آخر تحديث :الأربعاء-23 أكتوبر 2024-11:29ص

لا تعطي أيامك سوى من يثمنها

الأحد - 18 أغسطس 2024 - الساعة 05:25 م
هزاع العمري

بقلم: هزاع العمري
- ارشيف الكاتب




في عالم يضج بالضغوطات والالتزامات، يتعين علينا أن نعي قيمة الأيام التي نعيشها. إن الوقت هو واحد من أغلى الموارد التي تمتلكها، وهو عنصر لا يمكن تعويضه. لذا، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: من يستحق أن نمنح له جزءًا من هذا الوقت الذي يعد أثمن ما لدينا؟

إن إعطاء وقتك لشخص ما يعني أن تمنحه جزءًا من حياتك، وعندما نفكر في الأمر بهذه الطريقة، يتضح لنا أننا لا ينبغي أن نهدر وقتنا مع أولئك الذين لا يقدرون قيمته. كم من العلاقات أضعنا فيها وقتنا وطاقتنا مع أشخاص لا يثمنون هذه اللحظات؟ العلاقات فيها تبادل للجهود والمشاعر، ويجب أن نكون حذرين في اختيار من نستثمر معهم أيامنا.

عندما نتحدث عن تقدير الوقت، لا يتعلق الأمر فقط بالأشخاص، بل أيضًا بكيفية استخدامنا لوقتنا. هل نحن نخصص أيامنا لأمور تحقق لنا السعادة والنمو الشخصي؟ أم أننا نسمح للروتين اليومي أو للمشاغل أن تبتلعنا؟ إن من يمنح اهتمامه لوقته هو من يحقق إنجازات حقيقية في حياته.

السعادة والنجاح لا يأتيان من العيش في حالة من الانشغال المستمر، بل من القدرة على اتخاذ القرارات الحكيمة بشأن من نخصص لهم وقتنا وكيف نقضي أيامنا. لذلك، دعونا لا نمنح أيامنا سوى من يستحقها، أولئك الذين يثمنون لحظاتنا ويستطيعون إضافة قيمة حقيقية إلى حياتنا.

عندما نبدأ في تقدير الوقت، سنجد أنفسنا نحيط أنفسنا بأشخاص يدعموننا ويشجعوننا. سيبدأ إحساس العطاء بدلاً من الإحساس بالافتقار، وستستعيد الأيام معناها الحقيقي كفرص للعيش، والتعلم، والنمو.

في النهاية، لا تعطي أيامك سوى من يثمنها، لأن كل لحظة تعيشها هي صفحة من قصة حياتك، فأعطِ من يستحق القراءة والاحترام.