آخر تحديث :الخميس-12 سبتمبر 2024-10:26ص


تأسيس مرجعية تقليدية لإدارة أزمات المجتمع في محافظة حضرموت

الإثنين - 19 أغسطس 2024 - الساعة 01:59 م

مبارك باشحري
بقلم: مبارك باشحري
- ارشيف الكاتب


حديثنا حصريا عن ما يدور في حضرموت وقبل أن نلج في صلب الموضوع حديثا يفرض أهمية الحديث بموضوعيته أن نوجز للقارئ الكريم أن معضلة صراع القوي الإجتماعية في اليمن وحضرموت مثالا يكمن أن النظم والقوي السياسية السابقة وبعضها مازال متواجدا في واقعنا الحاضر إستندت علي قوي إجتماعية معينة من حيث العول عليها بشكل مرئي واضح فضلا كونها لاتنتمي للقوي الإجتماعية التأريخية لجهة ما أو محافظة ما بالتسميات الحاضرة سواء من ذات المحافظة أو منقولة من خارجهاعلي وفق حجة الخصوم فنتج عن ذلك من ناحية تهميش القوي الإجتماعية التأريخية ومن ناحية ثانية أبطل مفهوم الزعم بالحداثة والمدنية بمبشراتها وإنماجعلها في الحقيقة الموضوعية تعد إنعكاس إصراري لثقافة الغزو القبلي السبأئي الحميري إجترارا للماضي السحيق وإستاتيكية واضحة خلت من التبرير الموضوعي ليس إلا. ولذا بدءا من ولادة الجمهورية اليمنية بدأت القوي الإجتماعية التأريخية وغالبا في كل محافظة تلتقط أنفاسها بغية إستعادة أمجادها وقد إرتكنت في صفحات الكتب والمصادر ردحا طويلا من الزمن أوصلت كثيرا من جمهرة المثقفين إلي الإعتقاد الجازم بإستحالة البعث وعبثية الطرح وقد كان أول من تجرأ علي لفت إنتباه تلك المرجعيات التأريخية لإستعادة تلك الأمجاد وإن تساهلنا في القول فقلنا وفقا علي زعمها هو المرحوم بإذنه تعالي الكاتب والمؤرخ سالم فرج مفلح من أبناء الديس الشرقية شرق حضرموت حين أصدر كتابه الأول مشروع رؤية في زمن مبكر نوعا ما من عام ٢٠٠٣م يحمل عنوان حضرموت بين الأباظية والمعتزلة لمدة زمنية هي سبعة قرون ميلادية أي من العاشر الميلادي إلي نهايات القرن السابع عشر الميلادي بمطلع القرن الثامن عشر الميلادي. وقبل وفاته بسنتين أصدر كتابه الثاني في عام ٢٠١٨م بعنوانه التزوير وإستلاب الهوية والجديد فيه تمديد الفترة الزمنية لتشمل الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين والبدايات الأولي من القرن الميلادي العشرين. وقد أسهب وجادل وإجتهد بأسلوبه الأدبي الرائع ليثبت للقارئ تلك الأسر والقبائل التي كانت أصولهم تحكم مناطق حضرموت وجهاتها وللعوامل السياسة الخارجية إلإقليمية والدولية بخصوص الشأن اليمني وبجانبها الرؤية التقليدية في كيفية إستعادة الدولة الجنوبية تلك السابقة في الوجود بجانب الأحوال المعيشية للمجتمع الحضرمي وفقا للنظام السوقي الحر الذي يخلو من التخطيط المركزي. كل ذلك ساعد في تقوية القوي التقليدية في ظل ظروف جيوسياسية صرفت المعنيين بالشأن السياسي أن يتصدروا المشهد فضلا لم تعد الثورة بمفهومها القانوني الفلسفي حاضرة في قاموس السياسيين الحاضرين بقدر الإستعاضة عنها بتفعيل مفهوم مصطلح الإصلاحات revolate علي بساط الواقع إن صدقوا في ذلك وفقا للظروف وقناعة أصحاب القرار من عدمها. من هنا أصبحت الساحة في حضرموت لخلوها مهيأة للقوي التقليدية أن تخوض غمار إثبات الذات من عدمها كمرجعية تقليدية بإلتفاف الجماهير حولها لإيجاد حلول مقبولة بحلحلة أوضاعهم المعيشية وإن حسبت ترقيعية مؤقتة ليس إلا وإن غدا ناظره لقريب والله من وراء القصد