آخر تحديث :الأربعاء-30 أكتوبر 2024-10:15م

صراع الشرعية في ميفعة

الإثنين - 19 أغسطس 2024 - الساعة 03:04 م
المحامي صالح عبدالله باحتيلي

بقلم: المحامي صالح عبدالله باحتيلي
- ارشيف الكاتب


في مرحلة مليئة بالتحديات والأزمات المتلاحقة، يجد المجتمع نفسه تتجاذب الأطراف المتسلطة المتصارعة، فتشتت جهوده التي تسير باتجاه التضامن والتركيز على ما هو أهم، وتوجه طاقاته نحو الانشغال بالصراعات الجانبية والتنافس على السلطة لخدمة اطراف لا يعنيهم الجنوب. ومع هذا وذاك، هناك من يقول انه ليس الوقت المناسب، و في الحقيقة فان الوضع الحالي يعكس حالة الضعف الذي يمر بها قادة المجلس الانتقالي هنا وهناك، أولئك الذين يحملون ازدواجية في الولاء، إحداها كداعمين لتلك الرغبات المتصادمة التي تدور في فلك الشرعية.

في مثل هذه الظروف، تعد تلك الاحداث مضيعة للوقت والجهد وتشتيت للقضية الجنوبية. إن الانشغال بالمنافسة على السلطة والنفوذ في ظل هذه الظروف الصعبة لا يؤدي إلا إلى تشتيت الجهود وإضعاف القدرة على مواجهة التحديات الحقيقية التي تحاك ضد القضية الجنوبية، والاغرب من ذلك ان داعمي تلك الاطراف هم شخصيات محسوبة على الانتقالي.

إن تحقيق اصطفاف جنوبي حقيقي واحراز تقدم في كل المجالات ، لا يتأتى إلا من خلال وجود قيادات اكثر وعيا وفهما لمهامهم وخط سيرهم بعيدا عن الازدواجية والمناطقية، وأن يكون همهم الجنوب أولا وأخيرا، يضعون المصلحة العامة فوق المصالح الشخصية أو الحزبية، او القبلية والتخلي عن دعم صراعات السلطة، خدمة للجنوب.

عندما يتذكر المجتمع أن الوقت الحالي يتطلب منه التركيز على ما هو مهم حقًا. بدلاً من الانشغال بالصراعات التي تغذيها السلطة، فانه سيكون حتما اكثر تركيزا على بناء مجتمع أكثر عدلاً واستدامة، وقادرا على حل الأزمات العابرة. إن التفكير بالمستقبل يعتمد على قدرة المجتمع على التكاتف والعمل معًا لصالح قيام دولة الجنوب، وليس على مقدار السلطة التي نحصل عليها. و دفع تلك الخلافات جانبًا، والتركيز على السير في اتجاه واحد هو قيام الدولة الجنوبية.