويون العابثون الراكبون قطار المصالح لا غير .