آخر تحديث :الخميس-12 سبتمبر 2024-10:26ص


معركة الدجاج ومسالخ صنعاء, من المسؤول؟

الإثنين - 19 أغسطس 2024 - الساعة 08:22 م

عبدالفتاح الحكيمي
بقلم: عبدالفتاح الحكيمي
- ارشيف الكاتب


في شهر رمضان الماضي احتدمت معركة الدجاج الأسطورية العظمى.
كان ألطرف الأول فيها الذي وجه الضربة الأولى تحت الحزام أصحاب حظائر ومنتجي الدجاج البلدي ضد الطرف الثاني الذي تفاجأ بالمعركة دون مقدمات, وهم مستوردوا الدجاج المجمد الفرنسي والبرازيلي.
إدعى الطرف الأول بصلف إن الدجاج المستورد محقون بفيروس خطير وقاتل يقضي على الناس خلال يومين.

معركة مصيرية إحتاجت إلى دعاية مضادة بهذا الحجم الذي تتكشف فيه أخلاقيات أصحاب التجارة والأموال.

وبدلاً من تخيفضهم قيمة الدجاج البلدي الذي رفعوا سعره بذريعة الضرائب الجديدة أشعلوا مواقع التواصل الإجتماعي بالملصقات التحذيرية بين دقيقة وأخرى( إنتبهوا فيروس خطير منتشر في الدجاج المجمد) والناس لا تكترث بالموت من أي شيء أكثر من ساطور الأسعار التي تذبحها, حتى أصبحت وجبة دجاج ولو مجمد حلم غالبية الناس.
واتضح أنهم أصابوا الدجاج المجمد بالعين الذي سرعان ما ارتفع سعره أيضاً بسبب تحول الطلب إليه وتنبهت الضرائب لزيادة السعر إلى الدرجة التي أصبح معها المواطن المحظوظ الذي كان يشتري الدجاجة مرة في الأسبوع لا هو من أصحاب البلدي ولا من أهل المجمد.

والسعيد هذه الأيام من ذوي الدخل المعقول وليس الفقراء والمفقرين هم هواة الدقة(أللحم المفروم) الرخيصة بمقاييس القادرين, ولو مرة في الأسبوع فقط.

ولإن الإنتقال إلى عالم الدقة لا يخلو من منغصات زيادة 40% مؤخراً بمزاعم انهيار الريال, فلم تكتمل الفرحة لإن جودة منتجات اللحم المفروم المستورد غنمي وبقري تغيرت إلا من زيادة المواد الحافظة الطاغية على الطعم الحقيقي المعدوم.

أما الدقة اليمني(ألصنعاني) من مسالخ دار سلم رغم سمتعها الجيدة قبل أشهر ونوعها المقبول نسبياً, تلقيت شكاوى عديدة حولها إضطرني لمعاينتها في الأسواق من جديد حتى لا نرجم بالغيب, والنتيجة مؤسفة.
والحق يقال نحتاج إلى تفعيل وزارة ومكاتب التموين والتجارة والصناعة والبلدية والصحة في صنعاء وعدن لقنوات الضبط ومراقبة الجودة أثناء الإنتاج وبعده لحماية المستهلكين من أضرار مشتقات اللحوم بعد ظهور روائح غير مستحبة ومؤذية وضارة بمقاييس ومواصفات سلامة الغذاء البشري في منتجات الدقة بمسالخ دار سلم-صنعاء التي توزع إلى مناطق عديدة بعبوات بلاستيكية تخلو من أرقام هواتف شكاوى المستهلكين.

وجدت الأسبوع الماضي في ثلاثة محلات بعدن نوعاً من اللحم المفروم (ألدقة) محلي الإنتاج بصنعاء يمكن تمييز محتواه التالف فقط من ما يتركه ملامسة الغلاف الخارجي من أثر عفونة على اليد رغم صلابة التجميد أو بحاسة الشم ..

أما المحتوى المتعفن فحدث ولا حرج, تسمم وطوارئ وإسعافات إذا لم تتنبه ربات البيوت للرائحة.

وأحدهم تسلم البضاعة قبل 24 ساعة فقط, وكل يرمي بالمسؤولية على الآخر بضمائر ميتة.

ولا يكفي التغليف الأنيق لمنتجات اللحم المفروم( الدقة) دون فحص صلاحية المنتجات قبل تعبئتها وبعد التوزيع, وفرض رقابة مندوبين على ذلك.
فهذا غذاء للبشر لا يحتمل الإستهانة بصحتهم وأرواحهم وتوظيف من هب ودب في المعامل من غير الفنيين المتخصصين وأصحاب الضمائر الحية لا التي شبعت موتاً.

*من هنا المشكلة*

والمسافة الطويلة الشاقة التي تقطعها سيارات ثلاجات اللحم المفروم من صنعاء إلى الحديدة أو إب وتعز وإلى عدن(أكثر من يوم) وتفتيش النقاط العسكرية الكثيرة عدا مدى صلاحية اللحوم للإستهلاك الآدمي قبل تعبئتها وطرق الخزن والحفظ السليمة وثقافة ووعي السائقين بأهمية الزمن وسلامة محتوى الثلاجات, كل ذلك من أسباب ما حدث لبعض الدفعات.

فما يكاد المقتدرون يفرحون بمنتج متواضع أرخص وبديل للدواجن والأسماك واللحوم يضيع ذلك في أجواء المنافسات التجارية المحمومة التي لا ترحم أو يحترم أصحابها جسامة النشاط التجاري الذي يمارسونه وآهليتهم للوفاء بشروطه وأخلاقياته.

وكما غادر الدجاج البلدي وحتى المجمد والأسماك معظم موائد اليمنيين إلا في النادر لا يحتاج منتجوا الدواجن الدعاية ضد خصومهم, كما أنه لا الدقة الخارجي المستوردة ولا المنتجة محلياً ستصمد بفعل موجة الغلاء الفاحش وانهيارات العملة وجفاف القدرة الشرائية لشعب بدأ تسول طعامه وغذائه من وقت طويل..
وسننتظر ما ستفعله وزارات وإدارات وأجهزة صنعاء وعدن المختصة حول ما أثير أعلاه..
إنا لمنتظرون.