في أي نكسة تُمنى بها الشرعية بعد نكبة 21سبتمبر وصولا إلى نكسة صراع الرئاسة على العمارة في كريتر الاسبوع الماضي لانحتاج لفلسفتها أو لننثر عليه كما هائلا من الغرابة والعجب،فالبدايات دوما تحدد النهايات سلفا،ومع وضوح السقوط في البدايات والفشل في المخرجات تظل أمةٌ من الناس يُجمِلون البدايات ويتباهون بالمخرجات بل ويبشرون بمستقبل حافل بالمنجزات.
لم تسقط عمران ولم يسقط احد ألوية الجمهورية العسكرية 310مدرع وإنما أُسلِم الجميع مع الشهيد القشيبي للنهب والقتل والسلب،ولم تسقط صنعاء ولا الدولة ولا النظام الجمهوري ولا كل اشكال الحياة(السياسية، الاجتماعية، الفكرية،... الخ) وإنما وُضِع كل ذلك في جعبة الحوثيين واعتُمِد ذلك بمرسوم اتفاق السلم والشراكة.
لم يكن الحوار الوطني قبل ذلك إلا ملها نهاريا ولونا من الوان اللعب واللهو في حين كان جزءٌ من الحوثيين قد حصلوا على 35مقعدا وهو عدد لايرقى ولايعبر عن اي حجم لهم في مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية او حتى على المستوى الجغرافي او البشري يلهو ويلعب ذلك العدد مع بقية المشاركين في موفمبيك فيما كان سوادهم الأخضر و مسلحوهم وحليفهم يستلمون الدولة والقبيلة ويُعدمون رموزهما.
في تلك الحقبة كانت الشرعية تتلقى الصفعات و الطعنات ولسان حال رئيسها: كيف يفلح قومٌ خضّبوا وجه رئيسهم وهو يُسَلِمهم الدولة ومقاليد الحكم!!
راسٌ واحد كانت تحمله كتف الشرعية تتوقى وتتلقى به الضربات وتُطاطئ به للإملاءات والإشتراطات وأحيانا تخلد به للنوم حتى تمرر بعض القرارات والصفقات، في السابع من ابريل 2022م تم قطع ذلك الرأس (الشرعي) والاوحد للشرعية وتم وضع ثمانية رؤوس بديلا عنه تم وضعها على كتف وجسد هزيل ومنهك لم يحتمل رأسا واحدا وأنّى له ان يحتمل ثمانية؟
رؤوس ثمانية لاتجتمع إلا على كشف مالي واحد وماعدى ذلك فهي غير متجانسة تختلف في كل شيء وكل رأس له وِجهته وافضلها رأسٌ يجيد الصمت على كل الإخفاقات والفشل.
رؤوسٌ ثمانية يجمعها كلها او بعضها (الزومّ) في اغلب الجلسات وإن دل ذلك فإنما يدل على حجم الهوة والفجوة بينها والتحكم الخارجي فيها ،يتناطح بعضها على افتتاح شقة أو اغلاقها فيما دولة وسيادة تُرفس وتُمزق ولا يتحرك رأسٌ من تلك الرؤوس.
ثمانية رؤوس تُدفَعُ للتزاحم على من يبقى على كتف الشرعية متفردا فيما الحقيقة انّ جميعها ينتظِر واضِعها يناعها ليقوم بقطفها وليضع بدلا عنها رأسا او أكثر تحمل هَمّ تحقيق أطماعه وتلبية رغباته.